بأقلامنا

استراتيجية الصبر الاستراتيجي بقلم د. شريف نورالدين

د. شريف نورالدين بتاريخ: 3/ ٤ / ٢٠٢٤ م.

الصبر الاستراتيجي هو قدرة على الانتظار والتحمل بشكل طويل الأجل من أجل تحقيق أهداف محددة أو تفادي مخاطر معينة، ويتطلب هذا الصبر استراتيجيات وتكتيكات مدروسة وممنهجة تستند إلى تحليل دقيق للوضع وتقييم للمخاطر المحتملة، بالإضافة إلى قدرة على اتخاذ القرارات الصائبة بناءً على هذه الاستراتيجيات.

– تحليل الوضع: يبدأ الصبر الاستراتيجي بتحليل دقيق للوضع الحالي، بما في ذلك فهم المتغيرات الخارجية والداخلية التي قد تؤثر على أهدافك أو تحتم عليك الانتظار.

– تحديد الأهداف الاستراتيجية: يجب تحديد الأهداف المحددة التي ترغب في تحقيقها، وتحديد مدى الوقت اللازم لتحقيقها والمخاطر المحتملة التي قد تواجهها.

– تحليل المخاطر والمكافآت: يتضمن هذا الخطوة تقييم المخاطر المحتملة التي قد تواجهك أثناء انتظار تحقيق الأهداف، بالإضافة إلى تقدير المكافآت المحتملة التي يمكن أن تحققها.

– تطوير الاستراتيجيات والتكتيكات: بناءً على تحليل الوضع وتقييم المخاطر والمكافآت، يجب وضع استراتيجيات وتكتيكات محددة للتعامل مع المواقف المختلفة التي قد تطرأ أثناء الانتظار.

– المراقبة والتقييم المستمر: يجب مراقبة تقدمك بانتظام وتقييم الاستراتيجيات والتكتيكات التي تم تنفيذها، وإجراء التعديلات اللازمة إذا لزم الأمر بناءً على التغيرات في الوضع.

– المرونة والتكيف: يجب أن يكون لديك قدرة على التكيف مع التغيرات غير المتوقعة وضبط استراتيجياتك وفقًا للظروف الجديدة بحيث تظل متمسكًا بأهدافك الاستراتيجية بشكل فعّال.

* الميدان الاستراتيجي: هو المجال الذي يحدث فيه التنافس والتعامل بين الكيانات السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، ويتعلق بتحديد الأهداف الكبيرة والاستراتيجيات لتحقيقها، ويشمل عادةً الجوانب العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية والتكنولوجية.
وأيضا الميدان الاستراتيجي يمثل البيئة الشاملة التي يتم فيها التفاعل والتأثير بين الأطراف المختلفة، وهو يشمل عدة عناصر مهمة:

– الهدف الاستراتيجي: يمثل الغاية الكبرى التي تسعى الكيانات إلى تحقيقها، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية.

– القوى المؤثرة: تتضمن المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة والمنظمات الدولية والجماعات غير الحكومية وغيرها، وتتعلق بالقدرة على التأثير في تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

– المتغيرات البيئية: تشمل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والبيئية التي تؤثر على سير الأحداث في الميدان الاستراتيجي.

– الاستراتيجيات والتكتيكات: تمثل الخطط والمنهجيات التي تستخدم لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، حيث تعتمد الاستراتيجيات على التحليل العميق للمتغيرات البيئية والمتغيرات الداخلية.

– القوى المحركة والقوى الفراملة: تعتبر القوى المحركة العوامل التي تسهم في التقدم نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية، بينما تعتبر القوى الفراملة العوامل التي تعيق هذا التقدم.

باختصار، الميدان الاستراتيجي يتضمن تحليل متعمق للبيئة الشاملة وتطوير الخطط والاستراتيجيات لتحقيق الأهداف الكبرى للكيانات المعنية.

* الهلال الشيعي: استخدم هذا المصطاح الملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين للواشنطن بوست أثناء زيارته للولايات المتحدة في أوائل شهر ديسمبر عام 2004، عبر فيه عن تخوفه من وصول حكومة عراقية متعاونة مع إيران إلى السلطة في بغداد تتعاون مع نظام الثورة الإسلامية بطهران ونظام البعث بدمشق لإنشاء هلال يكون تحت نفوذ الشيعة يمتد إلى لبنان. ورأى في بروز هلال شيعي في المنطقة ما يدعو إلى التفكير الجدي في مستقبل استقرار المنطقة، ويمكن أن يحمل تغيرات واضحة في خريطة المصالح السياسية والاقتصادية لبعض دول المنطقة.

استراتيجية الطوق لسليماني ضد الكيان:
قاسم سليماني كان يلتزم بجعل قضية فلسطين محورية في خطاباته وتحركاته، وكان يسعى لمحاربة الاحتلال الأمريكي في العراق لدعم هذه القضية. كان يتبنى رؤية استراتيجية مدعومة من قبل الجمهورية الإسلامية تجاه فلسطين، وكان يشارك في توجيه الحركة الفلسطينية. لذا، كان لدى سليماني دور بارز في تعزيز هذه الرؤية وتحقيق أهدافها
الحاج قاسم سليماني شخصية بارزة في المنطقة، حيث ساهم بشكل كبير في إضعاف الكيان الصهيوني ونفوذ الولايات المتحدة. عبر دعمه للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي، نجحت المقاومة في طرد الاحتلال بما يشكل ضربة قوية لنفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، مما أدي إلى إضعاف الكيان الصهيوني الذي يعتمد بشكل كبير على الدعم الأميركي.

بالإضافة إلى ذلك، شارك سليماني في معارك هامة مثل معركة لبنان عام 2006، التي انتهت بفشل الكيان الصهيوني وتحقيق المقاومة النصر. كما قدم الدعم اللازم لحماية وتطوير المقاومة في فلسطين، خاصة حركة حماس والجهاد الاسلامي، وساعد في بناء القدرات والتدريبات الضرورية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

عمليات مثل “طوفان الأقصى” كشفت عن قوة وتنظيم المقاومة وعن ضعف الكيان الصهيوني، مما أدى إلى تدخل الغرب لحماية الكيان بشكل مباشر، لأنهم تفطنوا إلى أنه غير قادر على مواجهة التحديات بمفرده. ومع انسحاب الآلاف من المستوطنين، يتضح أن ضعف الكيان هو نتيجة لصمود المقاومة وتراجع النفوذ الأميركي في المنطقة.

باختصار، رؤية وخبرة سليماني في دعم وحماية المقاومة لها أثر كبير في المنطقة، وتظل هذه الجهود الاستراتيجية جزءًا أساسيًا من المرحلة الجديدة في صراع المنطقة.

كما كان لقاسم سليماني، دور بارز في الصراع بالشرق الأوسط، حيث كان يُعتبر المهندس الرئيسي للسياسة الخارجية الإيرانية في المنطقة. استراتيجيته كانت مبنية على عدة جوانب:

– قدرات إيران في المنطقة: كان سليماني يعمل على توسيع قدرات إيران في المنطقة من خلال دعم الفصائل والحركات الموالية لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

– مكافحة التطرف: كان يعتبر سليماني التنظيمات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خطرًا على إيران والمنطقة، وقاد جهودًا لمحاربتها وتقديم الدعم للقوى المحلية التي تقاتلها.

– التعاون مع حلفاء إيران: كان سليماني يعمل على تعزيز التعاون مع الحلفاء لإيران في المنطقة، مثل سوريا وحزب الله والعراق واليمن ، بهدف تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز دورهم في المنطقة.

– التجسس والاستخبارات: كان يُعتبر سليماني مهندسًا استخباريًا بارزًا، حيث كان يدير شبكة استخباراتية واسعة النطاق للتجسس على الأعداء وجمع المعلومات الاستراتيجية.

– الكماشة (الضغط العسكري):
المفهوم العام للكماشة في تقليص مساحة حركة العدو وتقييدها من كل الجهات. يتم ذلك من خلال التركيز على تكثيف الهجمات العسكرية في نقاط حساسة تحد من حركة وقدرات العدو.
الهدف الضغط العسكري إلى إحكام السيطرة على المناطق الحيوية والاستراتيجية، مما يقلص الخيارات المتاحة أمام العدو ويجبره على التصرف وفقا للأجندة المحددة.

الطوق (الحصار الاقتصادي والسياسي والعسكري):
تحييد قدرات وموارد العدو، سواء كانت اقتصادية أو عسكرية أو سياسية، وذلك لتقليل قدرته على المناورة والتحرك.
والطوق على شكل عقوبات اقتصادية مفروضة من قبل الدول الأخرى، مما يؤدي إلى تقييد قدرة العدو على الوصول إلى الموارد اللازمة لاستمرار الصراع.
و أيضًا أن يكون الطوق على شكل عزل دولي أو تحالفات دولية لتحييد العدو سياسياً، مما يقلص تأثيره على الساحة الدولية ويقلل من دعمه الداخلي والخارجي.
– التنسيق والتوازن:تتطلب نجاح استراتيجية الكماشة والطوق تنسيقًا دقيقًا بين العناصر العسكرية والاقتصادية والسياسية. يجب أن يتم توازن الضغط العسكري مع الحصار الاقتصادي والسياسي لضمان تحقيق الأهداف المرجوة دون تفاقم الوضع أو تفاقم الأزمات الإنسانية.

* ان ما يجري في ساحة الصراع والمواجهة من لبنان الى سوريا والعراق واليمن، هي مرحلة مساندة لمعركة غزة ، ومن الطبيعي ان تكون لها اثار وتفاعلات تمتد على المنطقة وخارج حدودها الجغرافية الاقتصادية كما يحصل البحر الاحمر زتأثيره على الكيان من ضغط اقتصادي وسياسي ايضا على حلفاء اميركا في العالم…

وابضا هي مواجهة مفتوهة قبل غزة وبعدها، لذا استراتيجية الصبر الاستراتيجي لا تختلف عن المواجهة الاستراتيجية كما ذكرت، ولا تختلف عن المواجهة والمعركة الاسترتيجية في هذه المرحلة ضمن خطة التأكل البطيء لاضعافه والانهيار للكيان والذي سيؤدي بالنتيجة الى تحقيق الهدف الاستراتيجي في حرب مفتوحة ضمن معايير موازين القوى وابعاد حلفاء الكيان عنه والدعم له من خلال مايحصل من رأي عام عالمي ضد الكيان غير مسبوق في (تاريخه) وهذا سيجعل منه غي محل الخسارة والهزيمة الكبرى على قدر الحرب الكبرى والاخيرة…

لذا لابد للفعل مقابل الفعل الا ان يكون دقيقيا واستراتيجيا ايضا في هذه المرحلة المعقدة والمهمة جدا على مستوى المواجهة…

لذلك استراتيجية الميدان وصبره يحتاج الى قراءة جديدة معمقة في ساحة المعركة…
والفعل بوجه الفعل والضىبة مقابل الضربة اصبحت دون جوى كبيرة انيا لان الكيان يسعى لكل طاقته لتفجير الوضع في المنطقة وجرها الى حرب كبرى وهي فرصته الذهبية طما يعتقد غي ظل دعم اميركي مطلق له بل وجرها الى الحرب معه بشكل مباشر وليس كما يحصل الان غير مباشر ، لذلك هو غي مرحلة تصعيد بين الحين والحين مراهنا على نفاذ الصبر الاستراتيجي، ولذلك اخطر في المةاجهة والحروب ان يحدد عدوك زمان ومكان المواجهة التب يردها ويفرضها عليك…
لذا الصبر الاستراتيجي هو الجزء الاكبر كن المواجهة حاليا ضمن تكتيكاته وتاثيراته ودوره الفعال والنتائج الايجابية الكبيرة الت يحصل عليها بانتصا بطيء وعظمته كبير في النهاية كما التاكل البطيء، والخطر الاكبر ان يفرض العدو سياسة المواجهة ويحولها ضدك بسكل مباشر ويحرفها عن مسارها الحقيقي اتجاه فلسطين وغزة وشعبها وخلط الاوراق من جديد اما الراي العام العالمي وتوجيه مساره لدعم قضيته في الحرب على اعتبار الحرب المفتوحة تنقذه من المازق الكبير له المحلي والاقليمي والدولي ، وبذلك يكون قد حقق هدفه الاستراتيجي بضرب ايران بشكل مباشر في ساحة مفتوحةله عالميا وضرب ساحات الوحدة لايران…
من هنا المواجهة في اطارها الزمني الأني سيفرض فتح جبهات جديدة استكمالا لاستراتيجية الطوق على الكيان وارباكه من الساحة الاردنية وامكانية المصرية والذي يعتبر في ساحة المواجهة فرصة ماسية عربية ايرانية سنية شيعية في ظل ما يحصل في غزة والتي تخدم المشروع الاستراتيجي لمالة الوجود وزواله والصبر الاستراتيجي لايران والميدان الاستراتيجي للمقاومة ومحورها…

فاذا كانت المعادلة الذهبية في لبنان، المقاومة والجيش والشعب قدمت الكثير من الدعم والنجاح في الانتصارات في لبنان، فالمعادلة الماسية، العرب وايران والرأي العام العالمي كشعوب سيحقق الانتصار الاكبر والنهائي على الكيان واميركا وحلفائهم في الشرق الاوسط ضمن المعدلة الالهية في الصبر الاستراتيجي والصبر الميداني وصبر الطوق الموسع.

زر الذهاب إلى الأعلى