ماذا بعد الإنتصار ؟ !!! بقلم الدكتور حازم الخليل

هل فكر اللبنانيون شعباً ومسؤولين بالإجابة على هذا السؤال ؟!!!
في كل مرةٍ كان هناك انتصارٌ على العدو الإسرائيلي كبرت الأزمات وزادت الانقسامات وهذا ليس تحليلًا أو وجهة نظر ، لنعود معاً إلي الثمانينات لنرى مسار الأحداث …
ألم يكن الانسحاب الاسرائيلي من بيروت ثم صيدا والجنوب انتصاراً ؟ ثم ماذاحدث بعد ذلك !!!
ألم يكن الانسحاب في الألفين انتصارًا ؟ ثم ماذا حدث بعد ذلك !!!
ألم يكن تموز ٢٠٠٦ انتصاراً ؟
ثم ماذا حدث بعد ذلك !!!
بعد الانسحاب من بيروت ثم صيدا والجنوب والابقاء على ما سمي بالشريط الحدودي ،
دخل لبنان في حروبٍ داخلية بدأً من حرب المخيمات مروراً بمعارك الشمال في طرابلس ، ومعارك في الجنوب وما عرف بحرب إقليم التفاح ، مرورًا بحرب الجبل وانتفاضات في ما عرف ب بيروت الشرقية ، ثم حرب تحريرٍ وحرب الغاء ثم إجتياح بعبدا لتحرير قصر الشعب !!!
وفي ٢٥ أيار ٢٠٠٠ ، كان الانسحاب من الجنوب وكان النصر المبين ودخل لبنان في معارك سياسية طاحنة وبدأت تظهر الانقسامات ، وكرت سبحة الاغتيالات وكان إغتيال الرئيس رفيق الحريري ، و انقسم الشارع بين ٨ و ١٤ وبدت واضحة تداعيات الانسحاب على الواقع السياسي الداخلي .
وفي تموز ٢٠٠٦ ، كان الانتصار الإلهي ، ولكنه أيضًا لم يمنح لبنان الحصانة ولم يكسبه المناعة أمام الازمات الداخلية وتوالت الخلافات السياسية وبدأت حملات التخوين والتخويف من هنا وهناك وصولا إلى ٧ أيار وما سمّيَ باليوم المجيد ، وكبرت كرة الازمة الداخلية وعلى كل الأصعدة مع ما رافقها من تعطيل للحياة السياسية على مدى سنوات طويلة أوصلت البلد إلى انهيار اقتصادي وكانت ١٧ تشرين وما رافقها من أحداث أمنية ، ثم كان انفجار المرفأ ، واستمرت أزمة الحكم ولم تزل ، وكان عملية طوفان الاقصى وبعدها العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني فكانت جبهة الإسناد وصولا إلى العدوان على لبنان .
كل ذلك واللبنانيون منقسمون على أنفسهم وخطاب التخوين هو اللغة السائدة بينهم وكأنهم لم يتعلموا شيئًا من تجاربهم .
أمام هذه الوقائع والتي إختبرها وعاشها معظم ساسة لبنان لا بل هم صناعها وادواتها ، هل لنا أن نسأل :
ماذا بعد الانتصار ، وهل من مسؤول أو مسطول ( مجنون = خذوا الحكمة من أفواه المجانين ) يمكن له أن يجيب ؟!!!!!
إن الخطر حقيقي وعلى جميع اللبنانيين تحمل مسؤولياتهم .





