بأقلامنا

نصرالله في ريادة العالم بقلم د. شريف نورالدين       

التحولات العالمية في الصراع بين الأمم من قيادة أميركا إلى الريادة في ظل التحديات والمواجهة الكبرى لكسر التوازنات وتغيير قواعد الاشتباك في المنطقة والعالم من خلال طريق الحرير الصيني والغاز الروسي وسفن السيد حسن نصرالله…
دور المقاومة وسيدها في الملعب الدولي اكتمل، بكسر الحصار والعزلة لإيران والمنطقة، بل مندوبا دائما غير رسمي في مجلس الأمن واروقة المؤسسات الدولية، لكثرة الحديث عن دوره في فرض توازن الردع في ساحة الأمم…
هو عصر جديد في تحطيم الرأسمالية والنظام المالي العالمي(البترودولار) نحو الريادية الاقتصادية والعملة الرقمية للنظم  المالية التي ستحكم العالم الجديد…
على ما يبدو اليوم في نهاية حروب العولمة، وعجز واستمرار اميركا لقيادة العالم، في الدفاع عن مبادئ النظام العالمي وهناك تحولات شهدناها خلال اقل من عقدين والتي دشنت فوضى مفهوم الأمن…
أميركا اليوم وأكثر من أي يوم أخر وعلى مستويات عليا، تدرك حجم الأزمة التي تشهدها في قيادة النظام العالمي، وأنها مطالبة اليوم بوضع استراتيجيات قادرة على المناورة من جديد لإطالة فترة انفرادها التاريخي في هذه القيادة، فقد باتت هذه الوظيفة تتآكل بسرعة بعد ان تجاوزت عمرها الزمني المفترض، حسب الخبرات التاريخية والتقديرات الموضوعية، لكلفة التفرد في إدارة شؤون العالم. ولعل اكبر دليل واقعي على هذه الأزمة هو نهاية حروب العولمة في لحظتها الاميركية، وهي الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة خلال عقد ونصف، وهذا ما شهدناه منذ أيام في افغانستان بعد هزيمتها واندحارها على يد الطالبان، بعد صراع دام ٢٠ عاما وصرف أموال طائلة تقدر ب ٢ تريليون دولارا، وخسائر مادية عتاد وأرواح من جنودها ب بلألاف، إلى جانب حشود لم تتوقف من المعارك الأخرى وبالخصوص في منطقة شرق الوسط…
أما الانقلاب على الأميركي في ظل سياستها التقليدية، من فرض عقوبات وحصار تحت راية ومظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن المصدر لهذه القرارات الظالمة بحق الدول وشعوبها، أدى إلى الجوع وإرهاب البشر، مما دفع بها إلى تشكيل جبهات مقاومة في وجه أميركا ووكلاء لها، تحكم وتتحكم بدول وشعوبها، مما عزز المواجهة حتى وصلت إلى الأصيل بعد عجز الذراع والفروع،لتنفيذ المخططات الأميركية في المنطقة، ومنها وسوريا والعراق واليمن ولبنان أخيرا…
في النهاية، عاش العالم مرحلة الدمج المباشر بين القوة العسكرية والاقتصاد باسم الديمقراطية والحرية على الطريقة الأميركية جاء ذلك في مناخات سادتها مطالبات وثورات شعبية في مختلف أنحاء العالم للانفكاك من هيمنة وسيطرة النظم التقليدية…
وما آلت إليه الأمور على ما ذكرته،  من أزمات وويلات وحروب، مع انعدام للإنسانية وانحراف القيم واللامساوات وظلم للشعوب، أدى بمحور المقاومة الى الانفجار بوجه الغطرسة الأميركية والتمرد عليها وعلى قراراتها الدولية المجحفة والغير عادلة، وبالخصوص بالتباين لصالح اسرائيل ومصالحها على حساب دول المنطقة في ظل الصراع منذ قيامة الكيان…
وما حصل ويحصل في لبنان من مأسي وويلات، هو بسبب جبروتكم عنجهيتكم ومشاركتكم المباشرة مع تغطية وكلاؤكم في الداخل والدعم لهم والتغطية على فسادهم ضد المقاومة ولبنان وشعبه، من خلال حصار وعقوبات وحروب ومؤامرات، والتي باءت جميعها بالفشل…
وهذا ما خدم المقاومة وسيدها، وفتح الابواب له، لضرب المعادلات ، وقلب التوازنات، وكسر القواعد الاشتباك وفرض واقع جديد، مما أدى إلى صعود موقع المقاومة من الدفاع إلى الهجوم المباشر معكم، عندما أعلن عن انطلاق السفن الإيرانية عبر المضائق والبحار إلى لبنان…
هذا ما حدى لسيد المقاومة أن يتلقف الأحداث ويحول نقاط الضعف إلى قوة والتي جعلت منه لاعب كبير له حضوره المتألق مع ريادي العالم الجديد، من خلال مشاركته في صراع البحار والمضائق وتثبيت معادلته الجديدة لكسر الحصار على ايران، وسوريا، ولاحقا لفلسطين والعراق  واليمن ولكل المنطقة…
هو لبنان الصغير في حلبة الصراع بين الدول، بقوة مقاومته وسيدها، بات يمثل قارة القارات من شرقها حتى غربها…
شكرا أميركا! والف شكر لفشلك والتعويض للشهداء ولللمقاومة وسيدها من حيث لا تعلمين، بفرض سماحته في لعبة القارات والدول بين حروب الأمم، إلى جانب الروسي والصيني والايراني وغيرهم من الدول…
هذا لبنان الجديد العصر جديد الفجر مجيد وأصبح قريب ونصر آت تجاوز كل انتصاراته وفاق تأثيره حرب العام ٢٠٠٦ وكل الحروب السابقة…
وايضا”، مع لحظة الإعلان عن السفينة بانها أرض لبنانية عند انطلاقها نحو البحار، وتهديده لمن يعترضها أو يعتدي عليها، انعكس بشكل كبير على الساحة الدولية أمومة جديدة من أزمات الصراع الدولي، بل وانعكس على دور المقاومة وسيدها على المستوى العالمي، ومما لا شك فيه، هو الارتداد الذي صنعه تهديده والذي تجاوز ارتداد ومفاعيل تحرير لبنان عام ٢٠٠٠، عابرا لبنان والمنطقة والقاهرة نحو العالمية…
هو أدق الصواريخ الدقيقية والمتطورة والمتقدمة والنوعية النادرة، والتي لا حدود لها والامتناهية، العابرة للقارات التي يمتلكها واطلقها سماحته، كانت صادمة للقريب والبعيد وللصديق والخصم والعدو…
وهذا غيض من فيض مما يملك من سلاح وصواريخ دقيقية مخبأة…
هو وحده سيدها يعلم! متى! واين! وكيف! وتحديد الزمان والمكان للاعلان، والماسك بالكرة وصفارتها أيضا،  في الملعب الدولي والمتحكم بتفاصيله، والتحكيم بشروطه…

زر الذهاب إلى الأعلى