بأقلامنا

فهد الباشا كلمات في زمن الغربة

فهد الباشا
كتّاب الديار
كلمات في زمن الغربة
14 كانون الثاني 2024- نقلا عن “الديار”

1 _ ما اَذَتِ الناسَ جهالاتُهم ، على هول أذاها ، بأكثرَ مما لحق بالناس من أذىً وأضرار جراءَ التجاهل والتعامي والتغاضي والمداهنة والتداجي . كيف ، ترى ، يُعْتَبَرُ كاتباً حقّاً من لا تستغضبه المظالمُ والبشاعات؟ من أبصر عيباً كالذي فينا وحولنا ، أحزاباً وطوائف واتِّحادات للعمّال ، للكتّاب ، للتجّار ،للساسة الفجّار ، من دون ان يشير محذِّراً من تنامي العيب ومن تفشّيه ، خيرّ له وللناس لو أنّه وُلِد أعمىً وظلّ ، عمره كلَّه ، على عماه . مناسبة الكلام ليست فقط ممّا شهدتُه أمسِ ، وأنا ضيفٌ عابرٌ، من معايب تلامس حدَّ المخازي في انتخاب ما يُسمّى اتِّحاد الكتّاب . أربأُ بالمثقّفين في لبنان ان يكون وجه الصحّارة في ثقافة بلد الحرف والكتاب ما عاينتُه ممّا هو أكبر من معاناة ، لو كان في لبنان كتّابٌ لا يتعامون عمّا هو ، في الواقع ، وقائع فواجع .

2 _ حين يُبْتلَى الدينُ بمسؤولين فيه ، جلُّ همِّهم ظهورُهم ، بأبّهة الأباطرة ، على الشاشات، حينها، علينا أن نتيقّنَ انّ الدين في محنةٍ خطيرةٍ وقاسية. وأخطرُ ما فيها أنّها محكومةٌ بأن لا تبقى محصورةَ التداعيات بالدين في ذاته . فهي ، كما تشهد وقائعُ الحالة، لا تلبث ان تنعكس على الدنيا ماَسيَ تستولد المحنَ والماَسي .

3 _ تجنّباً لموتٍ بعلّةٍ نؤثر اخفاءها مراعاة لخواطر، نعلن أنّ ظهر المقاومة لا يحميه ، فقط ، رئيس جمهوريّة ، ولو متجذِّرَ الايمان بالعمل المقاوم . اذا ما انقلب ، في الدهر ، ظهرُ المجنّ ، لا يحمي ظهر المقاومة وميمنتَها والمَيْسرة الّا مجتمعٌ حمته وتحميه المقاومةُ من مؤامرات فاسديه في الداخل .

4-ألدعوة الى الصفح عمن اساء الينا افراد وجماعات يجب ان لا تعني، ابداً، دعوةٌ الى نسيان الإساءة. نسيان الاساءة اساؤةٌ الى جوهر الصفح والى سموِّ الغاية منه

 

زر الذهاب إلى الأعلى