بأقلامنا

اخر ما كتبه الشاعر الشهيد سليم النفار

ليلٌ لا يُشبه ليل الناس
الليلُ هنا، لا يُشبه ليلَ الناسْ
نحنُ الآنَ بلا نومٍ
يا أسياد النومِ العربيِّ؛
فالنَّارُ هنا من أخمصِ أرضيَ حتى الراسْ
الوقتُ يمرُّ ثقيلاً
محقوناً بدميْ
برحيقِ الأنفاسْ
و أنا أركبُ خيلَ الحلمِ
وأفتشُ عن نرجسةٍ في حقلِ الآسْ
الليلُ هنا، لا يُشبهُ ليل الناسْ
في شرفتهمْ أكوابٌ مختلفةْ؛
ومساقاتٌ لحديثٍ مشغولٍ بمسرّةْ؛
وقصيرٌ ذاكَ الليلُ، فليس بهِ حرّاسْ
لكنْ:
الليلُ هنا مخطوفٌ من ليلٍ
لا يزرعُ فينا غير الخوفِ ، وغير الوسواسْ
لا شرفةَ في بيتي تفتحُ ضوء الشمس
مسروقٌ صبح مدينتنا
فرح الأطفالِ ، ونومي مسروقٌ
تَعبٌ من نارٍ تطفحُ بالحقدِ
لكنْ:
مازلتُ على أملٍ
لا أظهرُ عندي فزعاً للأولادْ
رغم الأوجاع المدفونةِ في صدري
أو أصداءِ الخنّاسْ
حين يجنّ القصفُ المجنونُ
لا أعرفُ إنْ سقطت نافذةٌ
أو أنَّ يدي ضربتْ رمل الوقتِ بلا أجراسْ
فالليلُ هنا، لا يُشبه ليل الناسْ
الناسُ تنامُ وتصحو، على وقتٍ في حبر أجندتها
لا ضيرَ بأنْ تعبثْ: في هامشِ جدولها
تلهو من كدرٍ، فتؤجلُ ضحكتها
لكنْ:
في غزةَ لا تأمنَ أنْ تلهو بالوقتِ وبالإحساسْ
هزَّاتُ الأرضِ قويةْ ،
تكسرُ” ريخترْ” لو حاولَ أيَّ قياسْ
وحشٌ منفلتٌ من عصرِ حضارتنا
لا يُشبه أيَّ الأجناسْ
موهومٌ بالقتلِ،
وكأنَّ دمَ الأطفالِ يُديمُ خرافاتِ العرشِ
في الخوذاتِ الفاسدةِ
أيَّ سماءٍ ترجو
أيَّ فضاءٍ تعلو
أيَّ مواتٍ تدنو؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى