رسالة للفقيد المناضل محمد جمعة ابو نضال …سلام عليك يوم وقفت في عز المقاومة و المجابهة يوم عز الواقفون…
سلام عليك و انت تسلم الراية بعد رحلة طويلة في التربية على المواطنة الحقة ووقفات الرجال …
ابو نضال..هل ازف الرحيل باكرا …و قد رأينا المنبر الجعفري يبكي سيده ..اعواما و انت تعتليه مناديا حي على خير الوطن ..تدعو للوحدة و الالفة و المحبة ….ها انت ترحل و كلك فخر بالرجال الرجال …الذين تتلمذوا على يديك وطنيا و اكادميا…ها انت تترجل عن صهوة التاريخ المجيد الذي خطته يداك و حفرته كلماتك على الواح ذاكرتنا …ها قد تنازعك شوقان…فآثرت الرحيل :الشوق لحبيب جعلك تغادرنا ..ام هو الالم الذي يعتريك و انت تراقب تراجع وطننا و مواطنينا…بعد سهام العوز و الحاجة الذين سطروا على جباهنا كل انواع الظلم …وحدها كرامة إستمديناها من زنود سمر تحمي الحدود ..ووحده العنفوان الذي زرعته فينا باق رغم كل مؤامراتهم….
ادمى الفؤاد رحيلك…فإيمان لا زالت على وجنتيها الدموع حرى..و انت لا زلت تنظر في زوايا البيت عن صبية اغمضت عيناها في ليل الم و رحلت..
.ها تنسل من بين ابنائك و بناتك إنسلال الماء من بين الاصابع …لم يبق منك الا صورة لك توزع بها بسماتك على الاحبة و كأنك توصيهم بأمتك خيرا ….
ابو نضال اي أرث ثقافي تركت فينا و كل الاجيال التي عايشتها و عرفتها تبكيك..
.و أي اثر اجتماعي تركت في مجتمعك اطباء يمدون اليد يداوون مرضاه و رجال اعمال يزرعون الامل و رواد علم و معرفة يزرعون الكلمة الطيبة في مجتمعهم…..
ابها الراحل بصمت ستبقى صورتك و بها كل العنفوان ماثلة امامي …و انت الذي ما احببت الا مناداتي بإبن العم …فنم يا ابن العم قرير العين ستبقى خالدا فينا خلود رسالتك و ستبقى سيرتك منارة نستهدي بأنوارها في زمن العتمة و التعتيم ..
ابو نضال …لن نبكيك فأنت لا تحب الحزن و البكاء لكن سنعاهدك اننا لن نكون الا كما أحببتنا ان نكون…نضع الوطن في قلوبنا و على الرؤوس…
لن نكون الا الاوفياء لما نذرت النفس لأجله …
ها نحن اليوم نرى أختنا المربية التي أحببت و قد ايقظ رحيلك جرح لما في قلبها و نرى د .نضال و اخوانه و اخواته يقفون بكل فخر و هم يستودعونك ترابا كنت تقدسه و لا زالوا…
نم في رعاية الله ايها الطيب و ادعو لنا فإننا الاموات في زمن النوم العربي …احمل لنا الى بلالنا بعض قصيدة ..و ادعو ربنا يرحمنا …فأنت يحبك الله و تحبه …و قد حبب اليك الناس ..رحمك الله و اسكنك فسيح الجنان و الهمنا و ذويك جميل الصبر و السلوان …الفاتحة لروحك الطاهرة
