أخبار فلسطين

قيادي في حركة الجهاد الإسلامي لـ”إکنا”: تدنيس القرآن في الغرب يعزّز موقف الكيان الصهيوني لاقامة دولته المزعومة

بيروت ـ إكنا: صرّح مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الاسلامي في لبنان “أبوسامر موسى” أن حرق المصحف وتدنيسه في الغرب كما حصل اليوم في السويد دون أي رادع من تلك الدول يعزّز موقف الكيان الصهيوني في إقامة دولته المزعومة على أرض فلسطين بمفهوم توراتي أي يهودية الدولة.

واقتحم قطعان من المستوطنين مساء الأربعاء 21 يونيو الماضي مسجداً ومزّقوا مصاحف أثناء هجومهم على قرية “عوريف” جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وفقاً لما أظهرته تسجيلات كاميرات المراقبة.

ووثق مقطع فيديو تداولته منصات التواصل الاجتماعي ـ ونشرته الخارجية الفلسطينية ـ اقتحام المستوطنين المسجد برفقة كلب وسرقتهم عدداً من المصاحف التي مزقوها وألقوها على الأرض أثناء خروجهم من المسجد.

وفي هذا السياق، أجرت مراسلة وكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية “ريما فارس” حواراً   مع مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الاسلامي في لبنان  “أبو سامر موسى”.

فيما يلي نص الحوار:

1- هل يمكن القول إن تدنيس المصحف وتمزيقه وحرقه من قِبل المستوطنين في قرية عوريف جنوب نابلس تصعيد لحرب دينية؟

مما لا شك فيه أن الكيان الصهيونـي منذ نشأته وبتواطئ من المنظومة الدوليــة كان الهدف الاساس له هو إقامـــة دولته المزعومة على أرض فلسطين بمفهوم توراتي أي يهوديـــة الدولة وكانت خططهم منذ فترة طويلــــة العمل على تحقيق هذا الأمر وتعزيز هذا المفهوم بشكل كبير مع  توقيـــع إتفاقيــــة “أوسلو” وإعتراف المجتمع الدولي والسلطة الفلسطينيـــة (بدولــة إسرائيل) على الاراضـــي التي أحتلت سنة 1948م، وبدء المشروع الصهيونـــي بضخ المعلومات والاخبار وتوجيه الرأي العام الصهيوني والدولي بإتجاه  يهوديــــة الدولـــة والتضييق الممنهج من قبل الكيان الصهيوني على الفلسطيني للدفع به للهجرة خارج أرض دولة فلسطين المحتلة حسب اعتقادهم لتعبيد الطريق ولتمهيد مشروع يهوديــة الدولة، ومما ساهم وساعد على هذا النهج، وهو ظهور التطرف على مستوى العالم ومناهضة الاسلام عبر محاولات متعددة لحرق المصحف في أوروبا وتدنيسه كما حصل اليوم في السويد دون أي رادع من تلك الدول لا بل كانت بعض الدول كفرنسا وغيرها، وتعتبر الاساءة للقرآن أو النبي محمد(ص) حريــــة رأي، مما عزز موقف الكيان الصهيونــــي وخاصة مع وجود التطرف في الحكومــة الصهيونیة الحالية والتي ترى أن موقفها قوي ويسمح لها بالضغط لتحقيق الاهداف المرجوة لتحقيق فكرة يهودية الدولـــة، ومما لا شك فيــــه أن هذه الفكرة غير قابلـــة للتنفيذ بسبب تمسك الفلسطيني بالارض وتمسك المسلم بهويته وببيت المقدس مما يعنــــي الصدام المباشر.

2- كما تعلمون أن السلوك الهمجي من المستوطنين المدعوم من جيش الاحتلال يُشكل استفزازاً لمشاعر الشعب الفلسطيني، برأيكم هذا إلى أين يؤدي؟

بدايـــةً يجب الاقرار أن الكيان الصهيونـــــي منذ توقيع إتفاق الاطار أو ما يعرف بإتفاق “اوسلو” يعتمد أسلوب المناورة والمماطلـــة وإطالة فترة تحقيق المتفق عليـــــة سواء بالمناطق المصنفة للسلطـــة أو تلك التي تخضع لسلطــــة الاحتلال أو المناطق المشتركـــة ورغم كل الاتفاقيات الموقعـــة مع السلطة وبضمانة المجتمـــع الدولى والتي تمنع تمدد الإستيطان وكبح جماح الحكومات المتعاقبة ولجم حركــة المستوطنين، إلا أن سياسة الكيان واضحـــة وهي الإمعان بالتمدد وإطلاق يد المستوطنين ودعم حركات التطرف لا بل وحمايـــة هذا النهج ومواكبــــة المستوطنين وحراستهم والمساعدة في قمع الفلسطيني وإحراق ممتلكاتـــه ومصادرة الاراضي بشتى الحجج والوسائل وهذا الاسلوب يعتبر إستفزازاً للشعب الفلسطيني وللمجتمع الدولي الراعي للاتفاقيات بالمحصلـــة هذه الاجراءات المدعومة من الحكومــة وسنن القوانين الظالمة أي تغطية سياسية وقضائيـــة ستؤدي إلى مواجهة شاملـــة عاجلاً أو أجلاً وستدخل المنطقـــــة في مرحلـــة جديدة عنوانها مواجهة الكيان ومشاريعه وخاصة أن هذه الاجراءات تعزز فكر المقاومـــة وتضعف نهج التسويــــة وتفقد السلطة ثقـــة الشعب الفلسطيني في ظل عجزها عن الدفاع عن حقوق المواطنين.

3- ما دور الفصائل الفلسطينية مما يحدث في جنوب نابلس؟

لا نستطيـــــع  حصر دور الفصائل الفلسطينية فقط بما يجري في نابلس لان مفهوم المقاومــــة للفصائل الفلسطينــــة هو مشروع يجب تعزيزه على إمتداد الضفـــة الغربيـــــة بشكل عام، وموقفنا كحركــــة جهاد إسلامــــي واضــح بخصوص قرار المشاغـــــلة مع الكيان الصهيونـــي وتمثل هذا الموقف بتصريح واضح من الأمين العام لحركــــة الجهاد الاسلامي في معركــــة “سيف القدس” وما سبق من خلال توجيه رسالة لأبناء الضفـــة بالخروج ومواجهة الاحتلال بكافــــة الإمكانيات المتاحـــة وفيما بعد إطلاق اسم وحدة الساحات على المعركـــة التي خاضتها حركـــة الجهاد، وهو دليل قاطـــع أن الفصائل الفلسطينية تضع نصب أعينها الضفـــة الغربية، وتعمل لبث روح الثورة في المجتمع الفلسطيني الذي عمل الكيان والسلطة الفلسطينية على مدار سنوات لتحيده عن المواجهة، مما دفـــع الجهاد الاسلامـــي لإعلان موقف صريح وواضح أننا اخترقنا هذا الجدار من خلال تشكيل كتيبة جنين على يد المؤسس الشهيد “جميل العموري”، بعد خروج الأبطال من سجن “جلبوع” وفيما بعد وضمن توجه من الجهاد لتفعيل المقاومــة على امتداد الضفة كان تأسيس كتيبة “نابلس” و”طوباس” وغيرهما ونحن نعيش هذه الايام حالة إشتباك يومـــي في إطار مشاغلة الكيان والإشتباك المسلح لعدم إشعار العدو بعدم الامن والامان في الضفة.

4- رئاسة المجلس التشريعي تدين اعتداء المستوطنين على مسجد “عوريف” أين موقف الجامعة العربية من ذلك؟

من الطبيــعي وأمام هكذا إجرام صهيونــــي وتطرف من قبل المستوطنين وهجومهم واستفزازهم الدائم لأبناء الشعب الفلسطيني بل وتغذيـــــة الكيان الصهيونـــي للجريمـــة في الاراضي المحتلـــة سنة 1948م وارتفاع معدل الجريمة بدعم من الشرطـــة والإستخبارات الصهيونيــة وبالتزامن مع الاعتداءات المتكررة للمستوطنين ومصادرة الاراضي وإتلاف المزروعات وقطع الاشجار وحرق الممتلكات أن تدين رئاسة السلطة والمجلس التشريعي لهكذا تصرفات لكن السؤال الذي يجب أن يطرح هل يكفـــي الإدانـــة والشجب أم المطلوب خطوات متقدمـــة تلامس عمق العلاقـــة مع الكيان وايقاف التنسيق الامني وتجميد كل قنوات التواصل مع الكيان والتوجــه بإتجاه المؤسسات الدولية لتعريـــة الكيان وفضح أساليبه، أما بالنسبة لموقف الجامعــة العربية الامر معلوم منذ خمسة وسبعین عاماً ولم يتغيير للافضل بل أصبح أكثر خنوعاً وخضوعاً مع ظهور مصطلح التطبيع مع الكيان الصهيونـــي وهرولة بعض الانظمة مما يعيق اتخاذ أي موقف وطني متقدم.

5-  برأيكم هل ستزداد عمليات الثأر لاقتحام المسجد وإحراق وتمزيق المصاحف؟

الشعب الفلسطيني شعبٌ إختاره الله لمواجهة الكيان الصهيونــي ويعتبر الشريان الرئيس لتحريض الأمـــة على الجهاد والمقاومـــة ويحمل على عاتقـــــة استمرار المقاومـــة دفاعاً عن المقدسات والعقيدة ويقف اليوم في الصف الأول في مشروع المقاومـــة وإبقاء جذوة الصراع مع الكيان مشتعلة والشعب الفلسطيني هو شعب لا مثيل له في عصرنا هذا فهو شعب الشهداء والأسرى والمعتقلين والجرحـــى ولا يخلو بيت من هذه الصفات ورغم الآلم والمعاناة إلا إنه يزداد قوةً وصلابـــةً وإصراراً على حمل رايــة الجهاد والدفاع عن المسجد الأقصى وحمايـــة المقدسات وما نشاهده اليوم من دعوات للمرابطـــة ومواجهات على مدار الساعة في القدس والمسجدالاقصى لهو خير دليل على إصرارنا لحمايــــة المقدسات ولو دفعنا الغالي والنفيس من الارواح والممتلكات كما ونؤكد على أن الشعب الفلسطيني شعبٌ معطاء شهيد يحمل شهيد ودليلنا معركـــة بأس الاحرار التي خاضتها حركة الجهاد وسرايا القدس واذاقت الكيان الهزيمــة والحقت به وبجنوده وآلياته خسائر فادحة، وأنتقاماً لدماء الشهداء الزكيـــة التي ارتقت للعلياء،حيث  دفعت الأبطال للثأر في منطقة “عيلي” التي وضعت المؤسسة العسكريــة والامنية في مأزق رغم الاستنفار الشديد والقافـــلة تسير حتى التحرير وطرد الإحتلال من فلسطين وهذه بداية سلسلة من العمليات المرتقبة امام تزايد الاجرام الصهيوني.
سياسة الكيان واضحـــة، وهي الإمعان بالتمدد وإطلاق يد المستوطنين ودعم حركات التطرف

زر الذهاب إلى الأعلى