بأقلامنا

شعب بلا أمن، ولا سلام، بلا أرض وهوية، وصراع المصير \ د. شريف نورالدين

بتاريخ: 23 / 10 / 2024

شعب بلا أمن، ولا سلام، بلا أرض وهوية، وصراع المصير

الكارثة الأسوأ في تاريخ “إسرائيل”: تقييم استراتيجي
لطوفان الأقصى.

في استطلاع أجراه مركز القدس للشؤون العامة في 11 مايو آيار 2024، وافق 30٪ من المستطلعين على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.
أصدر معهد سياسة الشعب اليهودي JPPI تقريره السنوي، والذي جاء عنوانه: “عام من الحرب: التقييم السنوي للشعب اليهودي عام 2024”. وهو كما يقول كاتبوه: “تحليل أساسي يدرس مدى التأثير الإيجابي أو السلبي للأحداث والتطورات خلال عام على إسرائيل والعالم اليهودي. ويشكل هذا الموجز، الذي يقدم إلى حكومة إسرائيل، موردا بالغ الأهمية لصانعي القرار السياسي فيها عبر خمسة أبعاد رئيسية للرفاهية اليهودية: الجغرافيا السياسية، التماسك، الموارد، والهوية، والديموغرافيا”. وقد أشرف على إعداد التقرير ثلاثة من أبرز الشخصيات اليهودية عالميا:

ـ يديديا شتيرن، رئيس المعهد JPPI:أستاذ متفرغ بكلية الحقوق جامعة بار إيلان.
ـ دينيس روس، نائب رئيس المعهد: الرجل الرئيسي في عملية السلام في إدارتي بوش وكلينتون.
ـ ستيوارت آيزنستات، نائب رئيس المعهد: عمل سفيرا للولايات المتحدة بالاتحاد الأوروبي، ووكيلا لوزارة الخارجية الأمريكية.

– عرض موجز للتقرير: يعتبر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 أسوأ كارثة شهدها الشعب اليهودي منذ المحرقة، حيث أحدث صدمة كبيرة في إسرائيل وأدى لفشل الحكومة في ضمان الأمن.
الحرب أكدت على ارتباط الهوية اليهودية بالأمن الشخصي، سواء كان اليهود في إسرائيل أو في الشتات.

كما أعادت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الساحة الدولية، حيث اعترفت دول مثل إسبانيا والنرويج بدولة فلسطين، وسط دعوات أمريكية لتضمين حل أزمة غزة في الاتفاقيات الإقليمية.

* تقييم الوضع الجيوسياسي
– الحرب ضد حماس: لم تحقق أهداف الحرب في القضاء على حماس أو استعادة الرهائن، حيث أن حماس تشكل فكرة عميقة الجذور في المجتمع الفلسطيني.
كانت هناك دعوات لإنشاء سلطة حكم جديدة في غزة، لكنها تواجه تحديات كبيرة.

– الضفة الغربية والقدس: الوضع في الضفة الغربية هش، مع تصاعد الهجمات الفلسطينية والقلق من انتفاضة جديدة.
يتزايد العنف من جانب معظم العناصر اليهودية، مما يزيد من حدة التوترات.

– جبهة حزب الله: انضم حزب الله للحرب، مما أثر سلباً على الوضع في الشمال الإسرائيلي.
تراقب إسرائيل عن كثب التطورات خوفاً من الانجرار لحرب متعددة الجبهات.

– الصراع الإسرائيلي الإيراني: كشف الحرب عن “حلقة النار” الإيرانية حول إسرائيل، مع تحذيرات من إمكانية إيران تحقيق قدرات نووية خلال فترة قصيرة.

– الجبهة الداخلية الإسرائيلية: شهدت إسرائيل اضطرابات داخلية، مع احتجاجات ضد الحكومة وعدم رضا عن أدائها في معالجة الوضع الأمني.
يواجه الجيش الإسرائيلي ضغوطات كبيرة على جميع الأصعدة.

– الساحة الدولية: تدهورت مكانة إسرائيل في المنظمات الدولية، حيث تم اتهامها بتعمد تجويع السكان في غزة.
تزايدت الدعوات لنزع الشرعية عن إسرائيل، مما يهدد بعزلتها.

– الشرق الأوسط التهديدات والفرص: تسعى الدول العربية إلى إزاحة حماس، لكن الرأي العام العربي يدعم القضية الفلسطينية.
التخوف من الانتقام الإيراني يؤثر على استقرار العلاقات الإسرائيلية مع جيرانها.

– المثلث الاستراتيجي: علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة واليهود الأمريكيين تأثرت بالتوترات الحالية، حيث يوجد انقسام في الآراء تجاه دعم إسرائيل.

* أسباب تنامي العداء لإسرائيل والصهيونية
شهدت الدول الغربية تنامياً غير مسبوق في معاداة إسرائيل، حيث تساهم عدة عوامل، منها:
– الهجرة المتزايدة للمسلمين إلى الغرب: تسهيل الهجرة أسفر عن تغيير التركيبة السكانية، مما أثر على موقف المجتمع اليهودي.

– الأيديولوجيات المعادية لإسرائيل: تشجيع حكومات مثل إيران وروسيا على نشر مشاعر معادية لإسرائيل عبر دعم الحركات الموالية لفلسطين.

– التقدمية الليبرالية: توحد اليسار مع الإسلام الراديكالي ضد ما يُعتبر هيمنة إسرائيل.

* توصيات التقرير
– تعزيز التماسك الداخلي: ضرورة إجراء انتخابات وتشكيل ائتلاف واسع لتحقيق نقاط توافق اجتماعي.

– استعادة العلاقات الثلاثية: تعزيز التحالف الدفاعي بين إسرائيل والولايات المتحدة.

– تجنب التدخل في السياسة الأمريكية: التزام إسرائيل بمبدأ عدم التدخل في الانتخابات الأمريكية.

– معالجة معاداة السامية: دعم الجهود لمواجهة المعاداة المتزايدة وتعزيز العلاقات مع المجتمعات اليهودية في الشتات.

* وفي عالم يمزقه النزاع، حيث تتعالى الأصوات وتشتد الخلافات، تظهر إسرائيل كواحدة من أبرز سُرُر الاضطراب الإقليمي.
هنا، لا تتعلق المعركة فقط بالميدان، بل تدور في أروقة السياسة ودهاليز النفوس، ومع كل قرار يتخذه بنيامين نتنياهو(اكزينو)، يتحول الأمل إلى كابوس، وتُكتب فصول جديدة من المأساة، وتجتاح مشاهد العنف والشغب الشوارع، بينما تئن القلوب تحت وطأة فقدان الأحباء.
في هذا السياق، لا يمكن تجاهل دور القوى الخارجية التي تُغذي الصراع، مُعززةً من تعقيداته وأبعاده.

وضع إسرائيل الداخلي والمنطقة في ظل تعنت رئيس الوزراء بشأن استمرار الحرب ضد حماس يعكس تعقيدات سياسية وأمنية كبيرة.
هذه الأزمة تُعتبر واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ إسرائيل، ولها تأثيرات عميقة على المستوى الداخلي والإقليمي.

1- التأثيرات على الوضع الداخلي في إسرائيل:
– الانقسام السياسي: تتزايد حدة الانقسامات السياسية داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث تُعبر الأحزاب المعارضة عن استيائها من استراتيجيات نتنياهو.
كما أن هناك شكاوى متزايدة من أداء الحكومة في التعامل مع الأزمات.

– الاحتجاجات الشعبية: تتواصل المظاهرات في الشوارع، حيث يتظاهر الإسرائيليون ضد الحرب وتكاليفها، سواء البشرية أو الاقتصادية.
هذه الاحتجاجات تعكس استياءً متزايدًا من الحرب المستمرة وعدم الوضوح في الأهداف العسكرية.

– الأمن الداخلي: تزايدت حوادث العنف والمشاكل الأمنية داخل المدن الإسرائيلية نتيجة التوترات، مما أثر على حياة المواطنين بشكل كبير.

2- التداعيات على العلاقات الإقليمية:
– تصاعد التوترات: إن استمرار الحرب يزيد من التوترات مع الدول العربية ويعزز من موقف الجماعات المسلحة مثل حماس وحزب الله، مما يزيد من احتمالية التصعيد العسكري في المنطقة.

– الاستقرار في المنطقة: الأوضاع المتوترة في غزة والضفة الغربية تؤثر على الاستقرار الإقليمي، حيث يمكن أن يؤدي تصعيد النزاع إلى زعزعة استقرار دول الجوار.

– المبادرات الدبلوماسية: هناك صعوبة في تحقيق أي اتفاقيات سلام جديدة أو تسويات سياسية.
الدول العربية التي كانت قد تسعى للتطبيع مع إسرائيل قد تتراجع عن ذلك بسبب تصرفات الحكومة الإسرائيلية.

3- التأثيرات على الأمن القومي الإسرائيلي:
-زيادة التهديدات الأمنية: استمرار الحرب سيؤدي إلى تفاقم التهديدات الأمنية، سواء من داخل الأراضي الفلسطينية أو من الجهات الإقليمية الأخرى.

– التكاليف الاقتصادية: الصراع المستمر سيؤدي إلى استنزاف الموارد الاقتصادية لإسرائيل، مما قد يؤثر سلبًا على اقتصادها ويزيد من الاعتماد على الدعم الخارجي.

4- الإستراتيجية السياسية لنتنياهو(اكزينو) :
– مراهنة على القوة: يبدو أن نتنياهو يعول على القوة العسكرية كوسيلة لحل النزاع، دون الاعتراف بحجم التكاليف المرتبطة بذلك.

– عدم وجود خطة بديلة: افتقار الحكومة إلى خطة سياسية بديلة لوقف إطلاق النار أو التفاوض قد يزيد من التعقيدات.

– تأثيرات إنسانية على الفلسطينيين: استمرار النزاع يضاعف من الأزمات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، حيث تتزايد أعداد النازحين والمشردين، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الصحية والتعليمية.

– دور المجتمع الدولي: من المهم أن تلعب القوى الكبرى دورًا فعالًا في الضغط على الأطراف المعنية للتوصل إلى حل سلمي، فغياب هذا الدور قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإقليمية.

خاتمة:
وفي النهاية، يتجلى الحزن والأمل في لوحة متقلبة من العواطف.
يُظهر (اكزينو نتنياهو) عناده وحكومته المتطرف، بينما تتزايد الأصوات المطالبة بالسلام، مما يُبرز الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.

السؤال؛ هل سيظل قادة العالم صامتين أمام مأساة إنسانية تُكتب فصولها كل يوم؟

أم أن الإرادة الشعبية ستستطيع تغيير مسار الأحداث، رغم العقبات الكبيرة؟

مع استمرار سيل الدماء وتنامي المآسي، يبقى السؤال معلقًا؟
كيف يمكن للبشرية أن تتجاوز الانقسامات وأن تُعيد بناء الجسور المهدمة بين القلوب؟

إذا كانت الشعوب تسعى إلى السلام، فما الذي يمنع القادة من الاستجابة لهذه الدعوات؟

– هو أصداء الصراع ومأساة فلسطين بين الحصار والحرب.

– هي أغاني الألم ودراما الحرب وتأثيراتها على مستقبل المنطقة.

– الدم والدموع دراما حرب اسرائيل وتأثيراتها الإنسانية.

– بين حقد وتطرف اسرائيل ووحشيتها، وأمل الشعوب في الحياة والامن والسلام تبقى المنطقة في مرمى النيران.

زر الذهاب إلى الأعلى