بأقلامنا

كتب فضيلة الشيخ ربيع قبيسي على صفحته (الفيسبوك) :

رح خبركن شو صار معي اليوم ! ..

اليوم الصبح توجهت من الجنوب لدير الأحمر بالبقاع الشمالي حتى شارك صديقي الأبونا شربل بذكرى أربعين والده ، أنا وعلى الطريق صِرت ردّد عبارات حفظتها من صغري [… إن كل طلقة تُطلق على دير الأحمر أو القاع أو شليفا ، إنما تُطلق على بيتي وعلى قلبي وعلى أولادي…] ، [… إن أبناء دير الأحمر والقاع وشليفا هم أبنائي كأبناء عرسال والعين واليمونة والهرمل …] هيدي العبارات للمغيّب الإمام السيد موسى الصدر وبلشت الأفكار تاخذني وتجيبني كان معي أصدقائي ، للحظة حسّيت السيد موسى معنا بالسيارة وراجع طالع على دير الأحمر ليطلق ويصرخ بغابة هالوطن أنه كفى ثم كفى ثم كفى .. قبل أن تجدوا وطنكم في مزابل التاريخ !!
ولمن وصلت عالكنيسة كان بعده فكري بالسيد موسى كيف وصل ووقف بنفس هالكنيسه (كنيسة سيدة البرج) ، أكيد ومتل العادة اللبناني بيستقبل بالـ أهلا وسهلا وبالترحاب كيف إذا كنت جاي من مكان بعيد، وبعد ما قمت بواجب العزاء وخلصت المراسم بالكنيسة وأنا رحت بخيالي كيف هون وقف السيد موسى ؟! كيف كانت عم تسمعوا الناس؟! كيف كان تفاعل الناس وأديش ترك بصمة حب بينهم !.. وصل رجل ثمانيني لحدي وعرَّف عن حاله وبدون إنذار قال: أهلاً وسهلاً شيخنا شرفتنا وجبرت خاطرنا من أكثر من أربعين سنة كان هون بهالكنيسة السيد موسى الصدر ، … إي يا مولانا زارنا هون وخطب خطبة ووقف على مذبح الكنسية ، مجوتك ذكّرتنا بطلته !! قلت له : وين نحن وين السيد موسى !! قلي أنا إسمي (صبحي جريش) من هون من دير الأحمر شاعر وكاتب كنت هون يوم ما إجى السيد موسى ووقف بالكنيسه ومتل وقفته ما في ، حِكي حَكي كتير حلو وأنا كتبت له قصيدة من جوهر كلامه إي صحيح يا مولانا متله ما في ، بعدني لهلأ بس إذكر إسمه بتدمع عيني وكلنا منعتبر إله فضل علينا .. وأنا أرسلت القصيدة للست رباب الصدر إخته للسيد موسى …
صار كتير حكي عن السيد موسى نحن وبالكنيسة وبعد وقت عدنا أدراجنا مع الأصدقاء وعملنا جلسة أخوة مع أبونا فادي تابت بضيعته (بحمدون) مع أبونا جان وأبونا طوني وصديقنا الرائد غسان وجورج وغيرهم … وصارت الأفكار أكتر من لمن كنت طالع وصرت قول: عنجد أديش نحن بحاجة لوطن بيشبه موسى الصدر .. وطن نقدر نتنقل بحرية وبأمان من مدينة صور والناقورة لدير الأحمر وكل لبنان بدون خوف وقلق !، وعنجد أديش كان السيد موسى شايف جوهرة بالوطن كان بيعشق لبنان وكل حبات ترابه ، كان عنجد عنده ميزان واحد هو قيمة الإنسان وكرامته ، وأديش نحن اليوم صرنا بعاد كتير عن فكر موسى الصدر
عن الوطن .. وعن الإنسان ..
نحن عنجد منقدر نكون سوا .. ونعمر لبنان ..
يا ريت منرجع كلنا ننشد (كلنا للوطن للعلى للعلم) ومنسمع لضميرنا أنه صار لازم نزيح كل خلافاتنا ونتوحد حتى ما يضيع يلي تبقى من لبنان ..
في حكي كتير بس بخاف طول الحكي وما عاد حدا يسمع ويقرأ !

الشيخ ربيع قبيسي

17/7/2022

 

زر الذهاب إلى الأعلى