أخبار لبنان

رئيس الحزب الأمين ربيع بنات في ذكرى الاستشهادية سناء محيدلي: لا منطقَ إلّا منطقَ القوةِ والمقاومةِ

وضع رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي الأمين ربيع بنات النقاط على الحروف، ومن احتفال في الشوف خرج بمواقف واضحة وحاسمة، من الحرب ومستقبل الحزب وموقفه

وجاء في الكلمة: إنْ بحَثْنا اليومَ بينَ الملايينِ من نساءِ الأرضِ لنْ نجدَ الكثيراتِ ممّن يشبهْنَ سناء محيدلي، سناء تلك الفتاةُ التي فجَّرَتْ نفسَها بعدوِّها سعيًا وراءَ حياةٍ أفضلَ لأبناءِ شعبِها وأمّتِها، سناء محيدلي ليسَتْ عابرةَ سبيلٍ على دربِ مواجهةِ الاحتلالِ في بلادِنا، بلْ هي محطّةٌ رسّخَتْ فكرةَ أنَّ الاحتلالَ لن يدومَ وأنَّ بقاءَهُ في كلِّ ساعةٍ مهدّدٌ، هذا البقاءُ مهددٌ من أيّةِ فتاةٍ أو أيِّ شابٍ من أبناءِ بلادِنا مستعدٍّ للتنازلِ عن حياتِهِ مقابلَ أن يوجِعَ العدوَّ وأن يُفقدَهُ العشراتِ من عناصرِ جيشِهِ، سناء ليسَ مثلَها كُثرٌ في بلادِنا، ووجودُها مستمرٌّ منذُ قرّرَتِ القيامَ بعمليّةٍ استشهاديةٍ تشبهُ حزبَها، الحزبَ السوريَّ القوميَّ الاجتماعيَّ، هذا الحزبُ وفي كلِّ المحطاتِ، منذُ استشهادِ زعيمِهِ، قرّرَ العملَ والتضحيةَ والقتالَ من أجلِ حياةٍ أفضلَ لأمّةٍ تعاني منذُ كانَت.

وأضاف بنات: اليومَ، نحنُ في الشوفِ، ومنَ الشوفِ خرجَ أبطالٌ إلى جبهةِ الجنوبِ كما خرجَتْ ابنةُ غريفة ابتسام حرب عام 1985، يقاتلونَ بصدورِهِم وعقولِهِم وكفاءاتِهِم واختصاصاتِهِم العسكريّةِ والميدانيَّة، يقاتلونَ جيشَ الاحتلالِ في مشروعٍ عنوانُهُ واحدٌ: تحريرُ فلسطينَ ومختلفِ الأراضي المحتلّة، الآنُ هؤلاءُ على الحافةِ الأماميّةِ ونحنُ هنا في الشوفِ على منبرٍ خطابيٍّ لنقولَ: أننا بفضلِ هؤلاءِ الأبطالِ نقاتلُ في ساحِ الجهادِ، نتحمّلُ مسؤوليّاتِنا، نقومُ بواجبِنا ولسنا بمتنازلينَ عن هذا الأمرِ مهما كانَتِ التضحياتُ كبيرةً، نحنُ حزبٌ في نشأتِهِ مقاومٌ وذلك منذُ استشرفَ زعيمَهُ المخاطرَ الكبيرةَ التي تحيطُ بأمّتِنا، فأطلقَ مشروعَ التحريرِ والتحررِ: تحريرِ الأرضِ وتحررِ الانسانِ من الموروثاتِ السيئةِ كالخضوعِ لإرادة الأجنبيِّ أو الاستسلامِ لمنطقِ الظالم، هذا الظالمُ وما ينتجُ عنْهُ من ظلمٍ نراهُ اليومَ يعبثٌ في فلسطينَ، ونراهُ في كافّةِ جوانبِ الانحطاطِ والانحلالِ في الموقفِ والأخلاقِ،فمَن منا لا يفزعُ لفلسطينَ ويستنفرُ لفلسطينَ ويستشهدُ لنصرةِ فلسطينَ، فهي مسألةٌ محقةٌ وأرضٌ محتلةٌ تُمارَسُ بحقِها أفظعُ جرائمِ القتلِ والإبادةِ والتطهيرِ والتجويعِ والإجرامِ والتشريد.

وتابع: أمامُ ما يحصلُ لا منطقَ إلّا منطقَ القوةِ والمقاومةِ، فهما القولُ الفصلُ في استعادةِ الحقوقِ ورفعِ المظلوميةِ والاحتلالِ عن فلسطينَ وشعبِ فلسطين، والمفارقةُ في ذلك أنّ المقاومةَ تحمي وتساندُ فلسطينَ في حينٍ تقومُ بعضُ الأنظمةِ بحمايةِ العدوِّ ودعمِهِ: هذا الأمرُ عارٌ لا نقبلُ بِهِ ولا نوافقُ عليهِ ولا قدرةَ لهُ على إحجامِ شعبِنا عن ممارسةِ كلِّ فعلٍ يستعيدُ من خلالِهِ الحقَّ وذلكَ بالقوّةِ وبكلِّ الوسائلِ المتاحةِ، لذا لا يمكنُ لنا نحنُ أن نتنازلَ عن موقفٍ مبدئيٍّ واحدٍ لهُ علاقةٌ بفلسطينَ وبالمقاومةِ، ومستعدونَ دائمًا لدفعِ الغالي والنفيسِ مقابلَ قناعاتِنا المبدئيةِ النابعةِ من فكرِ زعيمِنا الذي أرساهُ بالدمِ، ولا يمكنُ أن نتراجعَ عن مستوى التضحيةِ هذا ولو خطوةً واحدة، في غزّةَ وقفَ العالمُ ينتظرُ سقوطَ المقاومةِ، وتحدّثَ العدوُّ وإعلامُهُ طوالَ خمسةِ أشهرٍ ونصف عن اليومِ التالي للحربِ، ليتّضحَ أنَّ اليومَ التالي هو اليومُ الذي ينسحبُ فيه جيشُ الاحتلالِ من المدينةِ ويعودُ عناصرُ المقاومةِ وأبطالُها للانتشارِ من جديدٍ، كلُّ أهدافِ الحربِ التي أعلنَ عنها العدوُّ لم يتحقَّقْ منها شيءٌ، بينما المقاومةُ نجحَتْ بالحفاظِ على الأسرى ونجحَتْ بإلزامِ الاحتلالِ على الانسحابِ من بعضِ المناطقِ التي دخلَ إليها، وتلزمُهُ اليومَ بالتفكيرِ مرّتيْنِ في إطلاقِ عدوانٍ على رفح سيكبّدُهُ المزيدَ منَ الهزائم، وليسَ بعيدًا عن غزّةَ، ردَّ الحرسُ الثوريُّ والجيشُ الايرانيُّ في عمليّةٍ عسكريّةٍ كبيرةٍ ومعقّدةٍ ألغَتْ نظريّةَ الردعِ لدى العدوِّ، وألغَتْ فكرةَ الأمنِ والأمانِ في الأراضي المحتلةِ، وأكّدّتْ أنّ لكلِّ فعلٍ ردَّ فعلٍ أقسى وأقوى، ردُّ فعلٍ يثبّتُ حقَّ الشعوبِ بالدفاعِ عن نفسِها، وما فعلتْهُ إيرانُ فجرَ الرابعَ عشرَ من نيسان أظهرَ أنَّ الكيانَ الذي كانَ يتغنّى أنّهُ يستطيعُ أن يقضِيَ على الجيوشِ العربيةِ بثلاثِ ساعاتٍ احتاجَ للحمايةِ من جيوشٍ متعدّدةٍ في المنطقةِ للدفاعِ ولردِّ الأخطارِعنه، إنّها معادلةٌ جديّةٌ ترسمُ مسارًا مؤكدًا أنَّ زوالَ هذا الكيانِ أصبحَ مسألةَ وقتٍ ليسَ إلّا، فالتضحياتُ الكبيرةُ التي يقدّمُها شعبُنا الفلسطينيُّ في صمودِهِ الأسطوريِّ وتضحياتُهُ الاستثنائيةُ وشجاعتُهُ المطلقةُ ووقوفُ جميعِ القوى الحيةِ في اليمنِ والعراقِ والشامِ ولبنانَ وايرانَ سيثمرُ نصرًا قادمًا محتمًا.

وتابع رئيس الحزب: لسناء ومالك وهبي في ذكراه وحزبِ سناء ومالك ووسام وكلِ الشهداءِ والأبطالِ نؤكّدُ أنّنا حزبٌ مقاومٌ ووحدويٌّ ولسنا ممرًّا لحربٍ أهليّةٍ واقتتالٍ داخليٍّ يحلمُ بِهِ البعضُ ولن يتحقًّق، ولذلِكَ، في هذا الإطارِ، نعلنُ أنّنا لدينا ملءُ الثقةِ بالأجهزةِ الأمنيّةِ والقضائيّةِ اللبنانيةِ في أيِّ حادثٍ يحصلُ على الأراضي اللبنانيةِ، وأنّنا كحزبٍ تحتَ سقفِ الدولةِ والقانون ِ، ولا نسمحُ لأيٍّ كانَ بأخذِنا نحو لعبتِهِ الداخليّةِ التي لن تمرَّ بفضلِ الحريصينَ والوطنيين الذين يقفون سدًا منيعًا بوجهِ الفتنويين والتقسيميين، وللسياديينَ الجددِ نقولُ أنّ الحرصَ على انتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ يكونُ بالعملِ والتضامنِ والتكافلِ بين جميعِ القوى والشرائحِ والفعالياتِ خدمةً لمصلحةِ لبنانَ لا ترجمةً لرغباتِ خماسيةٍ او ما شابه لأنّ الرئاسةَ هي موقعٌ جامعٌ ووطنيٌ لا يمكنُ تحويلُهُ الى غرضٍ بوجهِ المقاومةِ ومحيطِنا القومي لأنَ في ذلك فخًّا يوقعُ البلدَ في المحظور وفي الهاوية، في ذكراكِما يا عروسَ الجنوبِ سناء ويا نسرَ البقاعِ مالك نعاهدُ دماءَكُما الطاهرةَ التي عبّدَتْ طريقَ المقاومةِ عزًا وبطولةً وعنفوانًا، إنّنا على خطاكُم ثائرون نحوَ هدفِنا المنشودِ متسلحينَ بإرادةٍ أنتم أحرفُها وأبجديتُها فلنْ نحيدَ عن جهادِنا ونضالِنا حتى تحقيقِ النصرِ وتسليمِ أعدائِنا بحقِّ أمّتِنا وشعبِنا، فلا مساومةَ على دمائِكم أيها الشهداءُ لأنّكم زادُنا وشعلتُنا في عملِنا الدؤوبِ ومقاومتِنا المستمرةِ، ومن منبرِ سناء والشهداءِ منبرِ الحزبِ القوميِّ نتوجهُ الى غزةَ العزةِ التي نستمدُ منها العزيمةَ والبطولةَ والمعنوياتِ والإرادةِ، الى شعبِ غزةَ الذي أعلنَ النصرَ قبل انتهاءِ الحربِ والذي سطّرَ صمودًا أسطوريًّا بوجهِ آلةِ القتلِ والوحشيةِ والهمجيةِ ودفعَ كلفةً عاليةً وغاليةً في الأرواحِ والأرزاقِ، والى مقاومةِ غزةَ البطلةِ التي كسرَتْ هيبةَ العدوِّ وغطرستَهُ وعنجهيتَهُ، لكم جميعًا منا العهدُ والوعدُ ان نبقى معكُم في المواجهةِ وفي الصراعِ والكفاحِ المستمرِ اليوميِّ وعلى كافةِ المستوياتِ والمجالاتِ العسكريةِ الجهاديةِ المقاومةِ والثقافيةِ والسياسيةِ والاجتماعيةِ لتبقى مسألةُ فلسطينَ مسألةً قوميةً بامتيازٍ حتى استعادةِ كاملِ الحقوق، والعهدُ والوعدُ أيضًا لجنوبِ لبنانَ المقاومِ لبقاعِهِ وكلِّ ناحيةٍ منهُ، ففيهم خيرُ دليلٍ على حجمِ العطاءِ، فيهم شهداءُ أبطالٌ وقرى تواجهُ ومقاومةٌ تتألقُ في فنِ القتالِ ومقاومينَ مرابضينَ على تخومِ العزِّ حبًّا بفلسطينَ وإيمانًا بقضيتِها ودفاعًا عن كلِّ الأمّةِ.

وختم قائلاً: لا بدَّ أن نكونَ واضحينَ، أنّ مَن بدأَ مسيرةَ التحريرِ بالدماءِ سيستكمِلُها  حكمًا مهما كبُرَتْ أو تعاظمَتِ التضحياتُ ولن نحيدَ عن مشروعِ التحريرِ إلًا منتصرينَ وسنسيرُ على خطى الشهداءِ ولن نحيدَ عن تحقيقِ الهدفِ المنشودِ الذي هو تحريرُ فلسطينَ وكلِّ أراضينا المحتلّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى