بأقلامنا

أسعد …الفنان الذي اعتدناه ضاحكاً قد رحل حزيناً! بقلم// جهاد أيوب

 

القدير الضاحك
المهموم الفرح
المواطن الفنان التعيس في وطن اسمه لبنان …هو الفنان الكبير عبدالله الحمصي، المشهور بشخصية (أسعد)، وهي شخصية أساسية في فرقة “أبو سليم الطبل”، اقدم الفرق الكوميديانية العربية، والفرقة الوحيدة التي استمرت في العالم منذ بدايات الستينيات، ورغم تغير بعض الوجوه إلى يومنا هذا…
أسعد في ذمة الله … لقد خسرنا فناناً كبيراً جاء إلى العاصمة بيروت من الشمال، من مدينة الفرح طرابلس، جاء وفي جعبته الكثير من السعادة كي يقدمها لنا ونحن الشعب المنكوب بزعامات تفرح كلما أعادت الحرب الداخلية، ويسعدها أن نغرق بالحزن!
أسعد واحة من الاضحاك، لم يبخل علينا في كل المناسبات، وحتى في الحرب قدم مع فرقة أبو سليم الطبل ومنفرداً الأعمال الفنية من مسرحيات وأفلام ومسلسلات تلفزيونية وإذاعية، ولم يكن يخجل من تقديم حفلات الصيف، أو تقديم فقرة نمرة في سهرة!
هو المتواضع رغم شهرته الواسعة بين الكبار والأطفال!
هو الذي ينسى كثيراً، ويا ليته تناساه الموت، لا نقول مثل هذا الكلام لكونه رحل، بل لآن وجود الكبار أمثاله ونحن نعلم ما أصابه من مرض وعجز، نقول ذلك لآنهم يذكروننا بالوطن الحلم، وبزمن نعشقه!
الموت حق، وكم يموت المواطن اللبناني في النهار…؟!
اعتدنا الخسارة مع اشراقة كل شمس…وحينما تغيب شمس المبدع الفنان، خسارتنا كبيرة، وفقدان البصمة السعيدة تكون أكبر!
ولا نجامل إذا قلنا أننا تعبنا من فقدان من رسم في ذاكرتنا صفحات منذ الطفولة إلى الكبر، فقدان هذه القيمة ودولتنا لا تعرف تكريمهم، ولا المحافظة على عيشة كريمة لهم!
أسعد…شخصية محببة، عشقناها، واضحكتنا بنظافة، ارتجل الحوارات والمواقف الكوميديانية كما شريكه فهمان وأبو سليم، هو لم يخاصم الكوميديا، ولكن العمل أكل من حضوره، وهو لم يرتكب فعل الاعتزال، ولكن المرض عزله عن عشاق فنه، وهو لم يقرر أن ينزوي خارج الضوء، ولكن الجحود سرق التاريخ والتعب والضوء إلى لحظة خفوت الأمل فيه!
أسعد أو عبدالله الحمصي من زراع البسمة في ربوعنا، ومن المؤسسين في توزيع الفرح إلى الجميع، ومن أركان الضحكة النظيفة الشعبية البسيطة!
أسعد، هو الفنان الشعبي الذي نجد فيه صورنا رغم ارتداء شخصية مكررة، ولا نشبع منها، وشخصية أسعد رافقته في كل أدواره، ومع ذلك لم نمل، ولا نعرف غير أن نطلب منه البقاء والاستمرار، وتكرار شخصية أسعد الطيب والعفوي والعبيط أمام مقالب فهمان!
لقد حفر هذا الفنان الشعبي إسم (أسعد) في خلايا ذاكرتنا حتى أصبح صورة تسعدنا، ونفتخر بها… قد نكون، نحن الآن ظلمناه إعلامياً لتغييبه عن حروفنا، ولكن، وبالتأكيد تربع على حبر أساتذتنا الكبار ومن تتلمذنا من تعبهم…لا نبرر، إلا أن ظروف البلد حكمت الجحود!
ورغم كل مأسينا، ظل أسعد صور صافية في الذاكرة وفي الحضور، لذلك، وبمجرد سرد حياته، نكتشف قيمته…صحيح حاولنا لجم فرحه، ولكنه استمر في بصمة الكوميديا… إنه الفنان الكبير أسعد …الفنان الذي اعتدناه ضاحكاً قد رحل حزيناً في وطن يغتال الفرح وأهله!

** حياته
ولد عام 1937 في عاصمة الشمال طرابلس.
بدأ مشواره الفني وهو في الخامسة عشر من عمره كممثل مسرحي في فرقة “كشافة الجراح” الفنية التي قادها الفنان صلاح تيزاني، وبعد ذلك ساهم في تأسيس فرقة خاصة تحت اسم «كوميديا لبنان» عام 1957، وبدأ في التقديم فيها لكنه لم يترك التقديم أيضًا في فرقة «كشاف الجراح».
بعد ثلاث سنوات من عمله مع فرقة “كوميديا لبنان” احترف الفن من خلال «القناة السابعة» على تليفزيون لبنان- تلة الخياط-  وظهر في صورة أسعد القروي، وفي عام 1966 قام الفنانان عوني المصري وعبد الكريم عمر بتحضير عملًا في مسرح الفرير بطرابلس، كما قاما بنُصح أعضاء الفرقة بالذهاب إلى تليفزيون لبنان، وبالفعل تم قبول الفرقة، وأصبحت تقدم عروضًا على الهواء مباشرةً تحت مسمى «فرقة أبو سليم الطبل»، كانت الفرقة مؤلفة من 27 ممثلًا، ومن أبرز شخصياتها: أبو سليم وأسعد وفهمان ودرباس وشكري وجميل وأبو نصره، وفي حينه كانت المرأة ممنوعة من التمثيل، لذلك كانوا في بعض الأحيان يأخذون أدوار امرأة!
وفي عام 1960 قام بتأسيس «فرقة الفنون الشعبية» التي قدمت نُخبة من المواهب الشابة، كما قدمت العديد من الأعمال التي انفرد ببطولتها سواء على مسرح الرابطة الثقافية بطرابلس أو غيره من المسارح، كما قدم ما يزيد عن 1700 ساعة تليفزيونية، وما يزيد عن ستين مسرحية، وبالنسبة لأعماله الإذاعية فقد وصلت إلى 3000 حلقة، كما شارك في أكثر من 15 فيلمًا سينيمائيًا، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من المهرجانات مثل مهرجانات قلعة طرابلس التي انطلقت عام 1969 ومهرجانات قلعة بعلبك.

أعماله المسرحية
• «أسعد وعيلة أبو الريش»
• «شاكوش ومنشار»
• «أسعد schow»
• «أسعد على الهواء»
• «آباء وأبناء»
وجميعها من تأليف فؤاد الأدهمي.
• «أسعد طبيب»
• «قضية وحرامية» 1970 من تأليف جورج جرداق.
• «وزارة التربية مع أطيب التمنيات» 1971.
• «قدف يا بحار» 1973.
• «دويك والمغناطيس» 1974 لأنطوان غندور.
• «يعيش ما حدا» 1975 تأليف فؤاد المستحي وإخراج باسم نصر.
• «الجراد» 1978 تأليف فاروق الأحدب وسعيد تيزاني.
• «هندومة سقطت الحكومة» 1990 لأنطوان غندور.
بالإضافة إلى مجموعة من أعمال الكاتب والشاعر بشير الضيفة:
• «هية هية»
• «طبخة بحص» إخراج الأدهمي
• «منحوس وعروس»
• «أسعد أكشن»
• «أسعد بالأوكازيون»
• «بين تكو وتكة رح بتصير»
• «يا سامعين الصوت»
• «حربوق بقلب الصندوق»
• «الحكاية بدا داية»
• «كلّومن للّو»

زر الذهاب إلى الأعلى