أخبار لبنان

فضل الله: مدعوون للعمل أكثر على حماية بلدنا من التداعيات الكبيرة في العالم

وطنية – دعا العلامة السيد علي فضل الله المسؤولين في لبنان إلى “تلمس خطوات النجاة لبلدهم في عالم متغير”، وشدد على “عدم الانشغال فقط بالموقف مما يجري بين روسيا وأوكرانيا وتفاعلات هذه الأزمة عالميا، بل التفكير والعمل في كيفية انقاذ بلدنا وسط هذه العاصفة العالمية التي تضرب في كل مكان”.

وقال في تصريح:”نحن أمام مرحلة عالمية خطيرة قد تظهر فيها الكثير من التحولات على مختلف الصعد، فنحن أمام حدود متغيرة، وأمام منطق للقوة يتحكم في هذا العالم بطريقة وأخرى، حيث تضغط هذه القوة على المفاصل السياسية وتوجه الكثير من المسارات للدول الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، سواء قوة الضغط الاقتصادي أو السياسي أو العسكري والأمني والذي تبدو أمامه المؤسسات الدولية في حال عجز وشلل، كما هو الحال في موقف الأمم المتحدة حيال الصراع بين روسيا وأوكرانيا”.

أضاف:”أمام هذا المشهد، نرى أن الدول بدأت تفكر في كيفية ترتيب أوضاعها لحساب مصالحها ومستقبلها، ونحن نأمل أن تفكر الدول العربية والإسلامية في العمل معا، وفي نطاق وحدة تستشعر المصير المشترك، وتعمل لمراجعة أوضاعها والتخلص من الحروب التي لا تزال دائرة في أكثر من موقع من مواقعها، وتنبذ عقلية الفتنة والانقسامات وتبدأ بمسيرة جديدة عنوانها الحوار بين أقطابها وصولا إلى ما يحفظ مصالح بلدانها وشعوبها ويخرج من ذهنية العداوات التي تركت بصماتها على أداء معظم هذه الدول في العقود الأخيرة”.

ورأى “أننا في لبنان مدعوون للعمل أكثر على حماية بلدنا من الآثار والتداعيات الكبيرة لما يجري في العالم، وخصوصا أن سفينة البلد توشك أن تغرق وأن واقع الانهيارات يتواصل منذ ما يقارب الثلاث سنوات ولم تبرز إلى الآن أي محاولة إنقاذية جادة على المستوى الإصلاحي، كما أن العالم الذي توجه إلينا بالنصيحة في بداية تفاقم أزمتنا بأن نقلع شوكنا بأيدينا وقال لنا:ساعدوا أنفسكم قبل أن تطلبوا المساعدة منا، لا يزال على موقفه ونحن نتوقع أن يكون أكثر التزاما في هذا الموقف في ظل ما يحدث الآن. ولذلك سيستمر في إدارة الظهر للبنان حتى إشعار آخر، وحتى الانتخابات النيابية إن حصلت في موعدها لا نتوقع أن تجلب المن والسلوى للبنان وفقرائه، لأن لبنان لا يزال خارج نطاق الاهتمام العالمي والإقليمي على الأقل في المستقبل المنظور”.

وختم:”لذلك، على اللبنانيين وعلى المسؤولين بالتحديد، العمل بجدية لإخراج بلدهم من هذا المستنقع الكبير الذي وقع فيه وتلمس سبل النجاة لبلدهم في عالم متغير بسرعة كبيرة، بدلا من الانشغال بترددات الأزمة الأوكرانية والبيانات حولها، لأن عالما تتداعى فيه الدول الكبيرة لن يسأل كثيرا عن مصير الدول الصغيرة. ولذلك علينا أن نتعاون جميعا لإنقاذ وطننا أمام هذه العاصفة التي تضربه على كل الصعد”.

زر الذهاب إلى الأعلى