Uncategorizedأخبار لبنان

فضل الله في ذكرى أربعين حسين ذياب :عاش روح الإسلام وهمومه وجاهد لوحدة الأمة وصناعة نهضتها

أحيا المركز الإسلامي الثقافي وعائلة المرحوم الحاج حسين أحمد ذياب ذكرى مرور أربعين يوما على رحيله باحتفال حاشد أقيم في قاعة الزهراء، في مجمع الحسنين في حارة حريك، في حضور شخصيات دينية واجتماعية وسياسية وحزبية ونيابية وبلدية ودبلوماسية وطبية وثقافية وحشد من محبي الفقيد.

الموسوي
استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم، ثم كلمة لمدير مركز الإسلامي الثقافي السيد شفيق الموسوي عبر فيها عن “الحزن والاسى لفقدان هذه الشخصية الإيمانية والرسالية الجامعة والنموذج المشرق للإنسان الذي يريد الإسلام ليكون إنسان الحياة والذي كان يملأ المسجد بحضوره الإيماني وابتسامته الجميلة وكان يجسد قيم الإسلام في حياته العملية صدقا ومحبة وتواصلا وانفتاحا فقد كان إنسانا رساليا يأسرك بأخلاقه ويسمو بك بتطلعاته إلى حيث أهداف الإسلام الكبرى ورضا الله”.

فضل الله
ثم القى العلامة السيد علي فضل الله كلمة اعتبر فيها “ان قيمة الحاج حسين ذياب تكمن في أن الإيمان لديه لم يكن شكلا أو انتماء، بل كان قيمة حرص أن يأخذها من ينابيعها الصافية التي لم تتلوث، وعبر عنها في محبته لله وتقديرا له وشكره لمننه وعطائه وفضله وفي التواصل معه وفي مناجاته والتزامه بطاعته التي كان يراها فوق كل طاعة، ورضاه الذي كان يراه فوق رضا”.

أضاف :”وعبر عن ذلك الإيمان في أخلاقه، فأحبه الذين كانوا يتوافقون معه والذين كانوا يختلفون معه فكان إيمانه الإيمان الذي يدعو إلى مد جسور التواصل مع الآخر المختلف والحوار معهم بالتي هي أحسن فهو رأى أن الخلق كلهم عيال الله، فالله لا يقبل من الإنسان أن يكون ذليلا بل يريده أن يكون عزيزا، ويعزز لديه حبه لوطنه ويرى الدفاع عنه فريضة وواجبا، ويجعله يعيش هموم الأمة ويعمل جاهدا لتعزيز وحدتها وصناعة نهضتها.

وكان يرى أن هذا الدين الذي جاء ليكون حلا لمشاكل الحياة وارتقاء بها، ودائما نؤكد أن المشكلة في هذا البلد وفي أي مكان في هذا العالم، ليست في الدين بل المشكلة في عدم الأخذ به من ينابيعه الصافية وعدم التمسك بقيمه ومبادئه وأخلاقه بل عندما يحول الدين إلى غير وجهته أو إلى طائفية لا تحمل قيم الدين وأصالته وانفتاحه”.

وتابع:” مشكلتنا عندما لا يمثل أتباع الديانات الدين في واقعهم الخاص، ولا يمثلونه عندما يمثلون الشأن العام باسم الدين، لا يتمثلون قيمه في مواقعهم الإدارية أو في المجالس النيابية والوزارية أو الرئاسية، وتتحول مواقعهم لخدمة حساباتهم الفئوية ومصالحهم الخاصة”.

وقال:” لقد كان فقيدنا يطمح كما نطمح وكما يطمح كل اللبنانيين إلى أن يكون هذا البلد منارة في هذا العالم، يقدم صورة مشرقة عن الأديان السماوية وفي قدرتها على التكامل في ما بينها والتعاون بين أبنائها في بناء الوطن وقيام الدولة التي تحمل القيم الأخلاقية والإنسانية التي هي أساس الرسالات، وجاء رسول الله ليختتمها عندما قال: “إنما بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مكارم الأخلاق”…

وأردف: كان يطمح إلى دولة لا تتصارع فيها الطوائف على المكاسب والمغانم، تعمل بروحية الأنبياء والرسل التي تدعي الطوائف تمثيلها، دولة المواطنة ودولة الإنسان، لا تميز بين أبنائها، دولة يشعر فيها الجميع فيها أنهم سواسية، دولة قوية قادرة على حماية الأرض والشعب من العدو الصهيوني المتربص بهذا الوطن”.

وأشار إلى “أن الحاج حسين دياب عاش هذا الدين في حياته وكان من أولئك السابقين الثابتين في وقت عز حضور الدين في المجتمع، وغابت قيمه من التداول بين البشر، وكان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، وكان بذلك نموذجاً للإيمان، سنداً لكل مؤمن، ومدماكا أساسيا من مداميك العمل الإسلامي.

كان كل همه أن يدعو إلى هذا الدين وإلى هذه القيم، وهو عمل أن يجذره لأنه كان يراه خلاصاً للإنسان وحلاً لمشاكل المجتمع والوطن والعالم، فكان بيته مفتوحاً، وقد ألف مع أخوانه إطارا للعمل الإسلامي للتوعية والتوجيه وموقعا للعلماء الذين يحسنون تقديم الإسلام بالصورة التي تجعله قادرا أن يصل إلى كل عقل وأن يدخل إلى كل قلب، والذي يلبي كل تطلعات الإنسان وأشواقه على طريق قيام وطن حر موحد وأمة عزيزة موحدة، ويشهد بيته على الندوات التي كان يقيمها السيد الوالد، لبناء هذا الوعي وتعزيز هذه القيم.

وفي الوقت نفسه، كان عاملا فاعلا في كل مواقع العمل وساحاته نجده حاضرا في كل عمل يرضي الله إذ ان له دوره في جمعية التعليم الديني، وهيئة دعم المقاومة الإسلامية وفي العديد من المؤسسات وفي جمعية المبرات الخيرية وفي المؤسسات الأخرى الاجتماعية.
لم يتعصب لموقع دون آخر بل كنت تجده في كل المواقع، كما هي الصورة التي ينبغي أن يكون عليها كل عامل للإسلام.

ولم ينس وسط كل هذه الهموم والتحديات التي عاشها أخوانه الأعزاء، فكان نعم الأخ ونعم المعين على طاعة الله، وحريصاً على بناء عائلته التي كان يراها أولى مسؤولياته، فبنى عائلة هي مصدر اعتزازنا جميعا، ربى أولاده على حب الله وحب رسوله وأهل بيته، وعلى حب الناس وخدمة الناس على الوقوف مع الحق ضد الباطل، والانطلاق إلى مواقع الجهاد، وها هم على هذه الصورة أمناء عليها وسيبقون عليها بعون الله.

غادر الحاج بعد أن أعد زادا وفيرا لليوم الذي يغادر فيه الحياة، وقدم للناس أنموذجا يحمل كل معاني الإيمان، وحرص أن يكون في ذلك على الصورة التي أشار إليها أمير المؤمنين، عندما قال: “عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم، وإن فقدتم بكوا عليكم”.

لقد ترك الحاج في حياتنا أثرا معنويا كبيرا، وستبقى لأخلاقه وكلماته وابتسامته الصدى في النفوس، وسيستمر فينا بورقة سطر عليها بقلمه، قد وضع فيها تجربة الحياة التي عاشها، ووصاياه للذين يأتون من بعده… وبأولاد يدعون له، ويسيرون في طريق الخير، وبأعمال تركها صدقة جارية”.

وختم كلامه:” بهذه النماذج نلعب الدور الكبير في حماية الوطن وتعزيز حريته واستقلاله، وترسيخ القيم الروحية والإيمانية والأخلاقية والتي لا بد أولا وقبل كل أمر أن نحفظها ونصونها في مجتمعاتنا وأوطاننا وأن نربي الناس عليها، كما كان الحاج حسين دياب… الإنسان المؤمن العامل والمربي”.

ثم القى نجل الراحل علي كلمة شكر فيها الحضور، مؤكدا “متابعة طريق والده الذي رسمه لنا”.

ثم كانت قصيدة شعرية للشيخ الدكتور عباس فتوني واختتم الحفل بمجلس عزاء حسيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى