بأقلامنا

هيام حموي ” مع الأيام” تتحدى الصعاب والعصر والعمر! بقلم // جهاد أيوب

جديد هيام حموي على أنغام هواء إذاعة “شام إف إم” من قلب دمشق الياسمين المجروح برنامج “مع الأيام”…خطوة شبابية معاصرة تحافظ على ما تبقى لنا من تاريخ ومعلومات ومحبة، وتوزع في فضاء السمع الذي أصبح مسموماً!
الزميلة هيام تلك المثابرة، والمتفوقة، وأميرة الميكروفون الإذاعي، وساحرة الصوت الجمالي، وصاحبة الخبرة الواسعة، والتجربة بكل فصولها من تعب وفرح وحزن ومغامرات ومؤامرات وحقد وغيرة من تميزها هي اليوم تقدم مع زميلها الدمشقي حسام واحة من المسؤولية، وتجربة فيها عبق التاريخ، وخميرة حكاية جهود المشوار الطويل، والعمر المديد كما لو كانت في بداية الطريق، وتتعامل مع مولودها الجديد كما لو كانت هاوية تعيش قلق تواصل الناس مع المسمع حتى تتلمس بأنها لا تزال تمتلك موهبة الإذاعة، وهي لم تفقدها في أصعب الظروف الحياتية والصحية…مع كل جديدها تسكن الدموع حتى تدرك أن الناس أحبت مولودها!
هيام مسكونة داخل براكين العمل الإذاعي، كل جهودها منصبة في عالم يندثر ويفقد بريقه، ولكن مع هيام هو المولود الجديد بكل بريقه ولا يعرف الترحال!
” مع الأيام” برنامج إذاعي إسبوعي صيفي رغم أن فكرته تصلح لكل يوم، يعرض في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة، ولا ندري لماذا لا نجده عبر صفحات السوشال ميديا مع إنه يشكل مدرسة في فهم العمل الإعلامي الإذاعي، وفي فهم طبيعة الزمن ومتغيراته؟!
البرنامج معاصر بامتياز رغم دخوله إلى الذاكرة بذكاء، ويلعب مع أصحابها بوجدانيات صافعة في معلوماتها التي نجهلها رغم أهميتها، وفيه إفادة لكل من يسعى إلى أن تصله الإفادة دون أن يقوم بأي جهد!
“مع الأيام” ينبش الذاكرة بطريقة تشبه إيقاع حياتنا أي السرعة في عرض الخبرية مع غنية، وطريقة تقديمة السهل الممتنع، وإعداد الممتع من خلال استخدامه المفردات المعاصرة اليومية ولم تكن هيام قد استخدمتها سابقاً تجعله من أجمل الأعمال الإذاعية التي تحترم المستمع الإذاعة الإعلام الوطن واناسه.
برنامج “مع الايام” من صوت إذاعة “شام إف إم ” وبقيادة القبطان هيام والمميز حسام محطة مهمة تعيد بريق الصوت المعلومة الجمال صدى السمع إلى لحظات هربت منا…
برنامج “مع الأيام” متعة تحتاجها اسماعنا، ومسؤولية جمالية جعلوها ذات امسيات باهتة، ولكن في هذا البرنامج ومع هيام حموي ومن “شام إف إم” وبمشاركة حسام يسكن التميز السمعي في قلوبنا وذاكرتنا والأيام المقبلة.
هيام الموجودة تعود ” مع الأيام” كما لو رسمت خطوط الطفولة من جديد، ولا تزال تبحث مرة وعشرات المرات عن لعبتها الموجوعة بسبب جراحات الوطن، ودموع دمشق الكثيرة، وغربتها الباريسية، واستمراريتها بعلاج أمراض الحياة داخل جسدها، ولكنها مع كل جديد تجد الدواء الشافي، ويعيد إليها بريق صوتها المأخوذ من نبرات الملائكة، ومن كتب الساحرات حيث الدهشة التي تسكننا كلما استمعنا إليها.
“مع الأيام” برنامج يشبه أيامنا بكل فصولها، ولكنه يُنقي السمع من أوساخ مفرداتنا، وينظف الإذاعة من ثرثرات لا قيمة لها، ويعيد ترميم ما تهدم من جهلنا المزروع في جعبتنا بحجة العصر دون أن ندرك أننا نصنع تاريخنا وبقايا أيامنا!
نصيحة من محب الإستماع إلى برنامج “مع الأيام” مع هيام حموي غاية في متعة نبحث عنها، ومدرسة في أن نتعلم كإعلاميين أن الاتزان والجدية والطفولة والتحركش بالزمن بهضامة تعيدنا إلى أيام الدراسة البيضاء حيث الحفر في الفكر والذهن بريشة من ذهب لنعاود التعلم، وفي العلم لا يوجد ما هو معيب!
هيام حموي في برنامجها الجديد ” مع الأيام” عبر مغامرات إذاعة “شام إف إم” تتحدى الصعاب والعصر والعمر، وتصر أن تعود إلى طفلة فيها بمسؤولية المجربة والدامعة الضاحكة الجامعة لمخزون صورها الحاضرة والمفقودة!

#جهاد_أيوب

#هيام_حموي

#برنامج_مع-الأيام

#إذاعة_شام_إف_إم

زر الذهاب إلى الأعلى