ثقافة ومجتمع

هبة القواس: الكونسرفتوار الوطني جسد لبنان الحضارة وسنعمل على ايجاد حال ثقافية تخرجنا من القوقعة القسرية

وطنية –  شرحت رئيسة مجلس إدارة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القوّاس في بيان بعد احتفال التسليم والتسلم  امس بينها  وبين الرئيس المستقيل الدكتور وليد مسلّم ، اسباب قبولها تولي رئاسة المعهد.

واستهلت بيانها بالقول: “شَرّفني معالي وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى بتكليفي بمنصب رئاسة مجلس إدارة المعهد الوطني العالي للموسيقى. هذا الصرح الأكاديميّ الذي يشبهُ لبنانَ بِرُقيِّهِ وعَراقتِهِ وتَنوُّعِه. الكونسرفتوار الوطني الذي جسّدَ لبنانَ الحضارة منذ تأسيسِه مع الراحل وديع صبرا، وبِازدهارِه مع الدكتور وليد غلمية،أصبحَ لاحقًا رمزًا وطنيًا موسيقيًا ثقافيًا نعتزُّ به”.
اضافت: “لا شكَّ أنَّ المرحلةَ الراهنة لا تُشبهُ ما سَبَقَها حتّى في أقْسى الظُّروف، فكلُّنا نعلمُ أنّ وطنَنا الحبيب ومرافقَه ومؤسساتِه وقطاعاتِه وإداراتِه، تعاني من أسوأ الأزَماتِ في تاريخِه الحديث. وهذا ما تَشهدُهُ مُؤسستُنا الوطنيةُ العزيزة، الكونسرفتوار الوطني، بعدما وصلتْ، بِجهودِ مجلسِ إدارتِها وعناصرِ أوركستراتِها وهيئتِها التعليمية، لتصبحَ رمزًا ثقافيًا يُشهدُ له في العالم”.
تابعت: “هذه الجهودُ واظبَ الدكتور وليد مسلّم على المحافظةِ عليها بإرادةٍ وتصميمٍ وعناد، لكنّ الظروفَ الصعبةَ حالتْ دونَ تحقيقِ مُرْتَجاه، ما حَدَا بهِ إلى تقديمِ استقالتِه بِتَرفُّعٍ ونبلٍ ومسؤولية”.
اضافت: “المسؤوليةُ الكبيرة التي قَبِلتُ تَوَلّيَها، هذه المرة، بعدَ صدورِ قرارِ تَكْليفي من الوزير المرتضى الذي يُؤمنُ بِقدرةِ الثقافةِ على التغيير، كنتُ قد قَرّرْتُ سابقًا أنْ أبقى بعيدةً عن تَحَمُّلِها عندما طُلِبَ مني ذلك، هي اليوم تختلفُ عمّا سَبَق لأنّني أعتبرُها مُهمةً وطنيةً لاسيّما في المرحلة الصعبة والدقيقة التي نمرّ بها، لذلك أضَعُ نَفسي وقُدُراتي وطاقاتي العلميّة وخُبُراتي الموسيقيّة ومُؤسّساتي المُنجَزة بِجُهودِ سنواتٍ من العمل، وكذلك علاقاتي الدوليّة التي بَنَيْتُها على ثقةٍ وتقدير، في سبيلِ النهوضِ بالمؤسسة، لأنّها تُمثّلُ نهضةَ وطنٍ يحتاجُ إلى تَضافُرِ جُهودِنا، نحنُ أسرةُ الكونسرفتوار الوطني، مجلسَ إدارةٍ وإداريين وأساتذة وموسيقيين في سبيلِ قيامةِ لبنان واستعادةِ مَكانتِه على الخريطةِ العالمية ثقافيًا وحضاريًا”.
وقالت: “بناءً على ما سبق، يَنتظرُنا تَحَدٍّ كبير يحتاجُ عدّةَ عَمَلٍ واستراتيجيةً وتصْميمًا لِنكونَ على قَدْرِ التَّطَلُعات. لذلك، برنامجُ العمل سيكونُ حافلًا ويتضمّنُ خطةً رُؤيويةً تُمكِّنُنا أنْ نكونَ على المستوى المُرتَجى، وبِحجمِ المسؤوليةِ االهائلة المُلْقاة على عاتِقِنا، خصوصًا أننا سنَعملُ كأنّنا نَنطلقُ من البداية بعدَ الخسائرِ الجسيمة التي مُنِيَتْ بها مُؤسَسَتُنا بسببِ الأزَماتِ التي ألمّت بِلبنان. لذلكَ، سَتَتضمَّنُ استراتيجِيتُنا شَراكةً مُحتّمةً مع مُجملِ القطاعاتِ الرسمية ذات الصِّلة، ومع المجتمعِ الأهلي والمدني والقطاعاتِ الثقافيّة المُتَنوّعة لِنستطيعَ تَشكيلَ حالةٍ ثقافيةٍ تُخرِجُنا من القَوْقعةِ التي وُضِعْنا فيها قسْرًا. كما ستَتضمّنُ الخطةُ تفعيلَ العلاقاتِ العربية والدولية، واتفاقياتِ شراكةٍ مع كبرى المؤسساتِ الموسيقيّة العالميّة والعربيّة. ويجدر الذكر أن من أبرز اولوياتنا في المرحلة المقبلة، أن نعمل معاً على تسوية الأوضاع الراهنة للأساتذة والموسيقيين والطاقم الإداري في المعهد الوطني بشكل يليق بكفاءاتهم وجهودهم”.

وقالت: “كذلك نَطمحُ في مُهمتِنا العَتيدة أنْ يَتَحوَّلَ المشهدُ الحضاريّ الذي أَنْتَجَهُ المعهدُ الوطني العالي للموسيقى في أوْجِ ازدهارِه، إلى رؤيةٍ ثقافيةٍ جديدة على مُجملِ مساحةِ الوطن، عبر الاستثمارِ بالموسيقى والثقافة، وذلك من خلالِ “لامركزيةٍ ثقافية” عابرةٍ للمناطقِ والمحافظات”.
وختمت: “نُشيرُ أخيرًا إلى أنّ الرؤيةَ الجديدة، قائمةٌ على إرادتِنا وتصميمِنا على تذليلِ الصعوباتِ التي ستواجهُنا، وتَحويلِها إلى طاقةٍ وقوةٍ بديلةٍ للنهوضِ بالمعهدِ الوطني يداً بِيَد مع مجلس الإدارة ومع معالي الوزير الذي يحمل هذه الشعلة معنا، وكما أن هذه القوة البديلة مَبْنيّةٍ على برنامجٍ متكاملٍ يَتضمّنُ العديدَ من الأفكارِ والخططِ والمشاريعِ التي عَمِلْنا على صِياغَتِها واطّلَعَ عليها الوزير المرتضى، وسنعلِنُ عنها في الوقتِ المناسب، والله وليّ التوفيق”.

زر الذهاب إلى الأعلى