بيان صحفي صادر عن القيادة المشتركة للحزب الديمقراطي الشعبي وحزب العمل الاشتراكي العربي – لبنان

تتابع القيادة المشتركة للحزب الديمقراطي الشعبي وحزب العمل الاشتراكي العربي – لبنان بقلق بالغ خطوة تعيين السفير سيمون كرم رئيسًا للوفد اللبناني لدى لجنة “الميكانيزم”. إذ إن هذه الخطوة لا تمثّل خيارًا سياديًا حقيقيًا كما يُروَّج له، بل تشكّل مؤشرًا على انزلاق رسمي متدرج نحو تبنّي مسار تفاوضي مع العدوّ الصهيوني، تحت عناوين تقنية ودبلوماسية مُلتبسة، وفي ظلّ موازين قوى مفروضة على لبنان من الخارج.
وتُعرَف لجنة “الميكانيزم” بأنها إطار يجمع لبنان و”إسرائيل” وقوات “اليونيفيل”، تحت رعاية أميركية-فرنسية، بهدف مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، ما يجعل أي محاولة تصوير هذا المسار على أنه “خيار دولة” أو “طريق للسلام” مجرد تضليل للرأي العام.
إن أيّ انخراط مباشر أو غير مباشر في مفاوضات مع كيان قائم على الاحتلال والعدوان يُعدّ مسًّا بحق الشعب اللبناني في مقاومة الاحتلال والدفاع عن أرضه وسيادته وكرامته، ومحاولة لتحويل الصراع من قضية تحرّر وطني إلى ملفّ سياسي قابل للمقايضة والتطبيع والابتزاز.
إن السيادة الحقيقية لا تُصان بالمفاوضات مع العدو، بل تُبنى بالمقاومة والصمود، وبوحدة الشعب حول خيار التحرّر، واستقلال القرار الوطني عن الإملاءات والضغوط الأجنبية. وأي اختزال للأزمة بسلاح المقاومة دون الاعتراف بأسباب وجوده ومحاسبة المسؤولين عن انهيار الدولة، هو تزوير للتاريخ وتعمية على مسؤوليات الطبقة الحاكمة.
وعليه، تؤكد القيادة المشتركة أن المقاومة نتاج طبيعي لغياب الدولة وعجزها، وأن الاحتلال هو السبب الجوهري للأزمة، وأن الدولة الحقيقية تُبنى بالاعتراف والمحاسبة والقوة الوطنية الجامعة. وتدعو القيادة المشتركة جماهير شعبنا والقوى الوطنية والقومية والتقدّمية إلى اليقظة، وتعزيز وحدة الصفّ حول خيار المقاومة، ورفع الصوت في وجه أي مشاريع تصفية عناصر القوة الوطنية أو جرّ لبنان إلى التطبيع والاستسلام المقنّع.
المجد للشهداء
الحرية للأسرى
النصر حليف الشعوب المقاتلة.
بيروت: ٤ – ١٢ – ٢٠٢٥
القيادة المشتركة للحزب الديمقراطي الشعبي وحزب العمل الاشتراكي العربي – لبنان