أخبار صور و الجنوب

بيانٌ صادرٌ عن اتّحاد المعلّمين في لبنان

الزّميلات والزّملاء

أورَدت بعض الصّحف الأجنبيّة الدّاعمة للكيان المحتل أخبارًا خطيرةً تدعو إلى إنهاء عمل وكالة الأنروا وتحويل مهامها الإغاثيّة إلى “برنامج الأغذية العالميّ” أو إلى”الوكالة الأميركيّة للتّنمية الدّوليّة”. وتترافق هذه الدّعوات مع حالة الحصار والتّضييق وحجب التّمويل الذي تتعرّض له الأنروا تحت ذرائع واهية وحجج مُضلِّلة.

إنّ هذه الدّعوات المشبوهة تتناقض تمامًا مع الأهداف التي أُنشئت من أجلها الأنروا بقرار أُمميّ، وتُمثّلُ اعتداءً صارخًا على حقّنا الأصيل في العودة إلى بلادنا التي هجرنا منها. كما أنّه ليس من مهام المحتل الغاصب ومن يدعمه أن يتلاعب في مصير شعبنا، لأنّ وكالة الأنروا تعمل بتفويض من الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة.

إنّ تمسّكنا بوكالة الأنروا لا يقتصر على البعد الخدماتيّ والإنسانيّ والإغاثيّ وهو اساسي لشعبنا، وإنّما على بُعدها السّياسيّ؛ كونها تُعتبر شاهدًا على نكبتنا ولُجوئنا واقتلاعنا من ارضنا ظلما وعدوانا، وكونها رافعةً للمطالبة بحقّ العودة، وكلّ ذلك بناءً على القرارات الدّوليّة التي أقرّتها الجمعيّة العامّة.

إنّنا نرفض كلّ ما جاءت به الصّحف الأجنبيّة الممولّة من آلة الإرهاب المحتل، وندعو الدّول إلى عدم التّساوق مع الأكاذيب الصّهيونيّة وادّعاءاتها المُغرضة، والى استئناف تمويلها لشعبنا الفلسطينيّ الذي يتعرّض لأبشع مذبحة يشهدها العصر الحديث، فضلًا عن أنّ قطع المعونات سيحرم آلاف الطّلبة من الالتِحاق بمدارسهم وسيُسبّب مجاعة مُرعبة لآلاف الأطفال في الأقطار الخمسة وبالأخصّ في قطاع غزّة.

إنّه كان من الأجدى لهذه الدّول أن تُضاعف تمويلها لوكالة الأنروا، وأن تكُفّ يد العدوان عن شعبنا الفلسطينيّ بعد أن أصدرت محكمة العدل الدّوليّة قرارها الذي دعَت فيه إلى تكثيف المساعدات الإنسانيّة لقطاع غزّة وتسهيل إدخال المساعدات من دون قيدٍ أو شرط.

إنّنا نُناشد الدّول الكبرى، والدّول العربيّة، والدّول الإسلاميّة، والمُؤسّسات الدّوليّة إلى تضافر جهودها من أجل إغاثة شعبنا الفلسطينيّ وإيقاف حرب الإبادة الوحشيّة التي لا تزال مستمرّة بعد أربعة أشهرٍ، والى محاسبة العدوّ الصّهيونيّ على جرائمه، وإلى رفع يده عن تدخّله السّافر في شؤون وكالة الأنروا.

اتّحاد المعلّمين في لبنان
بيروت في ٦ شباط ٢٠٢٤

زر الذهاب إلى الأعلى