بأقلامنا

ايران ما قبل وما بعد حرب غزة بقلم د. شريف نورالدين

بتاريخ: ٢٢ / ١١ / ٢٠٢٣ م.

ايران ما قبل وما بعد حرب غزة

* ايران:
إِيرَان ورسميًّا الجمهورية الإسلامية الإيرانية (بالفارسية: جمهورى اسلامى ايران) هي دولة تقع في غرب آسيا، وهي ثاني أكبر دولة بالشرق الأوسط من حيث عدد السكان 89,426,609 بمعدل نمو سنوي قدره 0.736٪ كما انه عدد سكان إيران يمثل نسبة 1.109٪ من أجمالي عدد سكان العالم.
وكذلك ثاني أكبر بلدان الشرق الأوسط مساحة بعد السعودية بمساحة تبلغ 1,648,195 كم²٬ تتميز إيران بموقع جيوسياسي يجعلها نقطة التقاء لثلاث مجالات آسيوية (غرب آسيا ووسطها وجنوبها). يحدها من الشمال أرمينيا وأذربيجان وتركمانستان. وتطل إيران على بحر قزوين (وهو بحر داخلي تحده كازاخستان وروسيا). ويحدها من الشرق أفغانستان وباكستان، ومن الجنوب الخليج العربي وخليج عمان، ومن الغرب العراق ومن الشمال الغربي تركيا. طهران هي العاصمة، وأكبر مدينة في البلاد والوسط السياسي والثقافي والتجاري والصناعي للأمة. تعد إيران قوةً إقليمية، وتحتل مركزا هاما في أمن الطاقة الدولية والاقتصاد العالمي بسبب احتياطاتها الكبيرة من النفط والغاز الطبيعي. حيث يوجد في إيران ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم ورابع أكبر احتياطي مؤكد من النفط.

* شاه ايران:
محمد رضا بهلوي (بالفارسية: محمد رضا پهلوی) (26 أكتوبر 1919 إلى 27 يوليو 1980)، وُلد في مدينة طهران الإيرانية، وهو الابن الأكبر لرضا بهلوي الذي حكم إيران في الفترة ما بين (1925-1941)، وقد نودي به وريثاً للعرش عام 1926. وكان آخر شاه (ملك) يحكم إيران قبل قيام الثورة الإسلامية عام 1979، واستمر حكمه من 1941 إلى 1979 وكان يلقب بـ (شاهنشاه) أي ملك الملوك.

* الثورة الايرانية:
الثورة الإيرانية أو الثورة الإسلامية الإيرانية (بالفارسية: انقلاب 1357 ايران‏) هي ثورة نشبت في 7 يناير 1978 حتي 11 فبراير 1979 بمشاركة فئات مختلفة من الناس وحولت إيران من نظام ملكي، تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة واستبدلته في نهاية المطاف بالجمهورية الاسلامية عن طريق الاستفتاء في ظل المرجع الديني آية الله روح الله الخميني، قائد الثورة بدعم من العديد من المنظمات اليسارية والإسلامية، والحركات الطلابية الإيرانية.

* الحرب الكونية العراقية على ايران:
بدأ الغزو العراقي لإيران في 22 أيلول سبتمبر واستمر حتى 7 كانون الأول ديسمبر 1980. وأخيرا، أدت المقاومة الإيرانية إلى تعطيل غزو العراق. وعلى الرغم من ذلك، استطاع العراق أن يستولى على أكثر من 15الف كيلومتر مربع من الأراضي الإيرانية. وقد اتخذ العراق موقفا دفاعيا منذ ذلك الحين. وقد أدى هذا الغزو إلى حرب استمرت ثماني سنوات بين إيران والعراق.
في 17 سبتمبر أعلن صدام حسين أن العراق ألغى اتفاقية الجزائر لعام 1975 وأعلن أنه سيمارس سيادته الكاملة على شط العرب لإعادة الوضع القانوني له إلى ما قبل عام 1975. وفي 22 سبتمبر، قصفت الطائرات العراقية عشرة مطارات في إيران لتدمير سلاح الجو الإيراني على الأرض. وفي حين أن هذا الهجوم باء بالفشل، فقد عبرت القوات العراقية في اليوم التالي الحدود بقوة وتقدمت إلى إيران في ثلاث رشقات متزامنة على جبهة نحو 400 ميل (644 كم). ومن بين الفرق العراقية الستة التي كانت تغزوها بريا، تم إرسال أربعة إلى خوزستان، التي تقع بالقرب من الطرف الجنوبي للحدود، لقطع شط العرب من بقية إيران، وإنشاء منطقة أمنية إقليمية.
وكان الغرض من الغزو، وفقا لصدام، هو أن يحد إلى حد كبير من حركة الخميني، وإحباط محاولاته لتصدير ثورته الإسلامية إلى العراق ودول الخليج العربي، صدام إعتقد أنه بضم خوزستان سيرسل مثل هذه الضربة لهيبة إيران التي قد تؤدي إلى سقوط الحكومة الجديدة، أو إنهاء دعوات إيران للإطاحة به، وأراد أيضا أن يوضح مكانته في العالم العربي وبين الدول العربية.

* ايران ولبنان:
بدأت العلاقات الرسمية بين الدولتين بدأت في عهد الرئيس اللبناني الراحل كميل شمعون بين عامي 1952 و1958، والتي ترافقت مع إنشاء حلف بغداد الذي كانت إيران جزءا منه والذي أريد له أن يكون قوة في وجه امتداد نفوذ الرئيس جمال عبد الناصر. وقد أسهم هذا الحلف في التقارب اللبناني – الإيراني وتوج هذا التقارب بزيارة شاه إيران إلى لبنان عام 1957، وتمكن بالاستناد إلى مكوناته الشخصية وكفاءاته العلمية وميزاته الشخصية وامتداده الإيراني من أن يحظى برعاية القوى المارونية الأساسية مثل الرؤساء كميل شمعون وفؤاد شهاب وشارل حلو.
واستطاع السيد موسى الصدر من موقعه الديني أن يحد من تأثيرات اللعبة السياسية، وأن ينشئ حركة شعبية (عرفت يومئذ بحركة المحرومين) في وجه القوة الشيعية التقليدية المتمثلة بكامل الأسعد، خصوصا أن الجو الشيعي كان ينحو صوب الحركات التحررية». ويقول الأمين: «إن مجيء السيد موسى الصدر إلى لبنان كان بالتنسيق مع إيران، وكان للشاه دور أساسي في ذلك بهدف تكوين حضور إيراني في لبنان تكون له أبعاد إقليمية، غير أن التعبير الإيراني كان محدودا ومختلفا كليا عما هو عليه اليوم، بسبب وجود دولة لبنانية يومئذ». ويرى الأمين أن «الثورة الإسلامية الإيرانية فجرت باب العلاقة المستجدة مع شيعة لبنان، فعندما انتصرت هذه الثورة عام 1979 لم يكن كثير من الشيعة في لبنان متحمسين لهذه الثورة، والسبب أن الإمام الخميني بعد انتصاره في إيران كان يركز على العلاقة مع الفلسطينيين في لبنان وتحديدا حركة (فتح) ورئيسها ياسر عرفات. ومنذ 1979 حتى 1981، بدء الحرب الإيرانية – العراقية، كانت إيران أقرب للفلسطينيين منها إلى الشيعة في لبنان، لكن بعد اندلاع هذه الحرب بدأت (إيران الثورة) تسهم في خلق دوائر شيعية لبنانية توليها اهتماما أكبر، وبدأت تتقارب مع شخصيات شيعية مثل السيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين، وغيرهما، إلى أن حصل الاجتياح الإسرائيلي للبنان في صيف العام 1982، عندها دخلت إيران بقوة أكبر وعبر الحرس الثوري إلى البقاع اللبناني لمواجهة هذا الاجتياح، وبعدها بدأت بتأسيس وإعداد قوتها الخاصة التي هي حزب الله، الذي وإن كان مكونا من أشخاص لبنانيين، لكن سياسته وآراءه وتوجهاته وتمويله كلها إيرانية وعبر الحرس الثوري الذي ظل ماكثا في لبنان عسكريا حتى بداية التسعينات؛ حيث خرج عسكريا وبقي سياسيا.

وفي عام 1983 دخل الحرس الثوري الإيراني إلى الضاحية، وكان رئيس الجمهورية يومها أمين الجميل، فبدأ يتلمس الحركة الإيرانية في الضاحية الجنوبية وخارجها، فحصلت مواجهة بينه وبين الإيرانيين أدت إلى قطع العلاقة الدبلوماسية وإخراج السفير الإيراني من لبنان لنحو سنة قبل أن تعود هذه العلاقة إلى طبيعتها، وبعد هذه المرحلة المهتزة، دخلنا في مرحلة جديدة ووضع مستقر وإقرار لبناني بالمساحة الإيرانية، وكان الدور السوري المعبر الأساسي لهذه المساحة؛ بحيث كانت سفارة إيران في دمشق حتى في منتصف التسعينات هي المسؤولة عن حزب الله وليست السفارة الإيرانية في بيروت، وهذا له دلالة على أن القرار كان يطبخ في سورية. وعندما وقعت الصراعات المسلحة بين حزب الله وحركة «أمل» في الضاحية الجنوبية وإقليم التفاح والجنوب وسقط فيها مئات القتلى والجرحى من الطرفين كانت هذه الصراعات صورة عن الصراع الإيراني – السوري، وقد استمرت إلى أن سلم الإيرانيون بدور سوريا.

* ايران واليمن:
تكسب الجمهورية اليمنية بموقعها الجغرافي وثرواتها الواعدة أهمية كبيرة كبوابة لشبة الجزيرة العربية، وتشرف علي مضيق باب المندب، أهم ممر للتجارة الدولية وتقع علي المياه المفتوحة علي البحر العربي والمحيط الهندي من جهة، والبحر الأحمر الرابط بين الثلاث قارات (آسيا، أفريقيا، أوروبا) من جهة أخري كل ذلك يجعل منها دولة ذات تأثير كبير علي منطقتي الخليج والقرن الإفريقي وحتى شمال الجزيرة العربية أفريقيا المرتبطين بأوروبا ولذلك الوضع والموقع الجغرافي المتميز والاستراتيجي جعل اليمن ميدان للحرب بالوكالة بين قوي إقليمية ودولية تطمع في السيطرة علي هذه المنطقة الهامة جغرافيا لأسباب ودوافع عديدة سواء كانت لتعزيز قوتها وقدراتها العسكرية والاقتصادية أو لزيادة فاعليتها الأمنية تجنبا لوصول الحرب والفوضى إلى داخلها ويركز هذا الفصل على تتبع ومعرفة الوضع الداخلي في اليمن والصراعات التي توجد بها سواء كانت صراعات داخلية أو خارجية والحروب الأهلية والأزمة اليمنية وكل هذه الأسباب ساعدت ومهدت الطريق للقوى الإقليمية والدولية للتدخل في اليمن سواء كانت عن طريق الحرب بالوكالة أو غيرها من طرق التدخل، وتتبع الأهداف الاستراتيجية للتواجد الإيراني في اليمن من خلال حركة الحوثي التي أحكمت قبضتها علي عاصمة اليمن صنعاء في 2014.
و قد كان شعار الجمهورية الإسلامية في إيران منذ بداية انتصار ثورتها الدفاع عن الشعوب المضطهدة، و الشعب اليمني أحد تلك الشعوب التي تتعرّض للاعتداء منذ سنوات من قِبل التحالف السعودي – الأميركي، كما أنّ أزمة اليمن تشير بوضوح إلى أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران بحاجة إلى ممارسة دور استراتيجي في المنطقة في إطار مبدإ الدفاع عن جبهة المقاومة، و المبادرة إلى بناء المستقبل من خلال إحاطتها بالأوضاع السائدة للحؤول دون التعرّض للمباغتة الاستراتيجية.

– رؤية روسيا لعلاقة الحوثيين بإيران: قد يفسر ذلك العودة الروسية الأخيرة في مجلس الأمن ومطالبتها بقرار جديد يراجع القرار (2216) باعتبار أن وقائع الأرض أصبحت متغيّرة عمّا كان عليه الوضع بداية 2015م، وهو أمرٌ في الحقيقة لم يعد وجهة نظر روسية وحدها بل حتى أوروبية وامريكية وحتى من قِبل بعثة الأمم المتحدة في اليمن.
من هذا المنطلق ترى روسيا علاقة إيران بالحوثيين، أن الحوثيين ليسوا تابعين تماماً لإيران.
وأشار الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، كيريل سيميونوف، في تصريح لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا“، إلى وجوب عدم المبالغة في تقدير المساعدة الإيرانية للحوثيين، فقال: “طهران لم تشارك في نشوء منظمة الحوثيين، فهذه المنظمة ذات جذور يمنية بحتة.. وهي، طبعا، تبنت تقنيات إعلامية تميز إيران وحزب الله، لكن القاعدة الإيديولوجية للحوثيين خاصة بهم”.
والحوثيون، بحسب سيمونوف، أكثر أهمية للإيرانيين من أهمية طهران للحوثيين.
وتابع: “طهران، تحاول بأي وسيلة، إظهار “أثرها” في نجاحات الحوثيين. لكن هؤلاء، على ما يبدو، كان بإمكانهم تحقيق هذه الانتصارات دون مشاركة إيرانية”.
على العكس من ذلك يؤكد التحالف العربي والحكومة اليمنية أن الحوثيين لم يكونوا ليستمروا بهذه القوة لولا الدعم الكبير الذي تقدمه إيران بالأسلحة والتدريب العسكري بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
وهو ما يشير إليه تقرير الأمم المتحدة الأخير الذي يشير إلى أن ميناء “جاسك” الإيراني قاعدة رئيسية لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس قد تحدث في وقت سابق عن ضلوع ايران في تدريب الحوثيين وإمدادهم بالطائرات المسيرة التي تضرب مواقع في السعودية. وكشف غانتس كذلك عن “قاعدة كاشان بكونها القاعدة التي تعتمدها ايران لتدريب المليشيات المختلفة ومن بينها الحوثيون.

* دور ايران في اسقاط داعش في العراق وسوريا:
بعد عدة سنوات من سقوط خلافة داعش في العراق وسوريا، أصبحت قوات الحشد الشعبي القوية والواثقة من نفسها، ركيزةً قويةً وسداً منيعاً يحفظ أمن العراق أمام عودة ظهور داعش، على الرغم من المؤامرات الأجنبية واسعة النطاق، بحيث أنهم قضوا علی تحركات داعش في الأشهر الأخيرة قبل أن يتسع نطاقها.
ومن المؤكد أن قادة الحشد قد تعلموا الاستراتيجيات الحربية من قاسم سليماني في محاربة الإرهاب ويستخدمونها، بالإضافة إلى دوره الحاسم في تشكيل الحشد الشعبي، حصة خاصة في مجال التنظيم والقيادة العملياتية أيضاً.
وفي هذا الصدد، في يناير 2017 أکد المتحدث محمد محيي في حوار مع قناة “الميادين”، أن جميع الفصائل والجماعات العراقية تقرّ بدور الحاج سليماني في مساعدة العراق على هزيمة داعش، وقال: لا يمكن لأي عراقي أن ينسى الدور العظيم والمشرف للواء سليماني ووجوده في الخطوط الأمامية لهزيمة داعش.
يشار إلی أنه في يونيو 2014، استولی إرهابيو داعش على مدينة الموصل التي يسکنها ما يقرب من مليوني شخص في شمال العراق. ثم تقدم الدواعش بعد ذلك إلى إقليم كردستان ومدينة “أربيل”، وتمكنوا من صد قوات “البشمرکة” وارتکاب المآسي بحق سنجار واليزيديين. وکادت هذه المأساة أن تتكرر بشکل أشد مع سقوط أربيل، لكن حضور الحاج قاسم في الوقت المناسب حال دون ذلك.
قبل 48 ساعة من انضمام المقاتلات الأمريكية إلى عملية الدفاع عن أربيل، دخلت وحدة من القوات الخاصة تحت قيادة اللواء قاسم سليماني ساحات المعارك في غوير ومخمور وخازر، وقاتلت داعش جنباً إلى جنب البشمركة الكردية. وكان وصول هذه القوات بناءً على طلب مباشر من “مسعود بارزاني” رئيس إقليم كردستان العراق.
وفي هذا السياق، قال بارزاني في وقت لاحق في مقابلة مع صحيفة “زمان” التركية في 8 يناير 2015: “كان الحاج قاسم في مطار أربيل صباح الغد”. ذهبت لاستقباله. جاء الحاج مع 50 من قواته الخاصة. ذهبوا على الفور إلى موقع الاشتباك وأعادوا تنظيم قوات البيشمركة، وفي غضون ساعات قليلة انقلبت المعرکة لصالحنا.
وقد وصف بارزاني أهمية وجود الحاج قاسم سليماني وتأثيره النفسي على انسحاب داعش من إقليم كردستان بالقول: “لقد اعتقلنا لاحقًا قائدًا في داعش وسألناه كيف انسحبتم فجأةً وأنتم کنتم علی وشك فتح إربيل؟ قال لنا الداعشي الأسير: “أبلغنا جواسيسنا في أربيل أن قاسم سليماني موجود في أربيل. لذا هبطت معنوياتنا وتراجعنا”.

– ويكيبيديا: اللواء قاسم سليماني (بالفارسية: قاسم سلیمانی) (11 مارس 1957 – 3 يناير 2020) كان عسكرياً إيرانياً وقائداً لفيلق القدس من 1998 خلفاً لأحمد وحيدي حتی مقتله.وهي فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني والمسؤولة أساسا عن العمليات العسكرية والعمليات السرية خارج الحدود الإقليمية، وهو من قدامى المحاربين في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، خلال الحرب العراقية الإيرانية، قاد فيلق 41 ثار الله (وهو فيلق محافظة كرمان). في 24 كانون الثاني/ يناير 2011 رقيت الرتبة العسكرية لقاسم سليماني من عقيد إلى لواء بواسطة قائد الثورة الإيرانية علي خامنئي، كان سليماني نشطا في العديد من الصراعات في بقية أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في العراق والشام، مع الحفاظ على مستوى منخفض. وكانت أساليبه مزيجا من المساعدة العسكرية للحلفاء الأيديولوجيين والدبلوماسية الإستراتيجية الصعبة. وقد قدّم منذ فترة طويلة مساعدات عسكرية للشيعة والجماعات الكردية المناهضة للرئيس صدام حسين في العراق وحزب الله في لبنان وحركة
حماس في الأراضي الفلسطينية. في عام 2012، ساعد سليماني في دعم الحكومة السورية، خلال الحرب السورية. كما ساعد سليماني في قيادة قوات الحكومة العراقية والحشد الشعبي المشتركة التي تقدمت ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في 2014-2015، كان سليماني يحظى بشعبية كبيرة بين الإيرانيين، حيث اعتبره مؤيدوه بطلاً نكران الذات يقاتل أعداء إيران.

ونقلت وكالة مهر الإيرانية، تصريحات للقائد العسكري علي غلام رشيد تصريحات عن حقيقة إنشاء قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق، ستة جيوش خارج الأراضي الإيرانية، بدعم من قيادة الحرس الثوري الإيراني وهيئة الأركان العامة للجيش وذلك قبل مقتله المدبر بثلاثة أشهر.

– اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني: قتل الجنرال الإيراني الواسع النفوذ قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي الموالي لطهران أبو مهدي المهندس، فجر الجمعة في ضربة أمريكية استهدفت سيارتهما قرب مطار بغداد الدولي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعطى الأمر بقتل سليماني، وهو ما أكده الكونغرس وقال “بأمر من الرئيس، اتخذ الجيش الأمريكي إجراءات دفاعية حاسمة لحماية الموظفين الأمريكيين في الخارج وذلك عبر قتل قاسم سليماني.

* دور ايران في حرب غزة:
جوردن كوريرا مراسل بي بي سي للشئون الأمنية.
10 أكتوبر/ تشرين الأول 2023
يتساءل البعض أين كانت قوات الدفاع الإسرائيلية أثناء تلك الساعات الطويلة، التي كان يتجول خلالها مقاتلو حركة حماس بإراداتهم حول المجتمعات القريبة من غزة.
قال مواطن إسرائيلي “لقد فشل الجيش تماماً كقوة رد سريع”، بينما كان يشير إلى أن بعض المجتمعات التي تعرضت للهجوم اضطرت إلى الاعتماد على قوات الحماية المدنية في منطقتها أثناء انتظارها وصول الجيش.
واستغرق الأمر، في نهاية الأمر، يومين كاملين منذ بدء توغل مقاتلي حركة حماس لإخراجهم من الأراضي الإسرائيلية.
وستستغرق الإجابة الكاملة بشأن معرفة ما الأسباب التي أدت ذلك بعض الوقت. ولكن يبدو أن مفاجأة وحجم وسرعة الهجوم أربك الأنظمة الدفاعية الضعيفة التي لم تكن في حالة استعداد للدفاع عما واجهته.
وقد أخفقت المخابرات الإسرائيلية في معرفة تفاصيل مخططات حماس لتنفيذ الهجوم. ويبدو أن الحركة نفذت برنامج خداع طويل الأمد لإعطاء الانطباع بأنها غير قادرة أو غير راغبة في شن هجوم طموح.
كما أنها مارست جيدا الأمن التشغيلي لتنفيذ العملية، وغالبا ما ابتعدت عن الاتصالات الإليكترونية.
واعتمدت حماس بعد ذلك على ما قد يعقب ذلك من حيث نطاق وسرعة الهجوم غير المسبوقين.

عمليّة طُوفان الأقصى، وفي إسرائيل عمليّة السُّيُوف الحديديَّة، كما تُشير إليها بعض المصادر بالانتفاضة الثالثةويشار إليها بشكل غير رسمي باسم معركة السابع من أكتوبر، هي عمليةٌ عسكرية مُمتدة شنَّتها فصائلُ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعَلى رأسِها حركة حماس عَبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدّين القسام في أوّل ساعات الصباح من يوم السبت (7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 م) الموافق لـ (22 ربيع الأوَّل 1445 هـ)، إذ أعلَن القائِد العام للكتائب مُحمَّد الضيف، بدء العملية ردًّا على «الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسْجِدِ الأقصى واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة والدّاخل المُحتَل.

أن حركة حماس بمبادرتها مهاجمة المستوطنات الإسرائيلية (في غلاف غزة)، حسمت خيارها في شأن تحديدها لمكانة قطاع غزة، أو أخذها له، وفقا لأجندتها السياسية، لفرض ذاتها كقيادة للشعب الفلسطيني، وأيضا لفرض ذاتها كالمتحكم بالورقة الفلسطينية على الصعيدين العربي والدولي، بعد أن أدارت تلك المنطقة، كسلطة أحادية في العام2007.

وقد كشفت عن إنها كانت تعد قطاع غزة ليس كدولة مفترضة، وإنما كقاعدة للمقاومة، أو لتحرير فلسطين، على ما كشف محمد الضيف، في كلمته التي تحدث فيها عن اطلاق معركة “طوفان الأقصى”، في تحميل لذلك القطاع الصغير، ومساحته 360 كيلومتر مربع (2 بالمئة من مساحة فلسطين، و6 بالمئة من مساحة الضفة)، ويعيش فيه مليونا فلسطيني في ظروف صعبة وحصار مشدد، عبء تحرير فلسطين، أو دحر الاحتلال من الضفة.

– نفي ايران: منذ الساعات الأولى للعملية انطلقت أصابع الاتهام الإسرائيلية، مؤيدة بصحف غربية وجهات إعلامية أمريكية، تتهم إيران بالوقوف وراء التخطيط وإعطاء الأوامر للفصائل الفلسطينية لتنفيذ العملية. البعض قرأ الاتهامات الإسرائيلية على أنها خطوة لا بد منها لحفظ ماء الوجه، لأن انكسارا عسكريا واستخباراتيا كالذي حصل لا يمكن أن تنفذه فصائل فلسطينية محدودة القدرات لوحدها، وبالتالي حاولت إسرائيل ربط الأمر بقوة إقليمية ذات تأثير واضح كإيران.
ولا يخفى على أي متابع لشؤون الشرق الأوسط، علاقة إيران بفصائل المقاومة الفلسطينية، والدعم الذي قدمته لها طوال عشرات السنين، هذه العلاقة معروفة ولا تنكرها إيران، لكن في عملية طوفان الأقصى، كانت التصريحات الرسمية الإيرانية تقول إنها لم تعلم بالتحضير لها، وإن من خطط ونفذ العملية بنجاح منقطع النظير هي المقاومة الفلسطينية بمفردها. وقد جاء النفي الإيراني الرسمي، على لسان المرشد الأعلى علي خامنئي ووزير خارجيتها منذ اللحظة الاولى.
وبعد صمت رهيب ومرعب أقلق العالم ضمن استراتيجية الحرب النفسية، ذكر امين عام حزب الله في خطابه الاول أن إيران تدعم حركات المقاومة بكل السبل، لكن لا تتدخل في قرارها، وأن المواجهات مع إسرائيل كانت لأسباب فلسطينية خالصة، مثل الحصار، وانتهاك المقدسات الإسلامية، وقتل واعتقال الفلسطنيين، ولم يكن لها أية علاقة بأي ملف إقليمي أو دولي، وأن هناك مسئولية أميركية مباشرة عما وصفه بـ”القتل والمجازر” في قطاع غزة، مع تحريك أساطيلها، وفتح مخازنها لتوفير السلاح والصواريخ لإسرائيل.

*اتهامات مباشرة لايران: لم يتأخّر الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتزوغ ليتًهم إيران بالوقوف وراء “طوفان الأقصى”، وجاء في منشور له على منصة X: “آن الأوان لسماع إدانة واضحة لا لبس فيها لحماس ورعاتها في إيران”.
صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية ادّعت إنّ الحرس الثوري الإيراني أعطى الضوء الأخضر للعملية الفلسطينيّة من بيروت، وإنّ الحرس أشرف منذ أشهر على العملية من خلال سلسلة من الاجتماعات التي ترأّسها قائد قوّة القدس الإيرانية إسماعيل قاني، بحضور أمين عام حزب الله حسن نصر الله وممثلين عن حركتَيْ “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، مضيفةً أنّ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد الله كان موجودًا أيضًا في اجتماعين من هذه الاجتماعات.
أما ما نشرته صحيفة “الواشنطن بوست” الأميركية في هذا الإطار، فقد بدا أكثر تحفّظاً لجهة اتهام إيران بالانخراط المباشر في الضربة الكبيرة التي تلقّتها إسرائيل، حيث جاء في تقرير الصحيفة:
“بدأ المسلّحون الفلسطينيون الذي يقفون وراء الهجوم المفاجئ على إسرائيل التخطيط للهجوم قبل عام على الأقلّ، بدعم رئيسيّ من الحلفاء الإيرانيين الذين قدّموا التدريب العسكري والمساعدة اللوجستية، بالإضافة إلى عشرات الملايين من الدولارات لشراء أسلحة، حسب مصادر غربية حالية وسابقة”.
وتابعت “الواشنطن بوست”: “قال المسؤولون إنه في حين أنّ الدور الدقيق لإيران في أعمال العنف التي وقعت يوم السبت لا يزال غير واضح، فإنّ الهجوم يعكس طموح طهران المستمرّ منذ سنوات لمحاصرة إسرائيل بجيوش من المقاتلين شبه العسكريين المسلّحين بأنظمة أسلحة متطوّرة بشكل متزايد، قادرة على ضرب عمق الدولة اليهودية”.
بدورها نقلت شبكة “سي أن أن” الأميركية عن مسؤول إيراني بارز أنّ إيران “أعطت الضوء الأخضر” لحركة “حماس” لكي تشنّ هجومها المفاجئ على إسرائيل.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنّ إيران “كانت على علم بالعملية”، مشيرًا إلى أنها “ربما لم تكن على علم بالتوقيت، لكنها بالتأكيد كانت على علم بعملية حماس قبل وقوعها”.

* الموقف الإيراني من القضية الفلسطينية:
ــ إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض المحتلة.
ــ حق العودة لجميع الفلسطينيين.
ــ إنشاء حكومة مستقلة في القدس تعبر عن المسلمين والمسيحيين واليهود.
ــ رفض الاعتراف بعملية السلام القائمة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية على اعتبار أن منظمة التحرير لا تمثل كل الشعب الفلسطيني.
ــ عملية السلام لن تؤدي إلى الحل العادل والثابت للقضية، لأن الكيان لا يريد السلام، ولذلك تؤيد إيران المقاومة في كل من فلسطين وجنوبي لبنان باعتبارها تمثل طريق إحقاق الحقوق الضائعة.

* وقف العدوان على غزة:
حماس تؤكد التوصل إلى صفقة تبادل أسرى وهدنة فى غزة بجهود مصرية وقطرية: أيدينا ستبقى على الزناد.
الأربعاء 22 تشرين الثاني 2023 05:20
وأكد القيادي في جماعة “أنصار الله” الحوثية، محمد علي الحوثي اليوم الثلاثاء، أنه لا حديث عن السفينة الإسرائيلية قبل وقف الحرب على غزة.
وقال الحوثي في منشور على منصة “إكس” فجر الثلاثاء: “إذا أوقفت وكفت أميركا وإسرائيل عن قتل الفلسطينيين في غزة وأدخلت الماء والدواء والغذاء، فعندها يمكن لها الحديث عن السفينة الإسرائيلية”.
وأضاف أن ما قامت به البحرية يتفق مع مبدأ التعامل بالمثل.
منصّات التواصل العربيّة والإسلاميّة، تُعبّر عن فخرها واعتزازها بما أقدمت عليه حركة أنصار الله، بعد إعلانها السيطرة على سفينة مملوكة إسرائيليّاً، والتأكيد على الوحدة السنيّة الشيعيّة، التي عمل البعض على تفرقتها طائفيّاً، حينما يتعلّق الأمر بفلسطين، مع التأكيد على أن اليمن أصل العرب، والعُروبة.

* حرب غزة والتداعيات الاقتصادية:
تشير التحليلات الاقتصادية، وضمنها الإسرائيلية، إلى أن حرب “طوفان الأقصى” ليست كسابقاتها من حيث تأثيرها على اقتصاد الاحتلال، وسط توقعات بتداعيات قاسية هذه المرة على الاستهلاك الخاص والاستثمارات، وضعف الشيكل، والمخاطر على التصنيف الائتماني لإسرائيل.
ويقول أوري غرينفيلد، كبير الاستراتيجيين في شركة بساجوت للاستثمار، في حديث نشره موقع “ذا ماكر” المتخصص الإسرائيلي، إنه “على عكس العمليات المختلفة في الجنوب في السنوات الأخيرة، والتي كان لها تأثير ضئيل على الأسواق، من المتوقع أن يكون للحرب التي بدأت في نهاية الأسبوع تأثير أكبر”.
ويقدر غرينفيلد أن الضرر المتوقع للنشاط الاقتصادي سيأتي من قناتين، إذ من المرجح أن تستمر الحرب في غزة لفترة طويلة، سيظل خلالها جزء كبير من إسرائيل تحت تهديد الصواريخ، وهذا التهديد سيؤدي إلى انخفاض الاستهلاك الخاص.
وبعيداً عن ذلك، فمن المرجح أن يتضاءل حجم الاستثمارات في الاقتصاد، سواء في القطاع الخاص أو القطاع العام، وستزداد هذه التأثيرات قوة مع تزايد عدد المناطق التي تخوض فيها إسرائيل حربا وفق كبير الاستراتيجيين.

* استنتاج:
لا بد من الوقوف عند موقع ايران الدولي والعالمي ما قبل الثورة في لمحة موجزة.
كان الجيش الإمبراطوري لإيران هو الهيئة الرئيسية للقوات المسلحة الإيرانية في بهلوي إيران. كان الواجب الرئيسي للجيش هو الحفاظ على وحدة الأراضي والدفاع عن أرض إيران ضد الهجمات العسكرية الأجنبية. أسس رضا شاه الجيش الإمبراطوري، ولكن تسارعت عملية تحديث وتقوية الجيش في عهد محمد رضا شاه. بأمر مباشر من الشاه الجديد، تم تجهيز سلاح الجو الإمبراطوري بشراء مقاتلة من طراز F14 وطائرات مقاتلة أمريكية حديثة أخرى، مما ساعد إيران كثيرًا في الحرب العراقية الإيرانية. اكتسبت البحرية التابعة للجيش أيضًا القوة للسيطرة على الخليج العربي من خلال شراء السفن الحربية وتولى المسؤولية، قامت القوات البرية للجيش بقمع قوي للجماعات الانفصالية من إيران ووضع حد للعنف في أذربيجان. رسخ الجيش الإمبراطوري سيادة وطنية راسخة في جميع أنحاء إيران. كان سلاح الجو الإمبراطوري الإيراني يعتبر أكبر قوة دفاع إستراتيجية لإيران لأكثر من عقدين، وفي عام 1357، أصبح أقوى سلاح جوي في غرب آسيا وكان لديه أسطول من 462 طائرة حربية.
خلال عهد بهلوي، كان لإيران واحدة من أكبر القوات المسلحة في العالم، والتي سرعان ما حلت مع انهيار النظام الملكي وثورة عام 1357.

وعلى المستوى الاقتصادي كان دخل الفرد في إيران في عام 1977 ضعف دخل الفرد في كوريا الجنوبية ، وكانت صلاحية جواز السفر الإيراني تجعل من الممكن السفر إلى معظم الدول الأوروبية والعالم دون الحاجة إلى تأشيرة.
بلغ الناتج المحلي الإجمالي لإيران في عام 1979 ما يقرب من 100 مليار دولار. تمت مقارنة هذه الإحصائية بدول مثل تركيا (37 مليارًا) والإمارات (13 مليارًا) وكوريا الجنوبية (60 مليارًا) والولايات المتحدة الأمريكية (2369 مليارًا). حتى في السنوات العشر الأخيرة من عهد بهلوي الثاني ، باستثناء السنوات 1356-57 عندما اشتدت الإضرابات الاقتصادية والأزمات الاقتصادية مع بداية الاحتجاجات الثورية ، لم يصل النمو الاقتصادي الإيراني إلى أقل من 5٪ ونما إلى 17٪.

الطاقة والنفط: تأسست منظمة الطاقة الذرية الإيرانية عام 1353 لإنشاء شبكة تضم أكثر من 20 محطة للطاقة النووية. في عام 1357، انتهى العمل في إنشاء مفاعلين بقوة 1200 ميغاواط بالقرب من بوشهر وكان من المفترض أن يبدأ تنفيذهما قريبًا ، لكن الحكومة الثورية ألغت هذا البرنامج. تم الانتهاء من أحد هذين المفاعلين بمساعدة كبيرة من روسيا وبدأ العمل في عام 1390.
السياحة: وثائق منظمة جالب صيهان تقول عن إحصائيات «حالمة» للسياحة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي والمرتبة الثالثة من رحلات المواطنين الأمريكيين إلى إيران. بين عامي 1343 و 1357، تم توقيع اتفاقيات السياحة مع دول العالم والعضوية في منظمة السياحة العالمية والاتحاد العالمي لمنظمات السياحة الرسمية من قبل منظمة السياحة ووزارة الإعلام الإيرانية.

احتفالات إيران في أکتوبر 1971م ، والتي أقامها الشاه ” محمد رضا بهلوي” بمناسبة مرور 2500 عاماً على تأسيس الإمبراطورية الفارسية ، ويعد هذا الحفل من أضخم الاحتفالات إن لم يکن أکبرها في القرن العشرين ، حضره أکبر تجمع لملوک ورؤساء وزعماء العالم ، فقد کان هذا الحفل حدثاً استثنائياً أستحق أن يطلق عليه لقب حفل القرن ، لم يقام في فندق فاخر ولا في قصر ولا قلعه بل في وسط الصحراء، البذخ هو سمعته الوحيدة حتى الكلاب دخلته مرصعه بالالماس ، وصف بحفل القرن ومهرجان الشيطان والعشاء الأخير.
وفي تأثير هذا الاحتفال على الأوضاع الداخلية في إيران وعلي الشعب الإيراني الذي صدم بتکلفة الحفل والتي بلغت مئات ملايين الدولارات والبعض يذكر تجاوز ٦٠٠ مليون دولار وأخرون مليار دولار ، وذلک في ظل ظروف اقتصادية متردية ، فأضاف هذا الحفل عاملاً أخر الي عوامل السخط لدى الشعب الإيراني على نظام الحکم في البلاد، فبدلاً من أن يوجه “الشاه” هذه الأموال نحو تنمية البلاد وتحسين الأوضاع الاقتصادية أقام حفلاً وصف بأنه من قصص الخيال، ولذا اندفع الشعب الإيراني الذي أثقلت نفقات الأسرة الحاکمة کاهله نحو ثورة أسقطت حکم “الشاه” بل أدت الى تغيير مسار الشرق الأوسط.

وبعد سقوط حكم الشاه في ظل أعظم ثورة شهدها القرن الحالي، دخلت ايران مرحلة جديدة في الصراع الدولي(اصدقاء اليوم اعداء الغد) في ظل اعلان النظام الاسلامي بعد الاستفتاء الشهير، واعلان ايران مواقفها السياسية من القضية القلسطينية واميركا والغرب والشيوعية وغيرها، وضعت ايران في حالة عداء كبير على مستوى العالم، بعدما كانت شرطي الخليج ومنطقة شرق الاوسط وبدعم واعتراف دولي بدورها.
بدأ العمل الاستخباري والامني والعسكري لضرب الثورة واسقاط النظام اولا ثم العقوبات الدولية والحصار عليها ثانيا لاضعافها بشكل عام والبقاء عليها في حالة شلل تام من شتى النواحي والاتجاهات، ثم الحرب الكونية العراقية عليها وفرض عزلة عليها كي تبقى وحيدة منبوذة في ظل النظام العالمي الحال…
ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

أما اليوم ايران مع وقوفها الى جانب القضية الفلسطينة ولبنان ضمن ثوابتها ومبادئها وشعاراتها المعلنة من نصرة للشعوب المتحررة، أدى بها الى لعب دور كبير على المستوى الاقليمي في ظل (الصراع العربي الاسرائيلي) كمرحلة أولى بعد فشل الحصار والعقوبات وتميزها العلمي والمعرفي في الابتكار والابداع التكنولوجي والطبي والتطور العسكري والاقتصادي في الاعتماد على نفسها وبالاكتفاء الذاتي وعملها السياسي في من خلال نسج علاقات وتحالفات ذات أهمية عالية تخدم نفس الاهداف، بما أدى الى نشوء ما يعرف اليوم بمحور الممانعة على مستوى المنطقة ككل من اليمن الى لبنان وما بينهما، وهذا ما حدى بها كلاعب اقليمي ذات أهمية استراتيجية بالمواجهة مع اميركا واسرائيل…

ولا يخفى دورها في ظل الحرب على اليمن وثبات محورها في المواجهة بل ما حققه من انتصار على التحالف العربي والدولي، مما جعلها أن تتخطى مرحلة هذا الصراع بفائض قوة كبيرة الى جانب محورها.

أما الدور الاكبر والذي حملته على عاتقها في حفظ النظام في العراق وسوريا ودعمهما بشكل مطلق لحماية أراضيها وشعوبها ومقداستها وثرواتها، كان لا بد لها بالانخراط في المواجهة مع داعش وأتباعها في صراع كوني، مما حولها الى لاعب أممي استراتيجي في ساحة الصراع الدولي…

أما نفييها لضلوعها بما جصل في عملية طوفان الاقصى وما يجري في حرب غزة، هو تأكيد منها على الدور الفلسطيني الكبير في الصراع أولا وذات بعد استراتيجي جدا لجعل قضية فلسطين محورية من جديد على مستوى العالم وتعاطفه معها وذا ما نشهده اليوم من احتجاجات وانقسامات وتحولات وتغيير في الاراء بين الدول والرأي العام، وهذا ما أدى الى ارتياح كبير على مستوى الشعوب العربية والاسلامة واضفاء صفة المواجهة فلسطينية بالكامل، حيث أدى ذلك الى تقارب كبير على مستوى المذهبي (شيعي سني) في العالم العربي والاسلامي، وأيضا وعلى مستوى ديني (اسلامي مسيحي يهودي) عالميا، ولكن الاهم اعادة دور فلسطيني كبير جدا في محور الممانعة وكلاعب استراتيجي اقليمي قوي ثانيا، وهذا سوف يعزز دور ايران وحلفائها في ساحة الشرق الوسط الجديد الممهور باسم محور الممانعة، ولا شك ما عزز هذا الدور الكبير لهم تحرك اميركا السريع بهذا ولاول مرة في تاريخ الحروب لطمئة المجتمع الاسرائيلي قبل فوات الأوان وهجرته عاجلا أم أجلا.

لذلك اليوم ايران هي المنتصر الاكبر بعد غزة ومحور الممانعة ومع حرب اوكرانيا روسيا وعلاقتها الوطيدة بالخيرة من سوريا الى موسكو وعضويتها في البريكس ومنظمة شنغهاي ومع التنين الصيني وغيرهم، كل ذلك جعلها المفاوض الاكبر والاول في جميع الملفات في الساحة الاقليمية وبالخصوص مشروع التطبيع والترانسفير لشعب فلسطين، ودورها الدولي مع الصيني والروسي في مواجهة المشروع الذي اقرته مجموعة العشرين الاخيرة من الهند الى اوروبا والذي سيكون لاسرائيل الدور الاهم والاكبر اقتصاديا على حساب دول المنطقة في مقابل مشروع طريق الحرير الصيني.
ما حصل في غزة تداعياته كبيرة جدا على الاسرائيلي والاميركي والغربي والعربي وأثاره السلبية والكارثية في المستقبل القريب، مما يؤكد ان العالم في مرحلة مخاض كبيرة وعاجلة من الاحادية القيادية للنظام العالمي، وتحول العالم الحالي الى عالم أخر تحكمه التعددية القطبية…
من هنا نرى قوة ايران المتعاظمة والتي جعلتها في مصاف الدول الكبرى في ظل تعدد الجبهات الروسية الصينية الايرانية في المواجهة مع اميركا ومحورها من اوكرانيا الى فلسطين حتى المحيط الهادئ وما بينهما من أطلسي وهندي وحرب الممرات والمضائق.

وعلى هذا القياس والمعيار في خوض الحروب والصراعت والتحالفات نرى ايران متقدمة في المواجهة العالمية كطرف أساسي مع الاطراف الثلاثة…
أي بمعنى واضح جدا وأعم ما قبل غزة ووحدة الساحات الاقليمية ليس كما بعد غزة ووحدة الجبهات الدولية…

واخيرا وليس أخر هذا الفصل من الصراع، ايران ومحورها اليوم مع غزة في الريادة والقيادة الفاعلة والمؤثرة في القرار عالميا…
وعلى حجم الصراع يكون النصر، فكيف اذا كان مع الكبار الكبار على الساحة الاقليمية والدولية والعالمية…

أما جوهر الكلام ما قل أو كثر أو أغنى أو دل، هو اعادة دور فلسطين الى الواجهة عالميا، والاطاحة بقيادة العالم العربي التطبيعية، وارساء وترسيخ وتثبيت المقاومة الفلسطينة في قيادة الشارع السني على المستوى العربي بعد تقسيمها وتشتيتها وتهجيرها والقضاء على قضيتها وتحريفها، أعادت مقاومة غزة البوصلة بشكل واضح وجلي الى مكانها الصحيح لتبقى في ذاكرة التاريخ وشباب العصر المقاوم ونافذة كبيرة نحو الانتصار الاخير في المستقبل وهذا اكبر الانتصارات لفلسطين لغزة ولأهلها ولمقاومتها…

وما هذا الا غيض من فيض من تداعيات واثار الحرب وما بعدها…

زر الذهاب إلى الأعلى