رئاسة الجمهورية تحت عباءة قادة الجيش ؟! في العقدين الأخيرين بقلم الدكتور محمد شعيب

رئاسة الجمهورية تحت عباءة قادة الجيش ؟! في العقدين الأخيرين ، وتحت ضغوط الإنقسامات الداخلية اللبنانية وبروز محورين أساسيين أحدهما منسجم مع التوجهات السياسية الأمريكية الخليجية بزعامة السعودية والٱخر قريب من التوجهات الإيرانية المناوئة للسياسات الأمريكية في المنطقة وخاصة ما له صلة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني . في ظل التجاذبات بل المواجهات الحاصلة في المنطقة ، تأتي أزمة الرئاسة وانتخاب رئيس في لبنان . من ناحية يعتبر من يعتبر نفسه “محور المعارضة” إن عدم انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور سنتين من الفراغ يمس ليس فقط التركيبة الدستورية والخلل في توازناتها ، بل أيضاً يتهدد النظام اللبناني واستمراريته مما يدفع المعارضةاللبنانية لخيارات بديلة. ومن جهة أخرى ، يعتبر “محور السلطة أو الممانعة” كما يسميه خصومه يسعى إلى التوافق على انتخاب رئيس لا يطعن المقاومة أو يطعن بشرعيتها التي أقرتها البيانات الوزارية المتتالية ، وهذا ما دفع الطرفين المتنازعين إلى التسليم بانتخاب قادة الجيش (أميل لحود ، ميشال سليمان ، ميشال عون) ، كما شهد لبنان انتخاب اللواء فؤاد شهاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية. ومن الملاحظ أن الأزمات التي يعجز أهل النظام عن إيجاد حلول لها من ناحية وبفعل التدخل الخارجي من جهة ثانية ، يصبح الطريق سالكاً لوصول قادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية ، وقد شهدنا حتى اليوم وصول أربعة منهم إلى رئاسة الجمهورية. هل سيسهم الإنقسام الداخلي اللبناني بتحويل وصول قادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية عرفا” مما يؤدي إلى إضعاف فرص وصول المدنيين أليها وخاصة أننا نظام زعامته ماهرة في تغليب الأعراف والأستثناءات على القوانين الدستورية تبعاً لما تريده القوى الخارجية على تنوعها . وما ينتج عنه أصابة النظام اللبناني بضربات قاسية وأبعاده عن التنافس السياسي الديمقراطي ويتحول البرلمان إلى أصوات في خدمة الأرادات الخارجية . وما أوردناه يسقط إدعاءات السياسيين اللبنانيين بالحرص على المؤسسات الدستورية والحفاظ على النظام كما يسقط أيضاً مقولة أن خيارات البرلمان هي من تقرر شخص الرئيس. وتبقى الأسئلة المحقة منذ نشؤ لبنان : هل مشكلتنا في لبنان شخصيات الرؤساء ؟ هل تركيبة النظام هي مشكلة تغييب الإختيار الديمقراطي ؟ وهل ارتباط القوى السياسية بالخارج سيبقى هو الناخب الأول في توليد رئيس ؟!