بأقلامنا

دقائق النور ! بقلم الشاعرة غريتا بربارة

دقائق النور !

تحرَّكَتْ كَواكبُ الليل وأضاءت
سِراج السماء .
جاء المساء ومحى الغروب
دقائق النور من الفضاء .
بانَتْ مروج بلادي الخضراء
مُنسكِبة على أطراف الطبيعة
وأنا كنتُ أتكئُ على غُصن أفكاري
أستمعُ الى تأوِّه الريح
وندبِ العناصر .
أُراقبُ الأشجار وهي تودِّع
أوراقها الصفراء .. تتهادى
كالطير المذبوح على أديم التراب .

أحسستُ بِ قشعريرة باردة
تلك الليلة . شعرتُ بِ أظافر
البرد تغرس ألماً في أعصابي.
لكني صرفتُ النفس
عن كل هذه الدنيويات ،،
أسرعتُ الى غرفتي
فتحتُ كتاب الجمال المُفعَم
بالنور والروح .

أصغيتُ الى أناشيد الكلمات
استمعتُ الى سكون وتأمًُلات
وأحاديث الحروف وهي تنظُرُني
وكأني بين ازرقاق السماء أو في كنيسة
أو جامع أستقطِبُ حياةً جميلة ..
قرأتُها بين الآيات والصور البديعة .

هكذا أمضيتُ ليلة خريفية
صامتة آمِنة وأمينة.

حتى دخلتُ قفص الشتاء وزرتُ
كوخ الأحلام المليئ بِمتعةِ المَوقِد
والنار وانثيال الثلج
وحُضنِ الحنان والسلام .

بعد ذلك تراءى لي الربيع
وأشجار اللَوز .. والروابي وقد
أنبتت أعشابها وأزهارها
وورودها.
حتى اختال الصيف مع الآمال
وأهازيج البحر وتغاريد
عصافير الدار .

بلغتُ بالأحلام أوَّجُها
أصعدني الخَيَال الى
خَيلِ خيالي .،
الى عيون الشمس وقبَّلتُ
شعاعها فَانتَعَشَ جسدي وروحي
بِروحِ النور السرمدي.

لم أر سوى نور من نور
ودفء حرارة عادلة .
شعاعٌ من محبة سكن عيوني
فالتّمَعَتْ بِ وَميض الإيمان
الأبدي .!

بقلم: غريتا بربارة✍🏻
أميرة الأحلام🇱🇧
October/3/2023

زر الذهاب إلى الأعلى