بأقلامنا

العقل الاستراتيجي للمرجع الديني الراحل السيد محمد حسين فضل الله: عن المؤسسات والمراكز الدينية والعمل الانتاجي والتفكير للمستقبل بقلم قاسم قصير

كلما ازور منطقة جبيل او طرابلس او البقاع او الجنوب ودون انسى بيروت وجبل لبنان وامر على المراكز والمؤسسات الثقافية والدينبة والصحية والتربوية والانتاجية والاجتماعية التي اشرف على بنائها المرجع الديني الراحل السيد محمد حسين فضل الله اشعر بأهمية العقل الاستراتيجي الذي كان يتميز به ورؤيته الخاصة للمستقبل.
فهو عمد الى بناء المؤسسات والمراكز الدينية حيث هناك حاجة ضرورية لابناء المنطقة كما حصل في جبيل من بناء مسجد ومدرسة وكما حصل في بكمرا قرب طرابلس حيث بنى مسجدا ومركزا ثقافيا وصولا الى مبرة الهرمل ومدرسة رياق والمدارس والمبرات والمراكز الصحية في جويا والعباسية وصور والبقاع الغربي وبعلبك وكفر جوز قرب النبطية وبنت جبيل والخيام ومعروب وكذلك مؤسسة الهادي للصم والبكم وذوي الحاجات الخاصة ومستشفى بهمن ومراكز التاخي الطبية وسابقا جمعية التاخي في النبعة ومكتب الخدمات الاجتماعبة والذي اصبح اسمه مؤسسة السيد فضل الله للخدمات الاجتماعية وقناة الايمان واذاعة البشائر والمعهد الشرعي للعلوم الشرعية ومجلة احمد ومجلة الحكمة ودار الحدائق ودار الملاك ورابطة اصدقاء المسجد ومشروع قرية الساحة التراثية ومحطات الايتام والمركز الاسلامي الثقافي في حارة حريك والذي يضم مكتبة ومسجدا وقاعة الزهراء للاحتفالات وقاعات لتدريس القران والمطالعة وكذلك جامعة المبرات وغيرها الكثير الكثير من المؤسسات المتنوعة التي تلبي كل الحاجات وتصل الى كل المناطق اللبنانية اضافة لرعايته كل مؤسسات العمل الاسلامي دون ان يميز بين مؤسسة واخرى حيث كان له بصمة مباشرة في كل مؤسسة صحية او اجتماعية او تربوية او ثقافية اضافة لمواكبة كل الحركات الإسلامية في لبنان والعالم العربي والإسلامي وفي بلاد الاغتراب ودعمه للشعب الفلسطيني وعلاقته الاستراتيجية بالجمهورية الاسلامية الايرانية .
كل هذه المؤشرات تؤكد ان السيد محمد حسين فضل الله كان يتمتع برؤية استراتيجية وهو يعمل للمستقبل ويخطط لسنوات طويلة من اجل مواكبة العمل الاسلامي والدليل على ذلك انه بعد حوالي اربعة عشرة سنة على رحيله وعلى ابواب احياء هذه الذكرى في الرابع من تموز المقبل من كل عام نشعر ان حضور السيد لا يزال قويا بافكاره وطروحاته ومواقفه وخصوصا اليوم في ظل ما يجري في فلسطين وفي غزة والتفاعل العالمي مع القضية الفلسطينية وهو كان يدعو دوما لتقديم كافة أشكال الدعم لهذه القضية ويعتبرها القضية المركزية للامة كلها .
هذا العقل الاستراتيجي نحتاجه اليوم على صعيد العقل العربي والإسلامي كي نواكب المتغيرات والتطورات التي تحصل في العالم ونحتاج ان نكون حاضرين في كل الساحات كي نلاقي الطلاب والمفكرين والناشطين الذين يدعمون القضية الفلسطينية.
رحم الله سماحة السيد وحفظ الله كل الذين يواصلون مسيرته ولا سيما نجله العلامة السيد علي فضل الله ونجله الدكتور السيد جعفر فضل الله واخوانه في جمعية المبرات الخيرية وفي كل المؤسسات التي اسسها واشرف عليها وكل العاملين في المشروع السياسي والفكري والجهادي الذي رعاه حتى لو لم بكن باسم جمعية المبرات او المؤسسات الخاصة به.
لان كل من يحمل عقلا اسلاميا منفتحا وحرا وحواريا وعلى تواصل مع الجميع ويدعم قضايا الحرية والاستقلال هو يمثل تيار السيد فضل الله رحمه الله.

زر الذهاب إلى الأعلى