بأقلامنا

الأخلاق سبيل الإنسان إلى إنسانيته بقلم الدكتور حسن عاصي

***
محمد بن موسى الخوارزمي العالم في الرياضيات كانت له معادلة رائعة في رده على سؤال وُجِّهَ إليه عن ماهية الإنسان، أجاب :

إذا كان الإنسان ذا أخلاق فهو = 1
وإذا كان ذا جمال، أضِفْ على الواحد صفرا = 10
وإذا كان ذا مال أضف صفرا آخر = 100
وإذا كان ذا حسب ونسب أضف صفرا آخر = 1000
فإذا ذهب العدد واحد، وهو الأخلاق، ذهبت قيمة الإنسان وبقيت الأصفار .

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن (همو) ذهبت أخلاقهم ذهبوا
***
أمام روعة هذه المعادلة، فإننا نرتشف من معين سيد الكائنات النبي محمد (ص) من عظمة خلقه مما حدث له مع جاره اليهودي :

كان رسول الله (ص) يجاوره جار يهودي، وكان اليهودي يحاول أن يؤذي الرسول (ص) ولكنه لا يستطيع خوفا من بطش أصحاب النبي، فكان في الليل والناس نيام يأخذ الشوك والقاذورات ويرمي بها عند بيت النبي، وعندما يستيقظ رسولنا الكريم ويجد هذه القاذورات كان يعرف أن الفاعل هو جاره اليهودي، فيضحك ثم يزيح القاذورات عن منزله .

ولم يملّ اليهودي عادته حتى جاءته حمّى خبيثة جعلته يلازم الفراش ويعتصرألما حتى كادت أن تودي به ؛ وبينما هو في داره يوما سمع النبي (ص) يضرب الباب ويستأذن بالدخول فأذن له؛ دخل النبي وسلم عليه وتمنى له الشفاء.
سأل اليهودي الرسول (ص) كيف عرف أنه مريض .
ضحك الرسول وقال له : عادتًكَ التي انقطعت (رمي القاذورات) ، فبكى اليهودي بكاءا حارا من طيب أخلاق الرسول ( ص ) ، ونطق بالشهادتين ودخل في الإسلام .
***
نعم هذا هو تراثنا وذاك هو إرثنا، ليس من المفيد إن لم يكن من المعيب أن نقارن واقعنا بتاريخنا، بأمسنا و بماضينا، ليظهر صغارنا و تواضع واقعنا أمام سُمُوِّ ذلك الماضي و روعة ذلك الأمس، حيث الأنفة و الكبرياء على كافة الصعد : السياسية أولا، تليها الشؤون الإجتماعية و الإقتصادية والعلمية والثقافية، و إلى كل ما يؤول إلى أنسانية الإنسان وإلى أصالته و سؤدده

زر الذهاب إلى الأعلى