بأقلامنا

أسامة شرشر يكتب: ويسألونك عن الانتخابات الرئاسية؟!

طالبت منذ فترة بالاستعداد للانتخابات الرئاسية وإجراء انتخابات رئاسية تليق بمصر، وتمنيت وجود مرشح قوى فى ثقل عمرو موسى أو حسام بدراوى؛ لنرى منافسة حقيقية وقوية، كما دعوت لمراجعات سياسية واجتماعية واقتصادية لمواجهة غول الأسعار والتخفيف من معاناة الناس، وهذا لن يتأتى إلا من خلال حكومة أكفاء من شباب المصريين في الداخل والخارج وليس حكومة عَجَزَة مرفوضة وملفوظة من الشارع المصري والآن أصبحت الانتخابات على الأبواب وتحدد موعدها بعد أن دعت الهيئة الوطنية للانتخابات رسميًا الناخبين للانتخابات الرئاسية فى ديسمبر 2023، معلنة عن الجدول الزمنى لمواعيد إجرائها، على أن يتم إعلان النتائج النهائية فى يناير 2024.
وسوف تجرى الانتخابات الرئاسية فى 10 و11 و12 ديسمبر وفق جدول زمنى للعملية الانتخابية يتضمن جميع الإجراءات والمواقيت الخاصة بالعملية الانتخابية، منذ صدور قرار دعوة الناخبين للانتخاب وحتى إعلان نتيجة الانتخابات النهائية بمعرفة الهيئة الوطنية للانتخابات.
وبالتالى علينا أن نستعد لما سوف يصاحبها من نشاط للجان الإلكترونية الإرهابية وغير الإرهابية التى ستشكك فى دستورية الانتخابات، وسوف توسع التشكيك بفتح الجدل حول المدة الرئاسية وهل هى المدة الثانية أم الثالثة للرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث ينص الدستور على مدتين فقط، ولذا أطالب بالاستعانة بخبراء الدستور للرد على أى جدل من هذا النوع وعدم تركه لغير المتخصصين حتى يكون الرد علميًا ومقنعًا.
وسوف تنطلق شائعات كثيرة تتعلق بالانتخابات والإجراءات وسير العملية الانتخابية ونزاهتها والإشراف القضائى عليها وهى مقدمة مهمة للانتخابات البرلمانية القادمة التى تتطلب الإعداد لها من الآن لنرى برلمانًا حقيقيًا يمثل الشعب ويمثل مصر.
وقد أعجبنى إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات كل الخطوات الخاصة بالعملية الانتخابية لانتخاب الرئيس بداية من بدء تلقى طلبات الترشح لاـنتخابات الرئاسة 2024 يوميًا بدءًا من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 5 مساء، وذلك خلال الفترة من 5 أكتوبر وحتى 14 أكتوبر، على أن ينتهى العمل باليوم الأخير فى الساعة 2 ظهرا.
وكذلك إعلان ونشر القائمة المبدئية لأسماء المرشحين، وأعداد المزكين والمؤيدين لكل منهم بصحيفتى الأخبار والجمهورية يوم 16 أكتوبر وموعد توقف الحملات الانتخابية «الصمت الدعائى».
وهنا أنتهز الفرصة لأؤكد أنه لا بد من إعطاء فرص متساوية إعلاميًا لكل المرشحين، على الأقل البارز منهم، على أن يتم هذا بعد قبول طلبات الترشيح وليس قبلها؛ لأن هناك أشخاصًا سيسعون لركوب الموجة وإعلان الترشح من باب الحصول على الشهرة فقط لكنهم غير قادرين على الترشح وهم يعلمون ذلك جيدًا.
الانتخاب داخل مصر سيتم اعتبارًا من الساعة 9 صباحًا وحتى الساعة 9 مساء خلال أيام 10 و11 و12 ديسمبر المقبل، وهو ما يعنى أنه سيتم على ثلاثة أيام وليس لمدة يوم واحد، وبالتالى ستتعطل الدراسة لمدة أسبوع على الأقل فى المدارس التى بها لجان انتخابية، وهو ما يجعلنى أدعو لتوحيد جهود الحكومة فيما يتعلق بالتعامل مع هذه المواقف وأيضًا مع الشائعات التى ستصاحب العملية الانتخابية، ويجب أن تكون هناك شفافية خلال كل مراحل العملية الانتخابية، خاصة عملية فرز الأصوات وتسليم المحاضر إلى اللجان العامة، وصدور قرارات اللجان العامة بشأن الاعتراضات وجميع المسائل المتعلقة بعملية الاقتراع، وإعلان الحصر العددى للأصوات الذى سيكون يوم 13 ديسمبر وحتى يتم الإعلان عن نتيجة انتخابات الرئاسة 2024 ونشرها بالجريدة الرسمية.
وأرى أن الانتخابات الرئاسية القادمة، إما أن تكون نقطة العبور إلى الأمان، أو نقطة تسير بنا إلى المجهول، لأن الشعب يعرف كل ما يدور من كواليس ودهاليز داخل الغرف المغلقة وخارجها.
فيا أيها المرشح عندما يسألونك عن الانتخابات الرئاسية لابد أن تكون الإجابة هى أن الإرادة الجماعية للمجتمع المصرى ستتحقق، من خلال هذا الشعب العظيم، وأنه هو صاحب القرار الأول والأخير وهو فوق القانون والدستور.
فاحترموا ولو لمرة واحدة إرادة الجماهير، لأن العالم سيرانا من خلال كل وسائل الإعلام والمنظمات المراقبة للانتخابات، بينما إخوان الشياطين والسلفيون يتربصون بنا سواء كانت هناك انتخابات أو لم يكن؛ لأنهم هم اللهو الخفى الذى يريد تحطيم مصر، فهم لا انتماء لهم إلا للسلطة ولا يعترفون بمعنى الوطن، بحجة أن الأرض كلها لله، وهى كلمة حق يراد بها باطلًا، فوطنهم حيث كانت سلطتهم سواء فى مصر أو ماليزيا أو باكستان أو فى أى مكان آخر، ولا ينسى الشعب المصرى أبدًا كلمة مرشدهم مهدى عاكف (طظ فى مصر).
فأى مرشح رئاسى أيًا كان يطالب بالمصالحة مع الإخوان، هو إما خائنًا لبلده وفاقدًا للأهلية والشرعية، أو عميلًا أو مأجورًا أو عبدًا للإخوان والتنظيم الدولى (واسألوا حلمى الجزار المرشد القادم للإخوان)، أو أنه يسبح ضد تيار الشعب المصرى، ولا يحترم إرادة أكثر من 30 مليون مواطن خرجوا للشوارع والميادين يهتفون (يسقط حكم المرشد).
وأتمنى قبل أن يرانا العالم أن نرى أنفسنا أولًا وأن نعتمد على ذاتنا وألا نقلل من شأننا، أيًا كانت العواصف وأيًا كانت الصعوبات أو التحديات، فمصر ستظل هى العمود الفقرى للأمة العربية وهى الرائدة على المستوى الفكرى والحضارى والثقافى، ولن تكون أبدًا بعلمائها ومفكريها وأزهرها وكنيستها رقم 2 على الإطلاق، لأن التاريخ والحضارة لا يُشترى بالمال، ولأن مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم العربى التى يمتلك شعبها جيشًا مصنفًا عالميًا رقم 10، وقواتها البحرية رقم 6 وهذا ليس رأيًا شخصيًا ولكنه تصنيف جلوبال فاير العالمية.
فمن يدعون ويقفزون فوق الواقع والتاريخ، يجب أن ينظروا لأنفسهم أولًا، فالتغيرات الاقتصادية لا تغير فى البنية الأساسية للإنسان أو المواطن، فمصر أجنادها خير أجناد الأرض، وعلماؤها ومفكروها عابرون للقارات، وأزهرها محط رحال الباحثين عن العلوم الدينية الوسطية، وكنيستها منتشرة فى كل بلدان العالم، وعندما تحدث أزمة أو محنة لن نسمح للآخرين مهما كانوا أن يدعوا أنهم رقم 1 فى العالم العربى.
فلذلك أقول إن الانتخابات الرئاسية القادمة ستثبت وستظهر معدن المواطن المصرى الأصيل الذى تحمل الكثير والكثير من ارتفاع الأسعار وفواتير الكهرباء والغاز، ولكنه كان أكثر صبرًا وتحملًا من أيوب.
وأنا أطالب – كمواطن مصرى- قبل أن أكون نائبًا سابقًا أو رئيسًا للتحرير أو صحفيًا، الشعب المصرى العظيم بأن يخرج إلى صناديق الانتخابات ويدلى بصوته لأى مرشح يريده، لنرسل رسالة للعالم أن مصر وشعبها يعرفون ما يدور من مؤامرات وما يُدبَّر من حصار حولها بداية من سد النهضة ونهاية بودائع البنوك العربية التى يطالب البعض بردها الآن.
فانتبه أيها الشعب العظيم صاحب أقدم جيش فى التاريخ منذ أيام مينا وأحمس، ولا تنس مقولة الفقيه والعالم الشيخ محمد متولى الشعراوى إن (مصر هى التى صدّرت علم الإسلام إلى الدنيا كلها، صدّرته حتى للبلد الذى نزل فيه الإسلام).
فاخرج يا شعب مصر وقل للعالم كله نحن هنا، فنحن يجب أن نتغير قبل أن تغيرنا الأحداث والمتغيرات من حولنا، ولكن ما يطمئننى أن هذا لم يحدث أبدًا فى تاريخ مصر القديم أو الحديث.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها
وادخلوها بسلام آمنين.

زر الذهاب إلى الأعلى