أخبار صور و الجنوب

لقاء وطني في طرابلس في ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية – جمول.

 

بدعوة من لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في طرابلس نظم لقاء وطني إحياء للذكرى ٤٣ المجيدة لإنطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية – جمول وذلك في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي (قصر نوفل) اليوم الخميس في 18 أيلول 2025 بحضور الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وشخصيات فلسطينية ولبنانية وطرابلسية وحشد من الرفاق والرفيقات
قدم الاحتفال الرفيق احمد خزام
وكانت كلمات:
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القاها الرفيق ابو ماهر غنومي
لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية في طرابلس القاها الرفيق جلال عون
الرفيق الاسير المحرر انور ياسين

كلمة الرفيق محمد حشيشو

كلمة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية جمول القاها الامين العام للحزب الديمقراطي الشعبي محمد حشيشو بإسم القيادة المشتركة لحزب العمل الاشتراكي العربي والحزب الديمقراطي الشعبي، وجاء في كلمته:
الاخوة والرفاق الاعزاء، ايها المناضلين الاحرار
في العام ١٩٨٢ كنا أمام خيارين لا ثالث لهما: اما الصمود والقتال او الاستسلام والخضوع، اما التحرير الكامل او اتفاق ١٧ أيار الخياني، اما الكرامة او الاخضاع والسحق تحت الجزمة الإمبريالية والصهيونية والفاشية، فكان القرار: مقاومة وطنية وشعبية تكنس الاحتلال وتحرر الارض والانسان، وهكذا كان.
١٦ أيلول ١٩٨٢ هو عنوان مرحلة المقاومة المنظمة، التي انخرط فيها المقاومون الوطنيون، لبنانيين وفلسطينيين وسوريين ومتطوعين عرب وامميين، ولان المقاومة فعل تراكمي فهي امتداد لحركة الكفاح الوطني لشعبنا اللبناني والفلسطيني منذ ما قبل زرع الكيان الصهيوني وبعده، وعلينا أن نستذكر بطولات اهلنا في القرى الأمامية وتصديهم لاجتياحات العدو، في كفرشوبا وكفركلا وحولا وعيترون وعيناتا وبنت جبيل، في شلعبون ورب تلاتين والطيبة ومارون الراس، وغيرها من مواقع الشرف والتضحية والفداء.
ولأن المقاومة فعل تراكمي وتعبر عن ضرورة وطنية تاريخية، وتلبية لهذه الضرورة كانت المقاومة الإسلامية الى جانب المقاومة الوطنية والقومية وقوات الفجر وافواج المقاومة، والجنود المجهولين من المقاومة الفلسطينية، إضافة إلى المبادرات الشعبية والفردية لأهلنا باحتضانهم المقاومين وتقديم العون والمساعدة والحماية لهم، وهكذا تحولت معركة التحرير الى ملحمة وطنية انطبعت في ضمير ووجدان شعبنا العربي وشعوب واحرار العالم.
وتبقى فلسطين بوصلتنا وقضيتنا وجرحنا النازف، حرب إبادة نازية بدعم ومشاركة وتغطية من الإمبريالية الأميركية والغرب الاستعماري وتواطؤ النظام الرسمي العربي، غير أن غزة وأهلها ومقاومتها لم ولن ترفع الراية البيضاء، وهي تقاتل دفاعا عنا جميعا، بل هي تدافع عن البشرية والإنسانية في مواجهة التوحش الإمبريالي والصهيوني.
ان حرب اسناد غزة التي خاضتها المقاومة الإسلامية كانت فعلا ثوريا وواجبا وطنيا واخلاقيا، رغم الكلفة الهائلة والتضحيات الجسام لشعبنا واهلنا ومقاومتنا، والقافلة العظيمة من الجرحى والاسرى والشهداء، مدنيين ومقاومين، وعلى رأسهم الشهيد الأمين سماحة السيد حسن نصر الله ورفاقه الأبرار.
ولان العدو افصح عن مشروعه العدواني التوسعي، في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن والعراق وايران، إعلانا وفعلا، لقيام ما يسمى “اسرائيل الكبرى” واتبعها بالتدخل المباشر في سوريا واحتلال اجزاء واسعة من جنوبها لإقامة منطقة عازلة، على غرار ما يفكر فيه تجاه جنوبنا الصامد، ويعلن ان دولته تمتد على مساحة العديد من الدول العربية.
وبعد، ما العمل؟
ان المشروع الاميركي الصهيوني لا يمكن مواجهته بالمفرق، بل ببناء حركة تحرر وطني عربية، تنجز التحرر الوطني والاجتماعي وتخلص شعبنا العربي من الاحتلال والهيمنة والانظمة الرجعية، لذلك على قوى التحرر والمقاومة والثورة، من التيارات الوطنية والقومية والعروبية واليسارية والإسلامية المقاومة، واستخلاصا لدروس المواجهة الأخيرة مع العدو، والمستمرة حتى اليوم، التحاور والنقاش الجدي لبلورة مشروع وطني ثوري جامع، عبر جبهة وطنية عريضة تتصدى للمهمة التاريخية المتمثلة بإحباط المشروع المعادي الهادف الى السيطرة والنهب وتقسيم الدول وتأجيج الصراعات لإحكام السيطرة على شعوبنا واوطاننا وثرواتنا، وبالتالي على مستقبلنا ومستقبل الاجيال الطالعة لعقود قادمة.
هذه الجبهة لا تشكل فقط اداتنا الثورية للمواجهة، بل تشكل نموذجا ملهما للشعوب المناضلة من أجل تحررها، وقد رأينا التضامن الاممي الرائع من شعوب العالم وخاصة في الغرب، الحركات الطلابية والنقابية والاجتماعية والشعبية تضامنا مع فلسطين ورفضا للابادة وفضحا لطبيعة الكيان الصهيوني النازي، وادانة للتدخل الغربي المباشر في حرب الابادة.

كلمة حول النظام اللبناني، هو نظام طائفي تابع وعميل، معادي لمصالح شعبنا ولقضايا التحرر، كان وما زال، وبالتالي كل ما ينتج عنه هو موضع شك وريبة، في السياسة والاقتصاد والاجتماع والعلاقات الدولية، في التحاصص والفساد، في تخليه عن الدفاع عن الوطن والشعب، وبالتالي هكذا نظام لا يؤتمن على حياتنا وسيادتنا وكرامتنا وارضنا ومستقبلنا، لذلك تصبح مهمة أساسية من مهام قوى المقاومة والثورة تحرير الارض من الاحتلال وتحرير الشعب من احتلال الطغمة الحاكمة والمتحكمة بمصير الوطن. ان التحرير إذا لم يرتبط بعملية التغيير الجذري لبنية النظام الطائفي يبقى ناقصا، ودليلنا ان ملاحم البطولة التي سطرها ابطال المقاومة على مدى ٦٤ يوما وعلى الحافة الأمامية ومنع العدو من تحقيق اي خرق لارضنا المقدسة ضيعها هذا النظام باتفاق وقف إطلاق النار، هذا الاتفاق المذل الذي مكن العدو مما لم يستطعه في القتال، لذلك ودون مطولات حول السلاح، هذا السلاح ليس ملكا للمقاومة الإسلامية وحزب الله، هذا السلاح ملك الشعب المقاوم وهو أمانة بأيديهم وهم من أهل الأمانة والامين، هذا السلاح باق ما بقي الكيان الصهيوني الاستعماري على أرض فلسطين، وما بقي النظام اللبناني في موقع التابع والخاصع للاملاءات الاميركية والغربية، هذا السلاح لا يعطى الا لدولة وطنية عروبية مقاومة بعقيدة وطنية للتصدي للعدوان الصهيوني الاميركي وحماية شعبها، وحتى نصل الى ذلك، ندعو في ذكرى جمول الى تسليح اهل الجنوب لتمكينهم من رد العدوان والدفاع عن حياتهم وبيوتهم وارزاقهم، وإطلاق مقاومة شعبية شاملة ينخرط فيها كل الحريصين على الوطن، والذين لا وطن لهم غيره. يقول الشهيد القائد غسان كنفاني: “أموت وسلاحي في يدي أفضل من ان أحيا وسلاحي بيد عدوي”.
ان المقاومة المسلحة وان كانت ارقى الاشكال، الا ان الاشكال الاخرى لا تقل اهمية وجدوى بل تعزز حضورها وانجازاتها، لنفعل سلاح المقاطعة الثقافية والاكاديمية والاقتصادية الداعمة للكيان الصهيوني، ولنحذو حذو المناضلين في الغرب الذين كبدوا اقتصاد العدو والشركات الداعمة له الخسائر الكبرى، وليكن الموقف واضحًا، لا للتطبيع اليوم وغدا وفي أي زمن، هذا كيان استعماري نازي يجب ازالته عن أرض فلسطين، كل، من البحر إلى النهر
تحية الى جمول في يومها، الى ابطالها وشهدائها وجرحاها واسراها واهلها، تحية الى كل عائلة احتضنت مقاوما وحمته، كما التحية الى كل حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والوطن العربي، الى جرحاها واسراها وشهدائها وفي القلب منهم الشهيد الامين ورفاقه، وتحية خاصة الى اليمن العظيم، الى شعب اليمن العظيم الى القوات المسلحة اليمنية العظيمة على الجرأة والثبات والاصرار على نصرة فلسطين واهلها. وتحية الى حركة التضامن الاممي في أصقاع الارض
المجد للمقاومة في كل مكان
والنصر حليف الشعوب المقاتلة
طرابلس في ١٨ أيلول ٢٠٢٥

زر الذهاب إلى الأعلى