بأقلامنا

ثقافة نجاح الأعراب وتكاثرهم!! بقلم//جهاد أيوب

قد ننظر، ويطول الكلام حول واقع أمة الأعراب، وقد نتحامل على كل انجازاتهظم في استمرارهم بتكملة العدد، ولكن علينا حينما ننتقد مراحل في التاريخ أن نعترف بالآخر، ونضوي على حضوره، ونقارنه في حركة الحياة، حينها نستطيع أن نكون منطقيين، ومفيدين!
ان العمق في دلالات الرأي، يدفعك إلى التفكير، والتفكير يوصلك إلى وجهات نظر، ووجهة النظر تفرض عليك التركيز والفهم والتموضع والاختيار والمقارنة رغم واقعية الوصف!
وفي قراءة سريعة لتاريخ وتواريخ الأعراب الذي يكتب عنهم، وكتب بالمال والمصالح، ولا يزال يكتب من قبل الغير علينا أن نعترف أن بعض بلادهم مستقرة نوعاً ما، والحقيقة هي أن هؤلاء “الأعراب” نجحوا أو حققوا الكثير من النجاح في النهاية، وفرضوا فكرة “بعد حماري ما ينبت حشيش”، ومزارعهم اماراتهم دولهم تُقصد للأمان والرزق والعمران، وإعلامهم رغم عدم اتفاقنا معه، ورغم انخراطه بالمشروع الصهيوني هو الاقوى والمسيطر، ويستطيع اختراع الكذبة ويصدقها!
واقتصاداتهم الهشة في الواقع حاضرة وبقوة، صحيح مرتبطة بالقرار الاميركي لكنها موجودة، ومؤثرة، وتتحكم بالمجتمع والانظمة، وبالارض العربية.
و شعوبهم التي تعلمت، وخرجت في بعثات دراسية إلى بلاد الغرب رجعت إلى دولها بدلاً من الاستقرار في الغربة كما حال دول تحمل لواء معاكس لدول الأعراب، وما أن يخرج شبابها ليتعلم في الغرب حتى يتخلى عن بلاده، ويسارع بالزواج من فتاة غربية ليضمن العيش خارج بلاده بحجة تأمين متطلبات العيش كإنسان.
في المفهوم العام دول الأعراب تموضعت في مكنوناتها، وهذه دول ناجحة، ولم تفشل أو تتهاوى بينما دول التقدم، والقضية، والتنظير، والثقافة المسؤولة، واليسار سقطت و ترنحت ذات اليمين وذات الشمال!
“الأعراب” انتصروا في الحرب العربية الباردة اختلفنا معهم أو توافقنا، ولكن علينا أن نسأل لماذا، وكيف؟
نعم الأعراب نجحو، ولكنهم صنعوا دول كرتونية، لا تتمكن من الوقوف أمام أصغر عاصفة، وكونوا جيلاً من فراغات الفكر، ولا ثقافة لديه، ولا يفيد في صنع التطور بمختلف فنونه وانواعه الطبية والسياسية والتكنولوجية والفكرية، بل هو المستهلك الأول لما يصنعه غيره، ولا صفحات لديه تؤثر في حضارة المستقبل، ولا ينظر إليه إلا من باب أن لديه أموالاً نغرف منها ونشتمها، ونبتعد عنها، والدليل أن كل من يعمل في ديار الأعراب يخرج شاتماً حاقداً ولا يلتفت، ويُكون صورة مخيفة عن ذاك المجتمع!
ومن الناحية الثقافية مجتمع الأعراب لم يصنع ثقافة عميقة تفرضه في قاموس الأمم، لا شعراء يجددوا الفكر، ولا غناء يترك بصمة ويحرك المشاعر، ولا مسارح هادفة ومتطورة رغم كثافة المهرجانات وفخامة البناء، ولا مقدرة على تقديم سينما ملفتة، والكتاب مغيب، والرواية ثرثرة هجينة، وبرامج التلفزة قشور من دعارة الحلم الشاذ…وهذا ولد مجموعات داعشية منتشرة في كل مرافقهم، دواعش ارهابية درست في بلاد الغرب، وعادت محملة انفصاماً لا تحسد عليه، فهي غير قادرة من حمل شعار الغرب، وغير متمكنة من تنفيذ وعود حجرية غير متحركة!
استطاعت أنظمة الأعراب أن تنجح في الاستقرار على عكس دول مشابهة في اللغة وليس بالنظام، وهذا الاستقرار جاء من خلال حاكم بالأمر، وهذا الحاكم قرر التصالح مع مغتصبه ومحتله ومستعمره، وفتح قنوات سياسية ودبلوماسية واقتصادية وتجارية، واليات دعم مخابراتية مع الصهاينة وتوابعها، لذلك سُمح له بالنجاح ما دام كل وجوده يمر عبر قنوات صهينة العالم أي النظام الأميركي!
اما البديل عن الأعراب كاليسار وما شابه لم يستطيع استغلال ثغرات الخصم، ولم يتمكن من صنع مجتمع مثقف، ومتعلم، وقادر على المواجهة، وظلت حركته الابداعية فردية وليست مؤسساتية، ليصبح مثل الأعراب في الحمرنة والديكتاتورية!
قد يبرر بعض اليسار فشله في البناء التربوي، والاقتصادي، والإعلامي إلى صراعه مع الرأس مالية وفلسفة الأنظمة الصهيونية ووجود إسرائيل، ولكن هذه شماعة لتبرير الفشل، والدليل تلك النافذة الصغيرة التي خرجت من اصغر بلد في العالم، وإسمها ” مقاومة”، وغيرت المفهوم العام في تطبيق الأنظمة، وأعادت ترميم سياسة الأعراب والغرب، ولكن علينا ان نسأل ما بعد المقاومة، وهل نجحت المقاومة في تأسيس ثقافة وسياسة للأجيال المقبلة؟، وما العائق في تحقيق ذلك؟…هذا يتطلب قراءة ثانية من خارج هذا المقال!
إن سبب فشل الأعراب وبعض اليسار في ترك الأثر المستقبلي مهما نجحا مرحلياً يعود إلى أنهما لا يصنعان التاريخ، ولا يكتبانه بل يُكتب لهما، وهما خدم في السياسة الغربية، والكرامة لديهم لعبة تؤجل، والدين سياسة المصلحة، والتواجد مادي يخدر مجتمعه بالجنس، وبالتغني بحرية المرأة والفرد، والمطالبة بأمور دنياوية هامشية كالسماح للمرأة بقيادة السيارة، أو بالزواج العرفي، والزواج المثلي!!
الاعراب يتكاثرون، ويتناكحون وخيرات ارضهم للغرب، وغالبية من هم في النظام اليساري يتغنون بالحريات في الكتب، وحينما يصلون إلى الحكم تكون عيونهم على عيشة الأعراب!

زر الذهاب إلى الأعلى