بأقلامنا

حروب خفاء الذكاء الاصطناعي في صراع الأدمغة وتأمين الظلال بقلم د. شريف نورالدين

بتاريخ: ٢١ / ٩ / ٢٠٢٤

 

في خضم المواجهة المستمرة بين إلكيان وحزب الله، لم تعد الحرب تقتصر على ساحات المعارك التقليدية، بل دخلت مرحلة جديدة وأكثر تعقيدًا مع استخدام التكنولوجيا المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي. هذا التحول جعل من الصراع بين الطرفين ساحة للحرب السيبرانية، حيث تسعى إسرائيل إلى تحقيق التفوق باستخدام أدواتها التكنولوجية المتطورة لاختراق شبكات الاتصال الخاصة بحزب الله، واستغلال البيانات الضخمة، وتنفيذ عمليات هجومية ذكية.

منذ بداية الصراع، عمل حزب الله على بناء شبكة اتصالات سلكية تحت الأرض لضمان سرية اتصالاته وحمايتها من الاختراق. لكن في ظل التقدم الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي، ظهرت أدوات قادرة على كشف وتحليل البيانات، اختراق الشبكات، وتوقع تحركات الخصم بدقة فائقة. إسرائيل، التي تعتبر من الدول الرائدة في هذا المجال، تستخدم قدراتها السيبرانية والهجومية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتفكيك قدرات حزب الله التقنية، سواء من خلال التنصت على الاتصالات، أو تنفيذ هجمات سيبرانية على البنية التحتية للشبكة.

هذه المواجهة التكنولوجية ليست مجرد حرب خفية بل هي جزء أساسي من استراتيجيات التحكم والسيطرة. قدرة أحد الطرفين على اختراق الاتصالات والتحكم في تدفق المعلومات قد تحدد مسار الصراع الحالي. ومع تطور هذه الأدوات بشكل غير مسبوق، يبرز السؤال الحاسم: إلى أي مدى ستؤدي هذه التكنولوجيا إلى تحقيق التفوق في هذه المعركة، وما هي التداعيات المحتملة إذا خرجت هذه الحرب الرقمية عن السيطرة؟

يتضح أن الحروب السيبرانية أصبحت عنصراً حاسماً في معادلة الصراع الحديث، حيث تلعب حرب الاتصالات دوراً رئيسياً في التحكم والسيطرة على مجريات المعركة. الاختراقات التكنولوجية التي تستهدف شبكات الاتصالات الخاصة مثل شبكة حزب الله تحت الأرض تفتح آفاقاً جديدة من المواجهة، إذ يمكن لها أن تُغيّر موازين القوة دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة.

إذا أصبحت التكنولوجيا سلاحًا رئيسيًا في معركة السيطرة، فإن الخطر يكمن في فقدان السيطرة على العواقب، مما قد يدفع العالم نحو مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار والامان، مع تفجير البايجر والجهزة ومستقبلا الطيران والسيارات الكهربائية والتي تأكد تعطيل سيارة قديروف الكهربأئية عن بعد من صناعة شركة تسلا لايلون ماسك، وهذا مؤشر خطير جدا أيضا، على صناعة التكنولوجيا وكل ما يرتبط بها عسكري ومدني، والتجارة والبشر والعالم كله والسيطرة والتحكم فيها وبمصائر الشعوب.

وهذا ما تشهده طبيعة المواجهة الوحشية في الحرب على غزة ولبنان، والتي أودت حرب الألة الذكية لمجازر لا مثيل لها في التاريخ كما ونوعا، ووحشية فاقت التصورات وخرجت عن حدود العقل والمنطق من أشكال الحروب عنفا وقوة وارهابا وقتلا ودمارا وابادة جماعية تجاوزت العدد والارقام من خلال تجسيد وروح الحرب الرقمية…

وعمليات الاغتيال في لبنان عبر استخدام التكنولوجيا ربطا بالذكاء الاصطناعي شاهد على العصر، دون تحريك جندي واحد وجهد بشري، والتي اودت الى استهداف الالاف بين قتيل وجريح من سكان لبنان المدنيين العزل ، ومسح غزة على الارض بصمة تاريخية على وحشية ألة العدو “الذكية” …

وهذه الحروب الرقمية تحمل في طياتها مخاطر جسيمة. إذ أن نجاح أحد الأطراف في اختراق شبكة اتصالات عدوه لا يعني فقط تفوقًا تكتيكيًا، بل قد يقلب موازين الصراع بشكل حاسم. في المقابل، الفشل في تأمين الاتصالات قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على القدرات العسكرية واللوجستية للطرف المستهدف. وفي معركة مثل التي نشهدها بين إسرائيل وحزب الله، فإن التفوق في هذا المجال قد يعني سيطرة شبه مطلقة، في حين أن الخسارة قد تؤدي إلى تقويض كامل للبنية التحتية والقدرة على الرد.

يجب أن يُنظر إلى هذه التطورات بحذر، إذ إن تصاعد وتيرة الحرب السيبرانية قد يؤدي إلى تصعيد غير محسوب في الصراع، مع تداعيات تتجاوز الأطراف المتحاربة لتشمل المنطقة بأسرها مع العمل الاستخباراتي للعدو وامكانات الكوكب بمجمله التي تدعمه وتقدم له الخدمات التكنولوجية، الامنية والاستخباراتية.

أما اختراق شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله أو استهدافها يمكن تصنيفه على أنه عمل استخباراتي بامتياز، مع بعض العناصر الأمنية، والسبب يعود إلى طبيعة الأهداف والأساليب المستخدمة في هذه العمليات.

* التجسس على الاتصالات السلكية عن بُعد باستخدام التكنولوجيا، ولكن هذا يتطلب تنفيذ هجمات سيبرانية متقدمة.
الطرق التي يمكن من خلالها القيام بذلك عن بُعد:
١- اختراق أجهزة الشبكة: يمكن للمخترقين استغلال ثغرات في أجهزة الشبكة مثل أجهزة التوجيه (Routers) أو المودمات أو المفاتيح (Switches). بمجرد أن يتمكن المخترق من الوصول إلى هذه الأجهزة، يمكنه مراقبة حركة المرور على الشبكة واعتراض البيانات المتدفقة عبر الكابلات. هذا الأمر يمكن أن يحدث عن بُعد إذا كانت الأجهزة معرضة للهجمات عبر الإنترنت.

٢- هجمات البرامج الخبيثة (Malware): يمكن للمخترقين إصابة الأجهزة المتصلة بالاتصالات السلكية (مثل الحواسيب والخوادم) ببرمجيات خبيثة مثل الفيروسات أو أحصنة طروادة. هذه البرمجيات يمكن أن تجمع البيانات الحساسة مثل المكالمات أو الرسائل أو الملفات وتُرسلها إلى المخترقين عبر الإنترنتةوهذه العملية هنا تتم عن بُعد، وغالبًا دون الحاجة إلى الوصول المادي للكابل.

٣- هجمات “Man-in-the-Middle” (الرجل في الوسط): في هذه الهجمات، يتمكن المخترق من إدخال نفسه بين المستخدمين والشبكة أو بين نقاط الاتصال المختلفة في الشبكة. في حالة الاتصالات السلكية، يمكن تنفيذ هذه الهجمات عن بُعد من خلال اختراق أحد أجهزة الشبكة التي تكون في منتصف المسار بين المُرسِل والمُستقبِل.

٤- التلاعب بالبروتوكولات الضعيفة: بعض البروتوكولات المستخدمة لنقل البيانات عبر الشبكات السلكية تكون ضعيفة أو قديمة، مما يفتح الباب أمام المخترقين لاستغلالها، وعلى سبيل المثال، إذا كانت البيانات تُنقل بدون تشفير أو باستخدام بروتوكولات غير آمنة، يمكن للمخترقين اعتراضها وتحليلها عن بُعد.

٥- التجسس على الكابلات عبر تقنيات التعرف على الإشارات الكهربائية: في بعض الحالات، يمكن للمخترقين استخدام تقنيات متقدمة لتحليل الإشارات الكهربائية أو الضوئية التي تمر عبر الكابلات السلكية عن بُعد، وهذه التقنيات تتطلب معدات متقدمة جدًا، لكنها ممكنة من الناحية النظرية والعملية في بعض الظروف.

٦- التشفير هو أحد أهم الدفاعات في مواجهة هذه الهجمات. البيانات التي تُنقل عبر الشبكات السلكية تكون آمنة إذا كانت مُشفرة بشكل جيد.
حتى لو تم اعتراض الاتصال، فإن المخترق سيحتاج إلى فك التشفير للوصول إلى المحتوى.
في النهاية، التجسس على الاتصالات السلكية عن بُعد ممكن باستخدام التكنولوجيا، لكنه غالبًا ما يتطلب استغلال ثغرات أو تنفيذ هجمات معقدة.

٧- هجمات الكوانتوم (Quantum Attacks): مع التطورات المستقبلية في الحوسبة الكوانتية، قد تصبح بعض تقنيات التشفير المستخدمة حاليًا عرضة للهجوم. الحوسبة الكوانتية لديها القدرة النظرية على كسر التشفير الحديث بسرعة كبيرة، لكنها لا تزال في مراحلها التجريبية وغير مستخدمة على نطاق واسع حاليًا وربما العدو يعتمد عليها بشكل كبير دون الافصاح عن تقدمه في هذا المجال وهذا طبيعي ضمن اسرا الحرب.

٨- التقنيات المضادة للإشارات الإلكترونية (Anti-Signal Intelligence): بعض الدول أو الجماعات قد تستخدم تقنيات متقدمة للتعتيم على الإشارات أو إخفائها، مثل تقنيات الانتشار الطيفي (Spread Spectrum) أو الاتصالات المتنقلة المتكررة (Frequency Hopping). هذه التقنيات تجعل من الصعب على أي طرف خارجي اعتراض الإشارات أو فك تشفيرها.

٩-:دعم الدول المتقدمة في مجال الاستخبارات الإلكترونية: الدول التي تمتلك قدرات استخبارات إلكترونية متقدمة (مثل الولايات المتحدة، الصين، روسيا، وإسرائيل) يمكنها تنفيذ عمليات متقدمة جدًا للتجسس على شبكات محمية مثل شبكة حزب الله، وذلك باستخدام أحدث أدوات القرصنة والمراقبة، وغالبًا ما تتم هذه العمليات بالتعاون مع مؤسسات حكومية وشركات متخصصة في مجال الأمن السيبراني.

* نعم!!! هناك تقنيات متقدمة قادرة على اعتراض أو التجسس على شبكات مثل شبكة حزب الله، لكن هذه العمليات تتطلب قدرات استخباراتية عالية جدًا في الوقت الحالي، واستخدام تقنيات التشفير المتقدمة والبنية التحتية الآمنة يقلل بشكل كبير من احتمالات نجاح مثل هذه الهجمات، ومع ذلك، الدول الكبرى التي تمتلك تقنيات استخباراتية متقدمة قد تكون قادرة على تنفيذ هجمات سيبرانية ضد مثل هذه الشبكات، وإن كان ذلك يتطلب موارد ضخمة وخطط معقدة.

* العمل الاستخباراتي: العمليات التي تستهدف جمع المعلومات أو التنصت على الاتصالات والتجسس على شبكات معقدة مثل شبكة حزب الله تعتبر جزءًا من الاستخبارات، والهدف الرئيسي هنا هو الحصول على معلومات حساسة تشمل:
– معرفة تحركات القيادات.
– خطط العمليات العسكرية.
– أنظمة التسليح وتوزيع القوات.
هذه المعلومات تُستخدم لتحليل وضع الطرف الاخر واستباق خطواته أو استهداف نقاط ضعفه، ومثل هذه العمليات تنفذها عادة وحدات الاستخبارات المتخصصة مثل وحدة 8200 الإسرائيلية التي تركز على الهجمات السيبرانية واعتراض الاتصالات.

٢- العمل الأمني: العنصر الأمني قد يأتي من جانب حماية البنية التحتية للشبكة أو ردع محاولات الاختراق، وأي دولة أو جماعة تُدير شبكة اتصالات خاصة بها تهدف إلى حماية أمن المعلومات والاتصالات الحيوية من التدخل أو الاختراق. لذا، فإن العمل الأمني هنا يتعلق بـ:
– تأمين الشبكات ضد الهجمات.
– رصد محاولات الاختراق وإحباطها.
– تطوير بروتوكولات تشفير أقوى لزيادة الحماية.

* الذكاء الاصطناعي (AI): أصبح جزءًا أساسيًا من أدوات الحرب الحديثة، وإسرائيل تُعتبر من الدول الرائدة في تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية والاستخباراتية.
في الحرب ضد حزب الله، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً محورياً على عدة مستويات تقنيًا وعملياتيًا، مما يسهم في تحقيق أهداف إسرائيل بشكل أكثر فعالية، من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في هذه المواجهة:

– تحليل البيانات الضخمة (Big Data): إلكيان يمتلك قدرات هائلة في جمع البيانات من مصادر متعددة، سواء من الاتصالات الإلكترونية، أو الأقمار الصناعية، أو الاستخبارات الميدانية، باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة فائقة لتحديد الأنماط وتوقع تحركات قيادات وعناصر حزب الله وعلى سبيل المثال:
١- التنصت على الاتصالات: يمكن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل المحادثات أو الرسائل النصية واعتراض الاتصالات المشفرة، والتعرف على الكلمات أو العبارات ذات الدلالة الاستخباراتية.

٢- اكتشاف الأنماط المخفية: يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الميدانية والاتصالات لتحديد شبكات القيادة والسيطرة داخل حزب الله، واستهداف القادة أو مراكز القيادة.

– أنظمة القيادة والتحكم الآلي (Autonomous Systems): يعتمد إلكيان بشكل متزايد على أنظمة الطائرات بدون طيار والروبوتات الموجهة بالذكاء الاصطناعي. هذه الأنظمة تُستخدم في:
١- المراقبة المستمرة: يمكن للطائرات بدون طيار المزودة بأنظمة ذكاء اصطناعي التحليق فوق مواقع حزب الله لرصد التحركات بشكل دقيق، وتحديد الأهداف التي يجب ضربها.

٢- الاستجابة الآلية: باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن للطائرات أو الروبوتات تنفيذ ضربات سريعة ومركزة استنادًا إلى البيانات التي يتم تحليلها في الوقت الفعلي، مما يقلل من التأخير البشري ويحسن دقة العمليات.

-“الهجمات السيبرانية الذكية (Smart Cyber Attacks): الذكاء الاصطناعي يساعد في تنفيذ هجمات سيبرانية أكثر تعقيدًا ودقة ضد شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله:
١- اختراق الشبكات المعقدة: تستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي محاكاة الهجمات على الشبكات، تحديد نقاط الضعف، واستهدافها بكفاءة عالية. هذا يمكن أن يشمل تحديد ثغرات في نظام التشفير الذي يستخدمه حزب الله، أو استغلال نقاط الضعف في البنية التحتية.

٢- الهجمات التكيفية: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بتعديل استراتيجيات الهجوم بناءً على التغيرات الفورية في الشبكة أو الدفاعات الإلكترونية، مما يجعل من الصعب على حزب الله إيقاف الهجوم أو اكتشافه.

– التعرف على الأهداف (Target Recognition): الذكاء الاصطناعي يستخدم في التعرف التلقائي على الأهداف من خلال صور الأقمار الصناعية والكاميرات أو الفيديوهات الملتقطة بواسطة الطائرات بدون طيار. هذا مهم بشكل خاص لتحديد:
١- المخابئ والأنفاق: تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي تحليل الصور الجوية للكشف عن الأنفاق أو مواقع التخزين تحت الأرض التي يستخدمها حزب الله، حتى لو كانت مموهة.

٢- تحليل الحشود والأنشطة: يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التعرف على تجمعات الأفراد أو المعدات العسكرية وتحليل الأنشطة المشبوهة التي قد تشير إلى هجمات قادمة أو تحركات عسكرية.

-“التنبوء وتحليل المخاطر (Predictive Analytics): أحد أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحرب هو التنبؤ بالخطوات القادمة للطرف الاخر، باستخدام تحليلات الذكاء الاصطناعي، يمكن للكيان توقع:
١- تحركات حزب الله: من خلال تحليل البيانات التاريخية والسلوكيات السابقة، يستطيع الذكاء الاصطناعي تقديم سيناريوهات متعددة حول الخطوات المحتملة التي قد يتخذها حزب الله في المستقبل.

– التخطيط الاستباقي: يمكن للإستخبارات العسكرية الإسرائيلية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الأماكن التي يجب استهدافها قبل تنفيذ حزب الله لأي هجوم، مما يوفر ميزة استراتيجية حاسمة.

– الروبوتات المقاتلة وأنظمة الدفاع الذكية: الكيان يطور أنظمة دفاعية ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحماية حدودها والتصدي للهجمات القادمة من حزب الله:
١- أنظمة الدفاع الجوي الذكية: مثل منظومة القبة الحديدية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد مسارات الصواريخ القادمة واعتراضها.

٢- الروبوتات الأرضية: تستطيع الروبوتات المجهزة بالذكاء الاصطناعي تنفيذ عمليات ميدانية مثل الاستطلاع، كشف الألغام، أو حتى الاشتباك.

– تحقيق الأهداف العسكرية باستخدام الذكاء الاصطناعي: يهدف استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق التفوق التكنولوجي على حزب الله، عبر:
١- إضعاف قدرات الاتصال والسيطرة داخل حزب الله عبر اختراق شبكة الاتصالات الخاصة بهم.

٢- تحسين سرعة ودقة العمليات العسكرية بفضل التحليلات السريعة والتفاعل الفوري مع البيانات.

٣- تقليل الخسائر البشرية والمادية من خلال استبدال العمليات البشرية بعمليات آلية ومدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يسمح بتنفيذ ضربات مؤلمة وموجهة وأكثر دقة.

*خاتمة:
في ظل التحولات الجذرية في ساحة الصراعات المعاصرة، لم تعد الحروب تعتمد فقط على الأسلحة التقليدية والمواجهات الميدانية، بل باتت “الحروب السيبرانية” سلاحًا فتاكًا في أيدي الدول والجماعات المسلحة. هذه الحروب الجديدة تعتمد على التكنولوجيا والاختراقات الرقمية كوسيلة لتحقيق التفوق العسكري والاستخباراتي.
مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، ظهرت أهمية “حرب الاتصالات” كجزء من هذه الحروب السيبرانية، حيث تسعى إسرائيل لاختراق شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله، وهي شبكة سرية ومعقدة تمتد عبر كابلات تحت الأرض للحماية من التنصت والهجمات الإلكترونية.

شبكة اتصالات حزب الله تمثل شريان الحياة للتنسيق العسكري والاستخباراتي داخل التنظيم، وهي مصممة لتجنب الاعتماد على البنية التحتية العامة التي يمكن استهدافها بسهولة.
ومع ذلك، فإن إلعدو، بقدراته التكنولوجية المتقدمة، يسعى جاهدةا لاستغلال نقاط الضعف المحتملة في هذه الشبكة السرية عبر تقنيات حديثة تستهدف اعتراض البيانات السلكية واللاسلكية.

هذه المواجهة تكشف عن جانب جديد من الصراع الذي يتجاوز ساحات المعارك التقليدية، ليصبح ساحة غير مرئية من الهجمات الإلكترونية والمعلوماتية.

يتضح أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله قد انتقل إلى أبعاد جديدة بفضل التطورات التكنولوجية المتسارعة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والحرب السيبرانية. هذه الأدوات لم تُعد تقتصر على تعزيز القدرات العسكرية فحسب، بل أصبحت تلعب دورًا محوريًا في تشكيل استراتيجيات القتال وتحقيق الأهداف الاستخباراتية.

تتجلى أهمية هذه التكنولوجيا في قدرتها على تغيير معادلات القوة في الصراع، مما يزيد من تعقيد التحديات التي تواجه كل طرف.

إن نجاح أحد الأطراف في اختراق شبكة اتصالات الآخر قد يعني التفوق في المعركة، لكن الفشل في تأمين المعلومات يمكن أن يؤدي إلى تداعيات كارثية.

ومع استمرار هذا التنافس التكنولوجي، يصبح من الضروري التفكير بعمق في النتائج المحتملة، ليس فقط على مستوى الصراع الحالي، بل أيضًا على استقرار المنطقة ككل.

إن التقدم في هذا المجال يمثل سيفًا ذو حدين؛ فهو يفتح آفاقًا جديدة من الإمكانيات، ولكنه يحمل في طياته مخاطر جسيمة قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب. لذا، فإن كيفية إدارة هذه التكنولوجيا وتأثيراتها ستكون العامل الحاسم في تحديد مستقبل الصراع ونتائجه.

” في ظل حروب الظل واستراتيجيات الذكاء الاصطناعي في صراع الاتصالات”.

“ومن خلال الحرب الرقمية والسيطرة والسيادة في عصر الذكاء الاصطناعي”.

“وحروب الذكاء الاصطناعي الجيل الخامس من الصراع”.

وفي عالم يتسم بتسارع التكنولوجيا، تبرز “حروب الخفاء: الذكاء الاصطناعي في صراع الأدمغة وتأمين الظلال” كعصر جديد من الصراعات. هنا، تلتقي الاستراتيجيات الاستخباراتية مع التقدم الرقمي، حيث تلعب أدوات الذكاء الاصطناعي دورًا حاسمًا في تحديد موازين القوة.

بينما تسعى الأطراف المتنازعة إلى تأمين معلوماتها وتحقيق التفوق، تتحول الحرب إلى لعبة من الخداع والابتكار، تُعيد تعريف مفهوم الصراع في القرن الحادي والعشرين.

هذا النوع من الحروب يمثل الجيل الخامس من الصراع، حيث تتداخل الجوانب السيبرانية مع الديناميكيات الجيوسياسية، مما يغير قواعد المواجهة بشكل جذري.

وفي قول الله سبحانه وتعالى؛ (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
(وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا).
(وَتَجَاوَزْنَا عَنْهُمْ فَإِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا لَّا يُؤْمِنُونَ).
(إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْمُتَّقِينَ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ).
(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
(إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
(إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).
(وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

زر الذهاب إلى الأعلى