أخبار لبنان

الجمهورية : محرقة التليل: عون لن يستقيل .. ‏واشنطن تستعجل الحكومة .. ‏والإيجابيات نظرية

وطنية – كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : يُقال عن آب إنّه لهّاب بحرارة شمسه الحارقة، لكنّه بالنسبة الى ‏اللبنانيين شهر الحزن والإكتئاب. بين 4 آب 2020 والزلزال الكارثي في ‏مرفأ بيروت، و15 آب 2021 ومحرقة التليل في عكار، حزن على صفّ ‏طويل من الشهداء والضحايا المحروقين.‏
‏ ‏
وبينهما سلطة ملطّخة بدم الأبرياء، صارت سبباً للاكتئاب، وعنواناً ‏للفشل الوقح، وماخوراً لنوعية مخزية من الحكام، زلّطت البلد وجوّعت ‏أهله وافقرتهم، لا تملّ ولا تكلّ عن المحاضرة بالعفة والتشدّق بالحرص ‏والشعارات الكاذبة، فيما هي لا ترى في هذا الجحيم سوى حقيبة ‏وزارية!‏
‏ ‏
وفي محاذاة هذه السلطة، كيديّات سياسية تسمّي نفسها احزاباً ‏وتيارات، وظيفتها فقط صبّ الزيت على النار، والتسلّق على ظهر ‏الفاجعة، أيّ فاجعة، لتبث مناخاً حربيّاً في البلد، وتمارس أوسخ وأقبح ‏شعبوية تحريضية طائفية ومذهبية تستجدي من دم الشهداء ‏والضحايا اصواتاً في صناديق الانتخابات النيابية!‏
‏ ‏
الفاجعة الأكبر من كارثة المرفأ، ومحرقة التليل، وزلزال الأزمة التي ‏تخنق اللبنانيين، هي أن كلّ هؤلاء يسبحون في دم الأبرياء. فلو كنّا في ‏دولة يحترم فيها أي من هؤلاء المتسلّطين والمكايدين نفسه، لكانت ‏جمعتهم المصيبة وتشاركوا في مواجهتها، وكشف المجرمين ‏والمتورطين والمشاركين والمتسببين بها، لا أن يجهّلوا المجرم عن ‏قصد أو عن غير قصد، ويحولوا المصيبة على جاري عادتهم منذ بداية ‏الأزمة، حلبة تسجيل نقاط على بعضهم البعض، وجبهات لمعاركهم ‏الشخصية والسياسية والانتخابية، ويستولدوا منها اسباباً لمصائب ‏اكبر تجهز على ما تبقّى من بلد مفجوع في الصميم.‏
‏ ‏
بالأمس، كان البلد يعدّ ضحاياه في محرقة التليل، وذووهم يلملمون ‏اشلاءهم الممزقة او المتفحمة، فيما كان الخطاب السياسي المتبادل ‏في أسوأ تجلياته، منخرطاً في معركة تصفية حسابات وتقاذف ‏المسؤوليات، بدا معها لبنان وكأنّه يطرق باب الحرب الاهلية؛ خطاب ‏طائفي مقيت، وخطاب سياسي يتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور، ‏يتناسى اصحابه أنّ الناس كلّهم صاروا شهداء أحياء مختنقين بثاني ‏أوكسيد الكيديات والسياسة الخرقاء البلا قيم وبلا أخلاق.‏
‏ ‏
محرقة التليل هزّت لبنان، وعمّ الغضب كلّ الأرجاء، ليس عليها فحسب، ‏بل على جريمة التنكيل المتمادية باللبنانيين، التي انتزعت منهم ‏اساسياتهم، وجعلت لبنان الدولة الأكثر فقراً وعوزاً في العالم. ‏والسؤال أمام هذا الواقع المرير، هل ستهتز ضمائر القابضين على ‏هذا البلد ويوقفوا هذه الجريمة، ويفرجوا عن الحكومة، لعلّها تتلمّس ‏ما قد ينجّي لبنان من كوارث أكبر وأفظع مرشحة لأن تحدث في أي ‏وقت، في ظل هذا الفلتان الضارب على كلّ المستويات؟
‏ ‏
التليل: هدوء
‏ ‏
وفيما تمّ أمس، تنكيس الاعلام حداداً على شهداء محرقة التليل، ‏شهدت البلدة هدوءاً ملحوظاً، أعقب التحرّكات الغاضبة التي سادت ما ‏بعد الانفجار، فيما اعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف ‏الاعمال حمد حسن، أنّ “حصيلة ضحايا انفجار التليل هو 27 ضحية، ‏لكن هناك أشلاء لبعض الجثامين لم يتمّ التعرف عليها حتى الآن، فيما ‏الحالات الحرجة 7”.‏
‏ ‏
وأشار في حديث إذاعي إلى “إجلاء 3 مصابين بحروق بالغة لمعالجتهم ‏في مستشفيات اسطنبول، بعدما ارتأى الفريقان الطبيان اللبناني ‏والتركي عدم نقل مصاب رابع، لأنّ هناك خطراً على حياته، فأُعيد نقله ‏الى مستشفى الجعيتاوي”. ونوّه حسن بـ “كفاية الأطقم الطبية في ‏لبنان”، موضحاً أنّ “الخوف من فقدان المازوت والأدوية والمستلزمات ‏الضرورية لمعالجة المصابين هو هاجسنا الآن”.‏
‏ ‏
وتابع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كارثة ‏انفجار بلدة التليل في عكار، واطلع من راعي الابرشية المارونية ‏المطران يوسف سويف على الجهود المبذولة من اجل احتواء هولها ‏على المتضررين وعلى أبناء المنطقة، شاجباً حالة الفوضى الهدّامة ‏التي تفتك بلبنان، وداعياً السلطة السياسية والاجهزة الامنية ‏والقضائية الى تحمّل مسؤولياتها لضبط الاوضاع وإحقاق الحق، ‏مشدّداً على ضرورة احترام ارواح الشهداء وإبعاد هذه الحادثة الأليمة ‏عن اي توظيف طائفي او بازار سياسي.‏
‏ ‏
صدام التيارين
‏ ‏
وقد كان لافتاً للانتباه في هذا السياق، الصدام السياسي العنيف بين ‏الرئيس سعد الحريري وتيار “المستقبل” من جهة، و”التيار الوطني ‏الحر” من جهة ثانية، الذي اشتعل فجأة، وانتهى فجأة بإعلان الطرفين ‏نيتهما عدم التصعيد والدخول في سجال، علماً انّهما استخدما في ‏صدامهما تعابير غاية في القساوة، حيث حمّل الرئيس الحريري رئيس ‏الجمهورية مسؤولية الانهيارات والفلتان والفوضى، ودعاه الى ‏الاستقالة، ووجّه اليه ما سمّاها نصيحة قال فيها: “أكتفي بتوجيه ‏كلمتين لفخامة الرئيس وصهره لأقول: ارحل الآن واحفظ لآخرتك بعض ‏الكرامة، لانك لن تجد قريباً سفارة تؤويك وطائرة تنقلك فوق اجنحة ‏الهروب من لعنة التاريخ”.‏
‏ ‏
وردّ التيار بقساوة على الحريري واتهمه بالاستثمار وقال: “يا ليتك ‏تعلّمت أن تستثمر في الأعمال والسياسة وفي الخير للأحياء، على ‏غرار استثمارك في الدماء. ويا ليتك أدركتَ أنّ استثمار الدم قصير ولا ‏يأتي بالخير لناسك. حلّك تتعلّم! ألا يكفي انّك غطّيت نوابك تخزيناً ‏وتهريباً، كما غطّيت اللجنة الموقتة للمرفأ لـ28 سنة بسوء الادارة ‏والفساد والهدر، حتى تسارع زوراً الى التباكي على دماء هي من صنع ‏يديك! ونصيحة أخيرة: أقلع عن محاولات دس الفرقة ودق الأسافين. ‏يلفظ الله كل من يستسهل إيقاظ الفتنة، تلك التي أشدّ من القتل!”.‏
‏ ‏
وبالتوازي مع ذلك، صدرت دعوة لاستقالة رئيس الجمهورية، من حزب ‏الكتائب، الذي اعتبر في بيان لمكتبه السياسي “انّ اي محاولة لتعويم ‏مجلس النواب الحالي ورئيس الجمهورية، عبر الاستمرار في ‏تغطيتهما، باتت مؤامرة على لبنان واللبنانيين وتطيل عمر الفساد ‏والعجز والفشل، وتغطي مشروع إبقاء القبضة الميليشيوية على ‏مقدّرات البلد، وما على النواب ورئيس الجمهورية سوى الرحيل فوراً، ‏بعدما اعلن الشعب اللبناني مقاطعتهم ومحاصرتهم في مجلس ‏النواب ومنازلهم على السواء”.‏
‏ ‏
عون لن استقيل
‏ ‏
وفي موقف لافت، قال رئيس الجمهورية امام وفد “المجلس الوطني ‏للتجمع من أجل لبنان” في فرنسا، أنّه لن يستقيل، وسيقوم بواجباته ‏حتى النهاية، ولن يهزّه احد في موقعه او في حرصه على مواصلة ‏محاربة الفساد.‏
‏ ‏
واكّد عون، انّ “نضالنا مستمر من اجل إعادة بناء هذا البلد، رغم كل ‏الصعاب والمواجهات التي تعترضنا وحملات التضليل والشائعات”.‏
‏ ‏
واعرب عن امله “في ان نتوصل الى الحدّ من الأزمة الراهنة من خلال ‏تشكيل حكومة جديدة في خلال الأيام القليلة المقبلة، رغم سعي ‏البعض لعرقلة هذا التشكيل، والمباشرة بالإصلاحات البنيوية ‏والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإعادة بناء ‏لبنان وتنظيمه إدارياً وسياسياً وعلى مختلف الأصعدة”، مؤكّداً “انّ ‏رئيس الجمهورية، رغم ما خسره من صلاحيات، الّا انّه شريك في ‏التأليف مع رئيس الحكومة المكلّف، وله ان يختار من بين الأسماء ‏المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية”.‏
‏ ‏
ايجابيات شكلية
‏ ‏
هذه الأجواء، أرخت بثقلها على الملف الحكومي، وشاعت في ‏الساعات الاخيرة اجواء ايجابية اوحت بأنّ تشكيل الحكومة بات قاب ‏قوسين او ادنى من أن تصدر مراسيم الحكومة، وفي مهلة لا تتجاوز ‏يوم غد الاربعاء. وفي السياق ذاته، يندرج ما أبلغه مصدر سياسي رفيع ‏الى وكالة “رويترز” قوله، انّ ثمة تطورًا ايجابياً في ملف تشكيل ‏الحكومة اللبنانية.‏
‏ ‏
الّا انّ اللقاء العاشر الذي عُقد بالامس بين رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، خفّف من زخم ‏الإيجابيات، واوحى بأنّ العِقد ما زالت موجودة وتتطلب لقاءات اخرى ‏بين الرئيسين.‏
‏ ‏
وقال ميقاتي بعد اللقاء: “نحاول حل موضوع الحكومة بالطريقة ‏الملائمة للجميع، على أن تكون حكومة تواجه الواقع الموجود في ‏لبنان، ونريد أن تتضافر الجهود كي تقوم الحكومة بواجباتها”. واضاف: ‏‏”الحديث مع عون كان بالعمق. وستكون لنا لقاءات أخرى هذا الأسبوع، ‏ودخلنا بموضوع الأسماء”.‏
‏ ‏
وتابع: “العبرة في الخواتيم، ولن أشرح من هذا المنبر المشاكل ‏الموجودة”.‏
‏ ‏
وقال رداً على سؤال: “نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار، ‏ولا وقت محدداً لديّ، ولكن المدة ليست مفتوحة”.‏
‏ ‏
وكان ميقاتي قد قال في حديث تلفزيوني، “انّ شاء الله الحكومة ‏قريبة وأتأمل خيراً، واذا ما قدرت أعمل حكومة فليتفضل أحد غيري، ‏وليس لديّ رفاهية الوقت، والمهلة ليست طويلة”.‏
‏ ‏
واشار ميقاتي الى انّه “قدر المستطاع الشخص المناسب سيكون في ‏المكان المناسب. ويوسف خليل اذا لم يكن لديه الكفاءة سيتمّ اختيار ‏شخصية اخرى لوزارة المالية”.‏
‏ ‏
الحقائب لم تُحسم
‏ ‏
وبحسب معلومات “الجمهورية” من مصادر موثوقة، انّ موضوع ‏الحقائب الوزارية، سواء السياديّة او غير السياديّة لم يُحسم بعد ‏بصورة نهائية حتى الآن، ومن شأن ذلك أن يؤخّر في ولادة الحكومة ‏لفترة اضافية.‏
‏ ‏
وإذ اشارت المصادر الى ما سمّتها ليونة عكسها الرئيسان عون ‏وميقاتي في ما خصّ وزارتي الداخلية والعدل، الّا انّ الصعوبة تكمن ‏في توزيع الحقائب الخدماتية الاساسية على القوى السياسية، حيث ‏لم يتمّ الاتفاق على حسم اي منها حتى الآن. فالعقدة هنا اي حقيبة ‏ستُسند الى الارمن، واي حقيبتين ستُسندان الى الدروز، ولمن ستؤول ‏الحقيبة “الدسمة” هل لوليد جنبلاط ام لطلال ارسلان، واي حقيبتين ‏ستكونان من حصة تيار المردة، واي حقيبة للحزب القومي، واي حقيبة ‏اساسية ستُسند الى الشيعة (من حصة حزب الله) الى جانب المالية. ‏فالمسألة ما زالت “مخربطة”، اضافة الى المسألة الجوهرية التي ‏تتصل بالثلث المعطّل، والذي لم ُعن الطاولة بعد.‏
‏ ‏
الاسماء
‏ ‏
وعلمت “الجمهورية”، انّ الرئيسين في لقاء الامس، تباحثا بشكل اولي ‏بعدد من الاسماء، على أن يعودا الى استكمال البحث فيها في اللقاء ‏المقبل، بعد ان يكون كل طرف قد حدّد موقفه من هذه الاسماء، ‏وخصوصاً انّ من بينها من يفترض ان يكون توافقياً بين الرئيسين.‏
‏ ‏
وفي هذا السياق، اعربت مصادر سياسية عن خشيتها من ان تشكّل ‏الاسماء سبباً لتأخير اضافي في تأليف الحكومة، جراء ما سمّتها ‏المصادر “الفيتوات المسبقة” التي يطرحها الفريق الرئاسي على ‏بعض الاسماء، وعلى وجه الخصوص ما يتصل بوزارة المال. وهو أمر ‏يبدو وكأنّه يستفز طرفاً بعينه، وتحديداً الرئيس نبيه بري الذي لا يقبل ‏بأن يُفرض عليه اسم معيّن، كما لا يقبل أن يصادر اي كان حقه في أن ‏يسمّي وزيره للمالية.‏
‏ ‏
‏48 ساعة
‏ ‏
وقال مرجع مسؤول مواكب لمشاورات التأليف لـ”الجمهورية”، “بناءً ‏على ما ما توفّر من معطيات فإنّ تشكيل الحكومة ينبغي الّا يتأخّر ‏إلى ما بعد نهاية الاسبوع الجاري، وخصوصاً انّ الرئيسين عون ‏وميقاتي يصرّحان بأنّهما مستعجلان واقتربا كثيراً من التفاهم على ‏حكومة. لكن ما لمسناه حتى الآن لا يشي بقرب انفراج، لأنّ العِقد لم ‏تُذلل حتى الآن. وبالتالي فإنّ الامور معلّقة على الساعات الثماني ‏والاربعين المقبلة، واعتقد انّها فرصة كافية اذا كانت النيات صافية ‏وصادقة، لتذليل كلّ العِقد، وإن تأخرنا اكثر من ذلك فلا أمل بفرج ‏قريب”.‏
‏ ‏
آخر المعلومات
‏ ‏
وفي رواية لمصادر مطلعة، أن اللقاء بين عون وميقاتي انتهى الى ‏وضع لائحتين إسميتين بمجموعة من الأسماء لمجموعة من الحقائب ‏العادية، وإن مجموعة الأسماء المتداولة لبعض الحقائب وخصوصاً ‏للداخلية والدفاع ليست دقيقة، حتى أن إسماً لإحداهما لم يرد لا في ‏التشكيلة القديمة للحريري ولا في تشكيلة ميقاتي.‏
‏ ‏
كما عُلم أن حلولاً تم التوصل اليها لبعض الحقائب التي كانت تشكل ‏عقدة في اللقاءآت الاخيرة ومنها ما انتهت اليه اتصالات الساعات ‏الماضية: حقيبة الشؤون الاجتماعية تكرست من حصة رئيس ‏الجمهورية، ونال الاشتراكي حقيبة التربية بدلاً منها، وسجّل تهرّب كبير ‏من حقيبة الطاقة بعد تخلّي التيار البرتقالي عنها.‏
‏ ‏
وعرضت حقيبة الاتصالات على المردة والأشغال على “حزب الله” فلم ‏يردّ المردة جواباً بعد، وتخلّى “حزب الله” عن الصحة لميقاتي لقاء نيله ‏الأشغال.‏
‏ ‏
ولم تُحلّ عقدة اسم وزير المال يوسف خليل، فهو لا “معلّق ولا ‏مطلّق” وسط غموض في موقف بري من الإصرار عليه، أو لجهة ‏استبداله بأي شخصية أخرى.‏
‏ ‏
واتفق الرئيسان على عقد لقاء آخر في الساعات الـ 24 المقبلة بعد أن ‏يُنهيا اتصالاتهما.‏
‏ ‏
دخول اميركي
‏ ‏
وسبق اللقاء بين الرئيسين زيارة قامت بها السفيرة الاميركية في لبنان ‏دوروثي شيا الى كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، حاملة ‏دعوة الى التسريع في تشكيل الحكومة، ومحذّرة من أنّ التأخير ‏سيتسبب بأضرار اضافية على الشعب اللبناني.‏
‏ ‏
واعتبرت شيا أنّ “الشعب اللبناني يعاني، والاقتصاد والخدمات ‏الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار. إنّ كل يوم يمر دون وجود حكومة ‏تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة هو يوم ‏ينزلق فيه الوضع المتردي أصلاً أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية”.‏
‏ ‏
وتابعت: “تتشارك الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في تقديم ‏الدعم المباشر للبنانيين، وسنواصل القيام بذلك. وفيما أقف هنا، لديّ ‏زملاء يعملون على المساعدات التي أعلن عنها الرئيس بايدن ‏للمساعدة، حيث فشلت الخدمات الأساسية… هذه مسؤولية الحكومة، ‏لكننا نعلم أنّ الشعب اللبناني ليس بإمكانه الانتظار”.‏
‏ ‏
واضافت: “نحن نحث الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح ‏على وضع المصالح الحزبية جانباً. لقد رحبنا بإطار العقوبات الجديدة ‏التي اعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، ‏وستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير ‏المناسبة”. وختمت شيا: ” لبنان يحتاج إلى قادته لاتخاذ إجراءات إنقاذ ‏عاجلة، وهذا لا يمكن أن يحدث دون حكومة ذات صلاحيات تركّز على ‏الإصلاح وتبدأ في تلبية احتياجات الشعب وتباشر العمل الجاد من أجل ‏التعافي الاقتصادي”.‏
‏ ‏
تضامن فرنسي
‏ ‏
من جهتها، أعربت فرنسا عن تضامنها التامّ مع ذوي ضحايا الانفجار ‏الذي وقع أمس في منطقة عكار ومع المتضرّرين منه. وتقدّمت ‏بأخلص تعازيها إلى ذوي الذين قضوا فيه.‏
‏ ‏
وأشارت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، إلى أنّ “فرنسا ستؤازر ‏اللبنانيين في مواجهة هذه المحنة الجديدة التي يجب الكشف عن ‏جميع ملابساتها”‏
‏ ‏
كما دعت “جميع القادة اللبنانيين إلى الاسراع في اتّخاذ القرارات التي ‏يتطلبها النهوض بالبلد في أسرع وقت ممكن”.‏
‏ ‏
مجلس الكنائس
‏ ‏
ورأى مجلس كنائس الشرق الأوسط في بيان، أنّ “الحال التي وصل ‏إليها الوضع وتوجت بكارثة الانفجار والحريق في منطقة عكار، ‏تستدعي اتخاذ تدابير غير عادية لمعالجة الظروف التي تخطّت ‏بأشواط ما يمكن وصفه بغير الطبيعي وغير المقبول”.‏
‏ ‏
وقال: “الفوضى العارمة التي تتسم بها مجريات الأمور اليوم، إن لم ‏تتم معالجتها بإجراءات جذرية، فإنّها قد تكون مقدّمة للتفكّك النهائي ‏للمجتمع والدولة، مما يؤول إلى ما لا تحمد عقباه ويحوله إلى جائزة ‏ترضية في أي تسويات دولية محتملة”.‏

زر الذهاب إلى الأعلى