بأقلامنا

في رائعة ” قصيدة حب لشعبٍ مهان ” كتب عباس بيضون : قاومت لتحرر دمك

في رائعة ” قصيدة حب لشعبٍ مهان ” كتب عباس بيضون :
قاومت لتحرر دمك
من عنابر الزيت …وعظامك من مقاعد البكوات وأمراء الدواوين …لكن أين تجد هنا مكاناً لرأسٍ طليق ويدين حرتين …
ومازال الحرمان قائمًا حتى يومنا هذا …وفات من حارب الحرمان وادعى المحرومية أن الحرمان لا يأتي من فراغ وأن المتلازمة الثابتة عبر التاريخ انه اذا كان هناك مظلوم فلابد ان يكون من ظالم ….
” ما رأيت نعمة موفورة إلا الى جانبها حقٌ مضيّع ” …
يا علي ….نحن اهل الجنوب …
ما زلنا نعاني الحرمان و ما زال فينا من يتاجر بالحرمان والمحرومين …نعم بعد
خمسون عاماً من النضال ضد مشاريع القهر والذل والهيمنة ، قدمنا الشهداء والدماء قاتلنا وتقاتلنا ، ذُبحنا وتذبّحنا ، انتصرنا وانكسرنا ، ولم نتخلى يوماً عن الارض ومقاومة المحتل والمعتدي ، ولم نرتضي الا الحرية
والكرامة…
إلا أننا مازلنا نعاني الحرمان فلا صحةَ ولا أمان ….
أدمنا الحرمان ومارسنا العوز ، ما اغتنينا بالعقل وافتقرنا جهلاً وتجاهلًا …
ما إغتنينا بما يكفينا ولا إكتفينا بما أغتنينا به …..
يا علي …أين تجد مكانًا لرأسٍ طليق ويدين حرتين ….
وكل الأمكنة أصبحت ملونة بالسواد وتفوح منها رائحة الموت …أيامنا ظلام دامس لاننتظر فيها فجراً أو صباح والخوف يغلف كل الأيام وكل الساعات…والهمس لغة الناس خوفاً على الحاضر ومن الحاضر ومستقبلهم أنينٌ يسكن في المجهول
في سجن اسواره سيجت البلدان والاوطان وارتفعت في النفوس والعقول …
يا علي …
نحن أهل الجنوب
وحدنا الفوارس
مشينا كل الدروب
وخضنا كل الحروب
تعبت خيولنا وما تعبنا …
ارتضينا الموتَ انتصارًا
وامتطينا صهوة الاستشهاد
لم نكِّنّْ ولم نأِّنْ
وما زلنا ندفع الموت بالموت
نحن هنا لنبقى وسنبقى….
يا علي …
يا قامة الوعر المنتصبة
والجرد الذي يختزن الصواعق …
أنا مثلك طينة جنوبيةوقلبي طبل جنوبي…
ذات يومٍ وعلى أرضٍ أقلُّ مجداً …
سيقتلني حبي
سيقتلني حزني …
يا علي
سقطت كل العواصم
وانقضت كل المواسم
ومضى زمن الحصاد
وكان الموت بالمرصاد
ولم يكن لي من مفر
ولم يكن لي من مقر
وانتهى كل الزمن
ولم يبقى سوى الكفن
فدخلته بلا خوفٍ
وسكنته بلا وهنْ
وحينها سأنتظر مثلك وكما وعدك الشاعر :
ذات يوم نرفعك كزهرة
حيث قاتلت وسقطت
كسنبلةٍ كاسرة تحطمت
على رؤوس القتلة
ذات يوم ننصبك على جبالنا
والى أن يأتي ذلك اليوم
من ينسى عيون الأطفال الفارغة في موطني ؟ ….

زر الذهاب إلى الأعلى