بأقلامنا

” ٣ أيام وعقدان “وثائقي تاريخي مغاير وجب تسويقه…وحان تجسيد كبارنا درامياً بقلم //جهاد أيوب

 

تعتبر الأعمال الوثائقية الجزء المهم في صناعة ما حدث في التاريخ، وقد تنبه إليه إعلام محور معاكس لتطلعات محور المقاومة، وأخذت بتنفيذ الكثير من الوثائقيات التي تشوه حقائق رموز مهمة وراية للأجيال، وقد تفوقت في استخدام التسويق الإعلامي، وصنعت أفكارها الشيطانية بذكاء!
ولا غرابة من تلك الفعلة ما داموا يستمرون بأفكارهم المعاكسة لكونهم يؤمنون بالحرب الإعلامية، وبأن الفن جبهة تصنع الانتصار قبل المعركة، وما يطرح عبره سيكون استمرارية الطعن التشويه التزوير حتى يصبح هذا الطرح الكذبة حقيقة مع الزمن والوقت لكون الأجيال لا تقرأ، وتعمل وتأخذ بما هو مطروح أمامها!
إلى الآن لم يقدم محور المقاومة حقائق وحقيقة عن صناع انتصاراته، ويترك الطرف العدو ينفذ ما يحلوا له من تزوير لشخوص قادة، واخرها ما نفذ عن القائد البطل عماد مغنية، والإسائة لدوره وحياته الشخصية والاجتماعية، واكتفينا بالرد عبر السوشال ميديا بهجوم لا يليق بسيرة البطل، وهجومنا العشوائي أكد صحة كذبتهم، وذاك العمل الشيطاني ومع الأيام سيصبح تاريخاً موثقاً عند كل من يرغب بدراسة الشخصية المعنية رغم ما يشوب العمل من كذب ودجل وتشويه!
الموضوع يتطلب وقفة مطولة، فقط أشير أن يوم اغتيل إمام العدالة علي بن أبي طالب في المسجد قيل في دمشق :” وهل كان يصلي علي”؟!
وحتى اليوم المجاهد أدهم خنجر يعتبر في بعض الكتب سارقاً وفاسداً!
أقصد حان الوقت لتقديم قادتنا، وتاريخنا بأفضل ما يكون، وبحنكة، وبدراية فنية أدبية وإعلامية معاصرة!
وقليلة هي الأعمال التي تمثلنا بذكاء، وربما نادرة، ونكتفي بتقديمها عبر وثائقيات نشاهدها نحن، ولا نعرف تسويقها، وليست وثائق للتاريخ، بقدر ما هي حشو إعلامي!
ومنذ اسابيع قدمت قناة المنار تجربة رائدة في وثائقي مهم ” ٣ أيام وعقدان” وجب أن نقف معها، ونشجع على اعادة الفكرة المنهج بذات الاسلوب الذكي، لذلك تعتبر السلسلة الوثائقية “٣أيام وعقدان” من أنجح ما قدم حتى الآن عن انتحار واندحار العدو الصهيوني عام 2000 عن الأراضي اللبنانية!
رسائل سياسية اجتماعية مقاومة قدمت بذكاء دون لغة مباشرة أو متعمدة.
بساطة في الطرح، وكلام من الناس البسطاء فيه عمق الحضور.
لقاءات مع قادة ومسؤولين خارج التنظير والتعالي.
عمق في المعلومة.
سلامة في الطرح والمعالجة.
وتعمد العمل على أن تكون الصورة حالة عميقة في الحدث وهي شريكة، وخلفية أعمق من الكلام، هنا الصورة جاءت واضحة ومشبعة.
هذا العمل يجب تعميمه، وتقديمه بكل المناسبات، وتسويقه في المدارس المعاهد الجامعات والنوادي، ومناقشته كتسويق في السهرات التي اشبعت بالثرثرات السياسية، والغاية من ذلك أن نشارك اهلنا بأن للفن دوره الريادي لا ان يستمروا بالتلقي ومن ثم النق والنقد، رد فعل للتطاول علينا، ومن ثم الجلوس ومشاهدة ما يصنعه لنا عدونا عن تاريخنا الذي صنعناه دون أن نعرف تقديمه…!
كان المطلوب أن تقام لهذا الوثائقي حملة إعلامية ذكية وواسعة، وليس الاكتفاء بإعلان المحطة، أو تقديمه خلسة في زحمة سياسية واجتماعية حرجة، وبالطبع لا يوجد سوء نية، ولكن جعل الظروف التي نعانيها تتحكم بنا وبما سنقدم قد تعيق الانتشار لهكذا أعمال قيمة وقامة في صناعة التاريخ!
إن تقديم هكذا أعمال هو مطلب ضروري الآن، ويكفينا ما هو يعاد ويتكرر في الكلام السياسي، والتنبه إلى دور الفن، وتحديداً في الدراما التي تساهم في سياسة تاريخ يصنع التاريخ، وما المانع من أن نجسد دور اشخاصنا الكبار في دراما تلفزيونية سينمائية خارج التقريرية والمباشرة؟ ولماذا نخاف من أعمال درامية تشبهنا، ومن صناعة رموزنا؟!
علينا تقديم حقيقتنا ومن نفاخر بجهودهم بذكاء خارج التنظير والفوقية المقيدة بتعالي المرحلة التي نخافها دائماً!
الدراما فن الإقناع، وحكاية تدخل بواطن ذهن المشاهد تاركة أثرها دون أن يشعر، ومع الوقت ترتب وتنظم التاريخ والزمن فيه، وما ينفذ اليوم سيوقف التاريخ عنده! إن شخوص أبطالنا كثر، وعلينا نفض الغبار وعدم الإهتمام بزعل هذا وغضب ذاك ما دامت قناعتنا بأبطالنا لا نخجل منها!
“٣أيام وعقدان” سلسلة وثائقية يجب أن نقف عندها، وندعم هكذا أعمال فنية خارج عقدنا او تطلعاتنا الضيقة، والسير إلى فكرة المنافسة، ومنافسة الذات لكوننا نمتلك الحكاية القصص والأرض والبطولات والحضور وبصمات من قاوم وصنع التاريخ لا تزال حية وتؤثر فينا!
ما طرح في ” ٣ أيام وعقدان” مشوق، دراسة عميقة قدمت بسلاسة وبذكاء دون المبالغات، وواقعيتها يبنى عليها صناعة التاريخ، والتاريخ كما تقدمه يصنع الأجيال…لذلك يجب إعادة هذه السلسلة مع حملة إعلامية ضخمة ولا يعيب الإعادة، والأهم يتطلب تكريم فريق العمل، وتشجيع من يعمل على هذه النوعية من الوثائقيات التاريخية الحقيقية خارج التشوية الإعلامي الذي تُحارب به الحقيقة وانجازات المقاومة والتاريخ الذي يكتبه غيرنا ونحن نصنعه، ونجلس في منازلنا لنشاهد ما يزوره عدونا عنا!
يكفينا تلقي الضربات الإعلامية…وسنتلقى!

زر الذهاب إلى الأعلى