Uncategorizedأخبار فلسطين

بيان صادر عن قيادة فتح الإعلام المركزي في ذكرى استشهاد دلال المغربي المزيد على دنيا الوطن ..

وهذا نص البيان:

كانت فلسطين الأسيرة تتهيأ لاستقبال أبنائها العائدين إليها في جحيم الغربة بعد طول انتظار، عادوا متسللين، وكلهم شوق وحنين لرؤية شواطئ وجبال وسهول أرض الآباء والأجداد، عادوا وهم يدركون جيداً أن ساعةَ اللقاء قد تكون هي نفسها ساعة الوداع، لكنِّها هي رحلةُ الانتماء والوفاء من اللاجئين الثوار، إلى حراس الارض والوطن تحت الاحتلال بأننا عائدون.

إنَّ العملية التي حملت اسم الشهيد عضو اللجنة المركزية كمال عدوان كانت من إبداع وتخطيط الشهيد القائد خليل الوزير أبو جهاد، الذي تابع شؤون الداخل الفلسطيني(القطاع الغربي) خلفاً لكمال عدوان الذي تمَّ اغتياله في العام 1973 على يد فريق صهيوني يقوده باراك نفسه للتخلص منه ومن كمال ناصر، ومحمد يوسف النجار، وزوجُه أم يوسف، وباراك نفسه كان يومها يرتدي ثياب امرأة. أما الرد الصاعق على باراك وضباطه المذعورين الجبناء فكان بهجوم شنَّه أثنا عشر رجلاً مغواراً تقودهم مقاتلة فلسطينية شابة ترتدي اللباس العسكري، وتقتحم مراكزهم العسكرية، ويُفرغ المقاتلون الرصاصَ في صدور ورؤوس قادة الاحتلال، وفي أخطر موقع عسكري.

المجموعة المقاتلة التي نالت ثقة الشهيد أبو جهاد الوزير، وانطلقت من جنوب صور باتجاه الساحل الفلسطيني، واستطاعت أن تصل إلى ساحل حيفا ويافا، وان تُكحِّل المجموعة عيونها برؤية فلسطين، وان يتنشقوا عِطْرَ وعبقَ البساتين والتلال. بهمةِ العنفوان الفتحاوي والفلسطيني الذي لم.. يُهزم يوماً. تمكنت دلال المغربي وأفراد مجموعتها من السيطرة على أَحد الباصات والتمترس فيه، ثم السيطرة على الشارع وصولاً إلى المقر العسكري، حيث بدأت المعركة، واستبسل المقاتلون، وتقدَّمت دلال الفلسطينية ابنة صبرا وشاتيلا لتفرغ الرصاص بقوه في أجساد الأعداء، وهذا ما أسفرَ عن مقتل ما يزيد على سبعة واربعين إسرائيلياً.

تقدم قائد الجيش الاسرائيلي من جثمان الشهيدة دلال المخضَّب بالدماءِ، وقدَّم التحية العسكرية مضطراً أمام عظمة وبطولة هذه الفتاة الفلسطينة، التي قاتلت حتى الشهادة. ومن حولها عشرة شهداء أدوا الأمانة، ورووا بدمائهم تراب الارض المتعطشة.. لأبنائها.

الذي ميَّز هذه العملية الجريئة أنَّ المشاركين فيها كانوا من عدة أقطار عربية انتموا لحركة فتح، وتدربوا في معسكراتها، ونذكِّر بأنَّ مقاتِلَين من هذه المجموعة هما من أبناء (المِنية- بحنين) شمال طرابلس لبنان، وهما عامر عامرية، ويحيى سكاف، ومن الأسرى الاخ المناضل خالد أبو إصبع عضو مجلس ثوري سابق في حركة فتح، وحسين فياض.

ولا بد أن نؤكد بأنَّ عملية الشهيد كمال عدوان (عملية دلال المغربي) أعادت الاعتبار لحركة فتح أنها انتقمت للقادة الثلاثة، كمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار. كما أنَّ هذه العملية إضافة إلى عملية ديمونا الاكثر شهرةً ودقةً وحساسيةً، وتخطيطاً، وهي من إبداعات الشهيد ابو جهاد الوزير والتي استهدفت المفاعل النووي الاسرائيلي في صحراء النقب، وقد نفذها المقاتلون الثلاثة من منطقة النقب(حمد العزازمة، وعبدالله عبد المجيد محمد كلاب، وهو قائد العملية، ومحمد عبد القادر محمد عيسى) وهذه العملية الجريئة التي أعطى أبو جهاد رحمه الله الاوامر لها بالتنفيذ في 2/3/1988.

ويجب الاشارة إلى الدور الذي لعبه شرف الطيبي في تدريب عناصر العملية البطولية.

إنَّ عملية الشيهد كمال عدوان، وعملية ديمونا، وبما لهما من أهمية عسكرية واستراتيجية في الصراع مع العدو الاسرائيلي، وبما فيهما من دقة في التخطيط، قام به أبو جهاد الوزير جعل قيادة العدو على أعلى مستوى تأخذ قراراً بقتل خليل الوزير أبو جهاد الرجل الثاني في حركة فتح خاصة بما يتعلق بالداخل الفلسطيني، وقد تم تنفيذ عملية الاغتيال الجبانة في تونس بتاريخ 16/4/1988.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار. 

ومزيداً من التمسك بهذه الحركة الرائدة صاحبة هذا التاريخ المشرِّف .

النصر لشعبنا ولثورتنا مهما طال الزمن، والاحتلال إلى زوال .

وانها لثورة حتى النصر

    قيادة حركة فتح- الاعلام المركزي لبنان


زر الذهاب إلى الأعلى