بأقلامنا

حسين راشد أرناؤوط .. رفيق الدرب والوجع بقلم عماد سعيد

٥ ديسمبر ٢٠١٦ ·
تمت المشاركة مع العامة
حسين راشد أرناؤوط .. رفيق الدرب والوجع بقلم عماد الدين سعيد
رحل حسين راشد ارناؤوط “أبا حسان” رفيق درب الوجع اليومي اليومي والمعاناة في هذه المدينة التي تعوم على بحر من الذكريات والدروس والعبر. رحمك الله، فقد غاب عن صباح صور إشراقة شمس نحن اليوم في يوم بليله الطويل، يا حسرتاه على غيابك.. رفيق الصباحات المشرقة في أول إطلالة لـ”هلا صور” وانت تسقيها من دمعك وعرقك وتعبك وتستقبل القادمين اليها لرفع صوتهم والإعلان عن موقفهم.. أنت شريك في التأسيس ورفع الظلم أيها المناضل. بصمت لقد نازعت المرض بكل صلابة وكنت اصلب من الصخر.
ما اروع ابتسامتك وأنت تواجه غول الحياة والعيش الصعب.. رغيف الخبز والحب والمستقبل والوطن. أنت وصور الغالية والناس الفقراء والوطنيون وايام الدراسة والكدّ والجهد والتعب يا رفيق التعب.. سيمر زمن طويل ولا ننساك، سيمر عمر كثير ونحن نتذكرك.
.. أنت وعائلتك وكل محبيك اليوم في مسيرة التشييع .هناك سيرتاح جسدك الذي أنهكه التعب في وطن كله تعب.. لن ننساك ايها الرقيق العذب صاحب الابتسامة القوي على الحياة وسيجارته في فمه .. الرياضي على طريقته والمكافح على طريقته والمحب على طريقته. لن ننساك ولكننا سنقول رحمك الله، أيها الذاهب الى جوار ربك بابتسامة عريضة، ابتسامة ابن صور والأحياء الشعبية، ابن الاصول والجذور والحياة الحرة الكريمة.. وداعاً يا زمننا الجميل وداعاً ايها الكبير و”القبضاي”، أيها الشاب الفتي!
يا حسرتاه على غيابك فأنت حامي ساحتك، ساحة العروبة والوطنية وحرية الضمير الذي كان يزين صور القديمة التي كانت للجميع بمن فيها بصوت واحد تقول: أهلا بكم في صور ..
عاش الماضي الجميل. مات الظلام وطلع الصبح والفاتحة لروحك أيها الغالي: كم أدميت القلوب برحيلك الكبير!!

زر الذهاب إلى الأعلى