بأقلامنا

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا

 

ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي كوراني..
علم من أعلام الجهاد والمقاومة مضى إلى ربه مطمئناً، كانت ساحته الأولى العراق والنجف الأشرف ثم الكويت وبعدها لبنان وبعد الإنتصار في إيران.. الإسلام والولاية، بجوار مقام السيدة المعصومة(عليها السلام).
وهو من علماء العلم والجهاد والسلف الصالح الذين كان لهم دوراً أساسياً في نهضة العمل الإسلامي قبل بداية السبعينات حيث تخرّج ببركة جهادهم عددا كبيرا من الأخوة المجاهدين الذين يتحملون اليوم مسؤوليات جسام في المسيرة الإسلامية والنهج المقاوم والمبارك في لبنان خصوصاً والعالم الإسلامي عموماً.
أذكره بالخير عرفاناً بالجميل …ووفاء لبعض عطاءاته.
لا أتكلم عن فكره، فكتبه ومؤلفاته وموسوعاته القديمة والحديثة تتحدث عنه، والعالم يعرفه … لا يمر إسبوع دون إطلالة فكرية له على وسائل الإعلام.
ولا أتكلم عن دوره … لأنه كبير عاش وشارك وعمل مع علماء كبار من أهل الجهاد والعمل، ممن كان لهم دوراً إستراتيجياً في الحركة الإسلامية والدعوة إلى الله وإستشهد الكثير منهم على أيدي الطغاة الظالمين أعداء الله والإنسانية، وبعضهم توفاه الله بعد جهادٍ طويل …
واكب الثورة الإسلامية المباركة في إيران والإمام الخميني المقدس منذ الإنطلاقة وكان متقدماً في الذوبان بمشروعها الرسالي ..
حبيب للمقاومة قد قدم فلذة كبده ياسر شهيداً في مسيرتها… وتابع داعماً بوفاء مع قيادتها ومجاهديها الذين أحبهم وأحبوه.
سيحفظ التاريخ والأوفياء هذا البيت الكوراني العاملي الطيب، من قم المقدسة حيث دفن الجثمان الطاهر لأخية العلامة المجاهد الشيخ حسين كوراني في مقام السيدة المعصومة (ع)، إلى ياطر جبل عامل، حيث إستراح العلامة المجاهد الشيخ على كوراني، وكلاهما له لمسات مهمة في تاريخ العمل الإسلامي روحيا وفكريا…
وستبقى هذه العلاقة الطيبة بين إيران الولاية ولبنان المقاومة والقدس العزيزة…
إنها دمعة وفاء لكم يا أبا ياسر ووداع… كيف إسترحت أيها المتوقد دوماً …!!
إنها أيام الألم والحزن والمصاب الجلل وقد فارقنا بحادث أليم بعدك ايها العزيز الرئيس المتواضع المجاهد السيد ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان واخوانهم الأكارم … وأنقل هنا ما كتبه الشهيد المجاهد الرئيس رئيسي قبل إستشهاده عن العلامة الكوراني، مكتفياً بشهادة الشهيد قائلا:
بسم الله الرحمن الرحيم
“إذا مات المؤمن الفقيه ثُلِمَ في الإسلام ثُلمة لا يَسُدّها شيئ”
تسببت وفاة العلامة التقي العلامة علي كوراني، الباحث والكاتب اللبناني البارز ومدير مركز “أبحاث المعجم الفقهي” الراحل، في حزن وأسى.
هذا رجل الدين المجاهد والمجتهد، ذو الحضور الفاعل في مختلف المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية، قضى سنوات طويلة من حياته الكريمة بالإضافة إلى شرح ونشر التعاليم الإسلامية، والقيام بالأنشطة الاجتماعية والخيرية، بما في ذلك بناء المساجد، والمستشفيات، وإنشاء المراكز العلمية وعلم وترك أعمالا خالدة ستكون بالتأكيد أمتعة ثمينة لمستقبله.
وأعزي بهذا المصاب الحوزات العلمية وعلماء إيران ولبنان وأصدقاء الفقيد وأهله، ومن باب الله تعالى أدعو لهم برفعة الدرجات ون يكونوا مع الصادقين القديسين الإلهيين. إنتهى.
أخيرا، سلامي للشهداء في المسيرة ولك محبتي …
إنها دمعة على فراق الأحبة، أهل العطاء والعمل…
عزائي لمجاهدي حزب الله ولآل العالم الجليل الراحل..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى