بأقلامنا

حوار دار بيننا آخر مرة ألتقينا بقلم د. مروة جهمي بيرم

 

(آخر مرة ألتقينا عندما كرمتني في كتاب جمعتني مع شخصيات مبدعة من مدينة صور وسررت كثيرا لانك جمعتني مع قامات وهامات عريقة قدمت للمدينة الكثير منذ الآف السنين سررت كثير فأنا لا استحق كل هذا .
قلت لك، انا مجرد شاعرة او ربما كاتبة
قلت لي ، لا انتي تستحقين اكبر تكريم أنتي مبدعة وشخصية مميزة ، ارى بعينيك الثورة والطموح والقوة لا يوجد إمراة بكل المدينة تشبهك ، طأطأت رأسي وابتسمت ، لا اعرف انك تجاملني
قال لا اجاملك…
يكفي أنك أخت الشهيد عماد رضا جهمي بطل مدينة صور الذي قدم الدماء لوطنه وهذا يكفي … عندها عرفت كما انك إنسان اصيّل وفيّ ووطني بإمتياز .
كنت أتمنى أن احضر تكريمك أو أكرمك ببعض ابيات الشعر، ولكن للأسف أتى دوري لأرثيك
ببعض الحروف ….كم قاس أيها القدر .).

إختنقت العبارات وغصّت العبرات ..
ما أصعب النبأ..
وقعه كالصاعقة على القلب …كم قاس أيها القدر.. إنها لخسارة فادحة ..علم من أعلام مدينة صور . قامة وهامة من مدينتي …الناشط الإجتماعي والثقافي ،
رجل الأصالة والعراقة ، والنبل والشهامة ،كتلة من القيم والمبادئ الفضيلة ،.. أعطى لصور من روحه النقيّة وقلبه الكبير، اصدر مجموعة من الكتب عن تراث مدينة صور لطالما عاشت مدينة صور وأهلها في قلبه ووجدانه .كانت هاجسه الأول والأخير ، كل قضية في صور هي قضيته، حملها على أكتافه ،وأبحر بها برحلة الحياة إلى كل العالم .كان دائما يسلط الضوء على كل مبدع في كل المجالات ،أشعل انامله شموع لينير درب كل من يحتاج لّلنور، يكره الظلم والظلام ، يمسك بيد من يحتاج للضوء دون مقابل ، كيف لا ؟ انه رجل الأصالة والطيبة والعراقة ،يحفظ جيداً مياه بحر صور فنهل منه ليوزع ملوحته للجميع وبحر صور فياض معطاء ، كان إلى جانب الحق والعدل كيفما دار يدير معه ،حفظ مبادئ الأمام الصدر عن ظهر قلب ورافق كل آهاته وكلماته
لم يستطع تحمل كل الظلم والفساد في بلده …
كان الحق والكلمة الحرةّ نبراسه ،مسيرة عطاء حافلة بالعطاء زاخرة بالمحبة والوفاء ، شلال من المعرفة والثقافة ، مهما كتبت عنك لن اوفيك حقك …
أبن بلدي الفاضل . يعزُّ عليّ الفراق ولكن أمثالك لا يموتون يبقى شذا عطرهم عابق بالأنفاس ..
..من يترك هذا السيرة والمسيرة من البذل والعطاء وهذا الارث من كنوز المحبة …
وهل هناك ثروة يبقيها الانسان بعد موته أكثر من محبة الناس له…
أنعي اليكم رئيس جمعية الإنماء والتراث أبن مدينة صور البار الصديق العزيز
الاستاذ منير بدوي .
إن لله وإنا اليه راجعون.
له الرحمة ولكم عظيم الأجر والثواب
البقاء لله

 

زر الذهاب إلى الأعلى