بأقلامنا

“محطات النصر” شهدت عودة عمرو ناصيف…ولكن! بقلم// جهاد أيوب

منذ سنوات والإعلامي المصري المقاوم عمرو ناصيف هو غائب عن الشاشة، أو مغيب، لا ندري، ولكننا نلتقيه في أمسيات تخص المقاومة، ونجده متحمساً، وواقعياً، ولا تزال مصر في كل جوارحه، وعشقه، وفي خاطره، إضافة إلى تهذيبه، وحسن تعامله مع الزملاء… وبسرعة يختفي عن المكان!
أخبرني عن اطلالة مختلفة وقريبة له من خلال برنامج جديد عبر قناة “المنار”، ومنذ أيام شاهدت حلقة له، وخاصة بمناسبة ” 40 سنة على انطلاقة المقاومة” بعنوان ” محطات النصر”.
” محطات النصر” رحلة حدودية، جولة ميدانية، ومحطات وصفحات واقعية في مناطق حقيقة شاهدة على انتصارات من لحم ودم، وقد تصبح أسطورة مع أجيالنا المقبلة حينما تغيب الشمس عن دولة إسرائيل المؤقته، وحينما يمر زمن عن أحداث تلك الأمكنة الشاهد!
سجلت الحلقة التوثيقية وليست الوثائقية انتصار الإرادة بين الأرض وأناسها، بين خبايا المكان وحدود الوطن برسائل سريعة مطلوبة، وبصراحة كان الواجب أن تقدم هكذا وجبة منذ سنوات!
“محطات النصر” تقديم وإعداد عمرو ناصيف، ومن إخراج يوسف جرادي، ومع المثابر، وربيبة الإعلام الميداني المقاوم علي شعيب، ذاك المجتهد ميدانياً رغم تغيير الظروف، والمدرك لطبيعة دوره في قراءة الحدود اللبنانية!
هذا هو ميدان الزميل علي، وكان الواجب الإعلامي أن تقام هكذا نوعية من البرامج مع علي دون سواه في برنامج خاص، ومشاركته في هذه الحلقة ضرورة، وهو خبير في الحدود وفي حكايات الناس والأمكنة، وصوت الصور الشائكة التي مرت، وشريكاً في غالبية الحروب الصورة الحدودية مع المحتل الصهيوني!
المطلوب تسجيل ذاكرة علي شعيب، والكشف عن مستودع مجالسته للشجر وللثمر وللبيوت والحقول، والمقاوميين …الزمن مر، والعمر اثمر، والغبار بدأ يتراكم على ذاكرة وجب أن تشهد النور وتشاهد، لذلك كان علي في هذه الحلقة متوهجاً، وحاضراً، ومن الواضح حتى يستمر هكذا، ويعيد حيوية حضوره يتطلب الإعداد له وبمشاركته، وبرنامج خاص به لمدة ربع ساعة أو نصف الساعة، ذاكرة لخميرة النصر في الأسبوع!
لا شك ” محطات النصر ” اعتمد على فكرة موفقة من أكثر من جانب، منها بناء هيكلية الخوض في طبيعة الأمكنة، وحكاياتها، وابعادها السياسية والعمرانية والاجتماعية والاقتصادية، وتنفيذها بشكل مبسط خارج التنظير والثرثرات المدعية، وعودة الزميل عمرو إلى الشاشة الصفراء، عودة بثقة احببتها سابقاَ، ولا تزال متوهجة رغم ابتعاد صاحبها لسنوات مضت…حماسته كانت واضحة، وفي حلقات برنامجه المنتظر يجب أن لا تكون بهذه الكثافة، كثرة الحماسة تضر بالحضور، وبالتأكيد طبيعة البرنامج الجديد تختلف عن طبيعة هذه الحلقة الخاصة!
اختيار الضيوف جاء مدروساً، وأخذ ما هو مطلوب مما سجل كان واضحاً، والمونتاج هنا عرف ما المقصود من البوح لا من حشو الفقرات بكلام معاد!
صحيح إشتراك بعض ضيوف الحلقة في كل مناسبة أو من دون مناسبة في برامج ” المنار”، إلا أن الطرح كان مغايراً وفيه إفادة!
كل ما ورد في الحلقة يؤرشف، وهو جزء مكمل للإنتصارات على العدو.
مقدم جاهز، ويعرف جيداً إعداده، وإعداد مدروس، قدم أجوبة على أسئلة منتشرة شعبياً، واوصل بعض القصص قبل أن تغيب بسلاسة تجعلها حاضرة، خاصة حكاية بلدة أو منطقة “اللبونة”، إلا أن موضوع اصرار الزميل علي على وجود الأدغال هناك كان عجيباً!
لا وجود للأدغال في كل لبنان، بل غابة صغيرة هنا أو هناك!
حلقة ميدانية شيقة تستحق المتابعة، والقراءة، عابها بعض الأخطاء الفنية، وقد يعود السبب لسرعة التصوير، وإنجاز الحلقة في نهارات معدودة، ودون إدراك للتصوير الخارجي وللوقت ولحضور حركة الشمس، أو إنجاز الحلقة بأسرع ما يمكن بتكلفة انتاجية متواضعة، ومن دون استخدام معدات التصوير الخارجي المطلوبة لهكذا نوعية من البرامج التوثيقية الموجهة سياسياً وفي الطرح المقاوم والوطني!
قد لا يلتفت المشاهد الباحث عن أجوبة لذلك، ولكن هكذا عمل مسؤول يتطلب الإنتاج الأكبر، ومع ذلك الرسالة المراد توصيلها حضرت، وعودة عمرو محببة، وليست مزعجة، وتعتبر تمهيدية، وفي مكانها…

زر الذهاب إلى الأعلى