بأقلامنا

دموع غسان الياس الرحباني صاعقة صافعة في حلقة المسرح بقلم// جهاد أيوب

دموع غسان الياس الرحباني صاعقة صافعة في حلقة المسرح

بقلم// جهاد أيوب
الدمعة في عين غسان الرحباني لم تفارقه، والتي انتشرت في كل زوايا الحلقة التكريمية الخاصة بالعالمي الياس الرحباني… خرجت من شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال واغرقت جدران برنامج المسرح، وصلت قلوبنا جميعاً، حفرت في بلد لا يعرف تكريم كباره في حياتهم، ويتجاهل إبداعاتهم بعد مماتهم.
دموع غسان في الحلقة مجروحة، فيها الكثير من الأوجاع، مؤلمة من الغياب، صافعة لحياتنا لليوم الذي كان فيه العبقري الياس، وللحظة رحيله مع انكسار الوطن والإنسان فيه، وللمقبل من عمل عائلة كل جرمها أنها عاشت في خدمة فن الوطن!
دموع غسان مساحة شائكة حتى نعيد جميعاً اوراقنا بحق هذا الكبير الياس…
دموع غسان في حلقة عن والده مسكونة بالخوف على حياة الفنان في لبنان والعرب فكيف إذا كانت حياة المبدع الياس الرحباني، الياس صاحب 6000 عملاً موسيقياً لم تعرف الفشل، للأسف حينما يتذكره التاريخ سيدمع!
دموع غسان لو كانت في بلد يحترم كباره لكانت أشعلت ثورة تطالب بحق هكذا فنان!
دموع غسان سرقت الحلم، وصفعتنا جميعاً لكوننا شركاء في اغتيال أمثال الياس الرحباني…الياس ليس فناناً عادياً، هو عالمي من لبنان بلغة العالم، وهذه حقيقة يؤسفنا أننا حتى الآن لم نكرمها، ولم نطالب بجائزة عالمية تحمل أسمه، ولم نحييه بفيلم يوثق حياته تجربته نجاحاته عالميته!
دموع غسان في الحلقة وصلت الزميلة كارلا حداد فظهر التأثر على قامة وقيمة لم تأخذ حقها في بلادنا، ولكن كل الشعوب تعرف قيمة القامة هذه!
دموع غسان ليست على الياس بقدر ما هي على وطن وشعب وواقع وعلى الفن كله كله، وعلى من عمل بالفن في لبنان…وفي العرب ويعمل وسيعمل!
لقد اعلن غسان الياس الرحباني في تلك الحلقة ثورة داخلية من خلال دموع الشوق الحزن الوجع وللأسف الحصرة…وهذه أصعب ثورات الحقيقة، لآنها داخلية، تجرح العمق، ولا تقدر على رفع الصوت عالياً في زمن لا يهتم بأهل الإبداع، وفي وطن يمزق من قبل زعامات وطوائف همها اغتيال الأنبياء والمبدعين فيه!
لحظات مع غسان في البرنامج تبللت بالدموع الداخلية، ويا ليتها وصلت إلى تماسيح حكامنا، لكنها وصلت إلينا، ونحن لا شيئ!
دموع غسان قيمة في الوجع عن قيمة الغياب لوالد ليس عادياً…
دموع غسان اليوم بلحظتها قامة فيها غصة ترسم أصول قامة الياس الرحباني ولا تعطيه حقه، بقدر ما لفتت حضورنا عن الحاضر الدائم الياس الرحباني…
غسان الدامع، وجاد يلملم بقايا دموع الجميع، وهو الوفي في أن تكون هذه الدموع دموعنا نحن على وطن يختفي، وطن أراده الياس أكبر من مساحته، وأوصله إلى العالمية بينما زعاماته جعلوه مجرد نفايات، وجعلوا شعوبه قمامة الحياة!
خوفي أن تستمر دموع غسان الصاعقة الصافعة طويلاً علينا، وأن يستمر جاد بلملمة دموع وجودنا.

زر الذهاب إلى الأعلى