بأقلامنا

فَمُ الينبوع ! بقلم الشاعرة غريتا بربارة

كنتُ مُتعطِّشة لِأجد نبعَ ماءٍ حيّ
يتدفَّق منه مياهً أرى فيها مرآة
حياتي .
هكذا وجدتُ فَم الينبوع
مُتعطَِشاً أيضاً وسألتهُ أن
يشربَني كما أشربَهُ !

تلاقَتْ روحانا فوق تلك الفرحة
المُنسابة من بين فتحةِ الصخرة
كَسيلان الدم في عروقِ الفِكر
الراقية النقية .

رآني ذاك الفيلسوف وأنا أغني
لِ عينِ الماء أغنية الحسناء وجرّة مائها .
رآني أترنَّح مع ثبات جرَّتي فوق رأسي.
أتمايل كل ما داخ الريح
على نغمة حافِر جوادِه.

كان أسمراً شرقيَّ البشرة
عنيفة نظراته . عِزَّة الروح
في شموخ أنفِه .
لكنه حنون في غَزَلِ بريق
عينيه على نَولِ عيوني.

وقف قرب صخرة الحياة
ونادى اسمي:
— أميرة العُمُر واكسير نبع حياتي
هاتي دمعة حياة من جرَّةِ حياتي
واخمِدي لَظَى عطشي بِلذيذ جمالك .
أَطعِمي هذا الجائع
من خميرة قلبك .
من خُبزك الصافي .

جلس قربي ركنتُ جرَّتي بينه وبيني .
أخذ الجرَّة وضعها على حافة العين .
نظر في نظري !
تاهَتْ دنيانا عن عالَمِ هذا العالَم
وتهنا في حديث اللحظة وعِناق الأبدِ .

— يا لُهاث أنفاسي يا معذّبتي
يا نسائم أضلُعي
يا بيت سعادتي
يا نبع الحُبّ وراحة أفكاري.
دعيني أشرب من شِفاهكِ اكسيراً.
من جرَّة العُمر ماءً .
وما بين الإكسير والماء سأبني لنا من
أشواقنا بُرجاً عالياً طاهراً في السماء .

هاتِ حبيبتي يدكِ
النهار ولَّى وعشاق الليل والسهر
على وصول . أما نحن فَ يقظتُنا
في كل حين تُحوِّل الليل الى نهار
في صمتنا.
والنهار الى ليلٍ تائه بين النور والظلام
ونحن وحدنا نعرف الدرب .

هُوَذا الفجر آتٍ .
حبيبتي !
تعالي نسبق الشمس بالشروق .

أخذ الشرقيُّ يد حبيبته وطار بها
في فضاءِ الفجر قبل البزوغ.

وأما جرَّة الماء بقيت
تنتظر الفيلسوف وأميرته
لِ يتعانَقا عند فَمِ الينبوع
في أصيلٍ ثاني !

بِقلمي/ غريتا بربارة ✍🏻
أميرة الأحلام 🇱🇧

زر الذهاب إلى الأعلى