بأقلامنا

الدكتور عماد سعيد إعلامي مقاوم منذ بدء نكبة فلسطين ٠٠٠بقلم  الدكتورة سلوى الخليل الأمين

الدكتور عماد سعيد

إعلامي مقاوم منذ بدء نكبة فلسطين

٠٠٠بقلم  الدكتورة سلوى الخليل الأمين

 

 

عرفته كاتبا وصحافيا وصاحب مواقف وطنية يشهد له فيها ، هو الذي واكب قضية فلسطين وانتصر لها سابحا في بحر دروبها، رافعا قضيتها بمداده، خطوط كوابيس شغلت باله واستكانت إلى المد العروبي النضالي ، الذي أخذه إلى مداه مؤمنا بالنضال الذي هو قدر أهل الجنوب ، بحيث تفتحت عيناه منذ الصغر على القضية الكبرى التي هي اغتصاب فلسطين من بني صهيون .

تدرج في مواكب الحياة وهو يحمل من أزهار الأرض عبق العروبة، التي تطهر في ينابيعها يافعا ثم شابا إلى أن رأى بأم عينيه إحتلال الصهاينة لجنوب لبنان، فلم يستطع صبرا على ما جرى ولهذا كان اعتقاله من قبل الصهاينة قدرا مؤلما له لأن هدفه كان متابعة المقاومة والنضال ثم مقارعة هذا العدو المحتل الذي بغى وتجبر وكانت أعماله الإجرامية بحق أهل الجنوب شاهدة على تاريخه الأسود  .

فهذا العدو الصهيوني  المتغطرس المجرم، لا يفرق بين طفل وإمرأة وشيخ وشاب ، وهو يعتبر كل شاب هو فدائي أي مخرب بعرفهم وعليهم اعتقاله.. وكان الكاتب الدكتورعماد سعيد في طليعة شباب مدينة صور الذين أعتقلتهم إسرائيل في العام 1982 ،عام إجتياحها للبنان ، وأخذته مع مجموعة من الشباب الجنوبيين إلى معتقل الخيام .

كلنا يعرف كيف عاملت إسرائيل  المعتقلين اللبنانيين بمنتهى الوحشية والإجرام ، الذي طبع مسيرتها، منذ أن احتلت فلسطين واغتصبت أرضها وبيوت ساكنيها وطردت شعبها بعد أن فتكت بهم ولم ينج منها إلا طويل العمر، إذ أن تاريخهم قائم على تزوير الحقائق والإجرام والإبادة للوصول إلى غاياتها أو هدفها التوراتي الكاذب.

لن أتوغل في الزمن الماضي، الذي لن ننسى حولياته وأحداثه ، بل سأختصر القول كي أشهد أن د. عماد سعيد المناضل والمثقف والعربي بامتياز، ما زال مثابرا على الوعد والعهد الذي تربى عليه ولم يتغير أو يتلون عبر تاريخه الطويل والعصور المتعاقبة، بل بقي متشبعا برداء العروبة وفلسطين والمقاومة من أجل تحرير الحق السليب عبر كل الفصول والساحات ، مسترجعا إلى ذاكرة الأجيال ما كان بالأمس عبر الكلمة الحرة التي تتوق إلى النور وتتلفع زهو الأيام وتطمح إلى منارات الضوء الذي سينير الدروب لكل زرع حزين وروابي العشق الملأى ببيارات الليمون وروائح الزهر وأناشيد الغياب التي سترفع الصحوة نشيد للحرية المنشودة.

د. عماد سعيد أيها الصديق الأعز ، لا يسعني في هذا اللحظات سوى القول لك : آمنت فعملت وبقيت مثابرا ونشيطا حاملا يراعك في ساحات الوغى كما السيف لتناضل من أجل الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه، كي تتطهر هذه الأرض الملأى بطوفان الجهالة ، وكي نصل إلى فلسطين حرة عربية ، وكي نرفع الصلاة معا في القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين وكي نقول : آمنا بالله وبالعروبة وبفلسطين وعملنا كلنا من أجل أن تشرق شمس الغياب في الوطن السليب ، ومن أجل أن تلفح الشمس روابينا والتلال بأشعتها الذهبية، ومن أجل أن نرفع البوح للأرض والوطن نشيدا يرتفع فوق الغمام ناطقا بالحرية، التي عملت وعملنا لأجلها طويلا وسنبقى، قبل أن يفيء العمر  ويطوى الشراع .. لكن ستبقى  أنت الأمثولة التي تدق أبواب الليل  والنهار، كي تدب الروح النضالية في الأجيال الآتية، وكي تبقى الأنموذج المنقوش على أوتار الحياة بخيوط من ذهب.

تحيتي إليك يا صدق العمر ، عسى أن نفرح معا ومع كل الأحرار في لبنان وفلسطين وغزة المقاومة وأحرار العروبة بالنصر القريب، الذي نتمناه ونعمل له كل في ميدانه إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

 

كلمة الدكتورة سلوى الخليل الأمين

رئيسة  ديوان اهل القلم 

بيروت في : 19/ 11/ 2023

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى