أخبار لبنان

الحزب الديمقراطي الشعبي وحزب العمل الاشتراكي العربي في لبنان بيان صحفي

الحزب الديمقراطي الشعبي وحزب العمل الاشتراكي العربي في لبنان

بيان صحفي

بمناسبة الذكرى الأربعون لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، نستعيد الظروف التي رافقت عملية التأسيس والانطلاقة، حيث من قلب الحصار النازي الذي كانت تتعرض له عاصمتنا بيروت اثناء الاجتياح الصهيوني صيف العام١٩٨٢، والقصف الوحشي برا وبحرا وجوا، كانت تعقد وتتكثف اجتماعات قيادات احزاب يسارية في ملاجيء الصمود في العاصمة، لتعلن في منتصف ايلول من العام ١٩٨٢، اطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، قرارا وطنيا حاسما في وجه الاحتلال وعملائه، وكان ذلك غداة اغتيال العميل بشير الجميل واجتياح العاصمة بيروت وارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا بحق مئات المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين العزل، بتواطؤ ومشاركة عصابات الفاشية اللبنانية وجيش الاحتلال الصهيوني.
و لكن ضربات المقاومين الوطنيين اللبنانيين، والفلسطينيين، سرعان ما ارغمت جيش الاحتلال الصهيوني على الفرار من العاصمة بيروت، وصولا إلى تحرير معظم المناطق المحتلة في الجنوب والبقاع الغربي في العام ١٩٨٥.
ان انكفاء دور الأحزاب اليسارية والوطنية اللبنانية، بعد اتفاق الطائف، ووقف عمل الجبهة لأسباب ذاتية وموضوعية غير مبررة، يتطلب راهنا اجراء عملية تقييم موضوعية ومسؤولة عن الاسباب والنتائج وصولا الى الحالة الراهنة، بعيدا عن الشعبوية والعصبيات، وذلك لاستخلاص الدروس تمهيدا لخوض غمار تجربة نضالية جديدة، َمن اجل تحقيق طموحات شعبنا بالتغيير وبناء الدولة الوطنية.
لقد ادى تطور عمليات و كفاح المقاومة الوطنية والاسلامية والشعبية الى ارغام العدو، ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي _ الصهيوني على الانسحاب من معظم الأراضي اللبنانية المحتلة في ٢٤ ايار عام ٢٠٠٠، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتل من قرية الغجر.
لقد فرضت المقاومة الإسلامية معادلات ردع حاسمة على العدو ادت الى منعه من الاعتداء او التوغل في الاراضي اللبنانية، كما تحمي اليوم الثروة الوطنية في البحر والبر من الاطماع التوسعية للكيان الصهيوني الاستعماري.
يا ابناء شعبنا المقاوم الابي.
لقد قدم شعبنا ومقاوموه البواسل،من مختلف اطراف المقاومة، اعظم التضحيات من شهداء وجرحى واسرى خلال مراحل التحرير كافة، وكان يحلم بان يترافق تحرير الارض مع تحرير الإنسان من النظام الرأسالي الطائفي التابع الذي أوصل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية والخدمات الاساسية الى الانهيار الشامل، مع استشراء الفساد والنهب المنظم وتدمير القطاعات المنتجة وتفاقم الدين العام والاستيلاء على المال العام والخاص، وتفشي البطالة والفقر والجوع، كل ذلك كان نتيجة النموذج الاقتصادي الريعي المتوحش الذي اعتمدته الطبقة الحاكمة وحزب المصرف، مما ادى إلى انفجار النقمة الشعبية في ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩ التي لم تحقق ما تصبو اليه جماهير شعبنا من اصلاح وتغيير، نظرا لغياب الاداة النضالية التي توحد جهود ونضالات الاحزاب والقوى التقدمية واليسارية والحركة الشعبية في النضال نحو التغيير الحقيقي.
في هذا الواقع الانحداري للوطن والشعب والنهج التدميري للتحالف الحاكم، تسعى قوى اليمين الرجعي المحلي مع الرجعية العربية والحلف الاميركي الصهيوني، الى خلق مناخات معادية لخط المقاومة والتحريض باتجاه تحميلها مسؤولية الانهيار الاقتصادي والازمة المعيشية مترافقا مع حصار اميركي _ عربي رجعي للبنان، بما يفاقم الازمات التي ترهق كاهل الشعب.
ان هذه الاوضاع تستدعي من كافة القوى الوطنية والتقدمية واليسارية الارتقاء في العلاقات في ما بينها، عبر اجراء حوار مسؤول لاطلاق آلية تشكيل اطار جبهوي حقيقي للتغيير.
ولعل مبادرة حزبينا نحو الاندماج والوحدة تشكل الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل.
وتترافق هذه التطورات مع حال من الترهل والوهن لدى معظم الاحزاب التقدمية واليسارية في الوطن العربي، وكذلك مع تهافت الانظمة الرجعية العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وشن الامبريالية الاميركية وادواتها الرجعية والفاشية التكفيرية الحروب المدمرة في سوريا والعراق واليمن وليبيا والبحرين، وزعزعة الاستقرار في مصر وتونس، وفرض العقوبات المجرمة على ايران، والتنكر لحق الشعب الفلسطيني في النضال والمقاومة لانتزاع حقه بالعودة وتحرير وطنه من البحر الى النهر.

ان الاوضاع الراهنة، لبنانيا وعربيا، وانطلاقا مما حققته قوى المقاومة في فلسطين ولبنان تتطلب الارتقاء في العلاقة ما بين القوى الوطنية واليسارية والديقراطية في لبنان اولا، ثَم التوجه نحو توطيد العلاقة مع كافة قوى التحرر والتغيير في الوطن العربي، وكذلك قوى التحرر والتقدم في العالم.
لتكن الذكرى الاربعون لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية مناسبة للعمل الجاد والمسؤول نحو تطوير وسائل الكفاح بين كافة القوى المناضلة ضد المخطط الامبريالي والصهيوني في لبنان والوطن العربي والعالم.
عاشت وحدة قوى شعبنا المقاومة وكافة الشعوب المضطهدة ضد المشروع الصهيوني _ الامبريالي الرجعي.
المجد والخلود لشهداء شعبنا ومقاوميه الابطال.

القيادة المشتركة لحزب العمل الاشتراكي العربي في لبنان والحزب الديمقراطي الشعبي.
بيروت في ١٦ أيلول ٢٠٢٢

زر الذهاب إلى الأعلى