صديقي العزيز الدكتور عماد سعيد بقلم الدكتور الشاعر بسام بزون

أكتب إليك وأنا أعلم كم هي ثقيلة الجراح، وكم يغمر القلوب من ألم حين تصيبها نيران الغدر، وتضرب في عُمق الذاكرة والجدران، في مدينتك،مدينتنا الغالية صور، عروس البحار..زينة المتوسط و التي لطالما فتحت أذرعها للطيبين والمحبين.
ووقفت شامخة تصد المعتدين الطامعين…و في ذات الوقت، أرفع يديّ لله شاكراً، وأهنئك على السلامة، فقد حماك الله و القدر من شرّ هذا العدوان الغادر الذي أراد النيل من اهلنا و من صمودهم و قوتهم و عظيمتهم و منك لكنّه لا يملك أن يطفئ نورك..او نور قلمك المقاوم أو يثنيك عن مسيرتك الإعلامية و الاجتماعية والإنسانية العظيمة. بيتك، وإن هدّمه القصف، سيظلّ شامخاً في قلوب محبّيك، وأنت الذي زرعت في كل ركن منه نبض الحياة، وروح العطاء التي عُرفت بها…ستظل ذكرياتك فيه و بالحي و البناء معلقا على فراشات تحلق حول قناديل حضورك البهي.. ستبقى شامخا رائدا
ولن تنحني، فصور التي تسكنك وتسكُنها، تعرفك كما تعرف أبطالها، أنت ابنٌ بارّ لهذه الأرض التي أنبتتك صامداً وقويّاً، وطنياً عروبيا لا تنحني..وما القصف إلا رياحٌ عابرة، ستتلاشى أمام عزيمتك وإصرارك على الحقّ.كل جبروتهم سيتبدد امام عزيمة اهلنا و ابناء وطننا ..
اعلم، د. عماد، أنّ بيتك الذي طالته يد الخراب، سيبقى عامراً، لأنّك أنت روحه، وأنت عِماده. حجارةٌ تُهدم؟ لا ضير؛ فالأوطان تبنيها النفوس العظيمة، و ستنضم حجارة دارك الى الاف الاحجار المغروسة في عمق البحر ترتوي من عبق موجه نعمة الحياة الازلية …و الى تاريخنا النائم بحضن الارض يحكي حكاية الارض التي لا تنحني للسماء التي لا تطال.. أنتَ في قلوبنا رمزٌ وصوتٌ يصدح للحقيقة، حتى وإن حاولت يد البطش إسكاتك.
يا صديقي، بيتك ما تهدم، بل بُني مجدداً في قلوب كلّ من يعرفك ويحبك، وكلّ كلمة ستخطّها من بعد اليوم،كالعادة ستكون ناطقةً باسم أرضنا وحقنا في الحياة.سننتظر معرض الكتاب العربي العاشر وفي صور فوق انقاض الابنية و خلف صور الشهداء …
دمتَ لنا ولصور، منارةً تُشعّ بنور الحقّ والعدل و الكلمة الملتزمة ..