أخبار لبنان

المرتضى في احتفال المشاريع لمناسبة قرب حلول رمضان: هذا الشهر جزء أساسي من الموروث الثقافي اللبناني وشهر صوم نعيش آفاقه هذه الأيام عند ابناء المحبة المسيحية

وطنية – لفت  وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى الى انه “عندما نحتفل بقرب حلول شهر رمضان نكون في مركز المستبشرين المتفائلين على الرغم من كل ما يحيط بنا من هموم وعموم ومشاكل وأزمات. فشهر رمضان هو وقت التجدد وزمن الوعي وفضاء الحب والتواصل والتفاعل مع الناس كل الناس بعيدا من كل العناوين الطائفية او السياسية التي تخنق وعي النور في الخواطر الطيبة”، مشيرا الى ان “شهر رمضان برمزية يومياته، هو جزء اساس من الموروث الثقافي اللبناني كما هو شهر الصوم الذي نعيش آفاقه هذه الأيام عند ابناء المحبة المسيحية،  هذه المحبة التي تتلاقى مع الرحمة الإسلامية وسماحة الاسلام العظيم”.

كلام  المرتضى جاء خلال رعايته امسية اقامتها جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية في قصر الاونيسكو لمناسبة استقبال  شهر رمضان المبارك في حضور فاعليات سياسية وثقافية، وقال:”هلا وسهلا بكم يا ابناء جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في قصر الأونيسكو. أهلا بكم ابناء مؤسسة تعاضد قائمة على البر والتقوى قوام نشاطها الجماعة لا الفرد، فيها تتشابك الهمم، وتهذب النفوس، وتتآلف العزائم، وتنمى المواهب في خدمة المجتمع وإصلاحه وتحصينه. أهلا بها بقيمها وأهدافها التي تضم أبعادا أربعة متكاملة في ما بينها، هي الإيماني والوطني والقومي والإنمائي”.

​واضاف:”أما البعد الإيماني، فمصدره الاقتناع بأنه لا مندوحة عن تبني وتطبيق منظومة الأخلاق والقيم وهي المنظومة التي أرست أساساتها التعاليم الدينية وطورتها الممارسة النظرية والعملية على مر العصور. والتلاقي ما بين الدين والأخلاق الحميدة هو من جوهر الإيمان، وقد أكده القرآن الكريم في آيات كثيرة شددت على الجمع الدائم بين الإيمان وعمل الصالحات. وأما البعد الوطني الذي يميز أيضا جمعيتكم فتجسيد لمفهوم الانتماء إلى الأرض وناسها انتماء راسخا، والالتزام بحمايتها والدفاع عنها حفاظا على الكرامة الوطنية التي لا ينبغي التفريط بها أبدا”.

وتابع:”وأما البعد القومي، فيجسده التزام الجمعية بالقضية الكبرى قضية فلسطين، من هنا ينبغي لكل واحد منا أن يؤمن بأن أي صباح يطلع على هذه الأرض، إنما هو خطوة جديدة باتجاه الجليل وصولا إلى آخر النقب. إنه عهد المقاومين لله تعالى، وعهده لهم، وما كان عهد الحق زيفا. والى ذلك الحين تبقى فلسطين التراب القدس، جسر الأرض إلى السماء، بوابة الكرامة الإنسانية. وتبقى هي القضية التي نحاصر من أجلها، وتبقى الكلمة التي تعلو ولا يعلى عليها فهي إسراؤنا ومعراجنا إلى اكتناه الفضائل والقيم حتى يوم القيامة، تبقى كما أردد دائما المطهر فنحن كأفراد وكجماعات وكمكونات نتطهر ونطهر عندما ندنو من فلسطين”.

واستطرد:”أيها الأحبة هذا ليس كلام الشعر أنها الحقيقة السياسية الأنصع والأكثر حضورا في المنطقة مهما قامت من حولنا التهاويل، وضربت من حولنا الأحابيل. إنه التاريخ وكذلك الجغرافيا التي تأبى الا أن نكون منتصرين وتأبى ايضا أن تكون كنيسة القيامة ومعها اولى القبلتين في قبضة شذاذ الآفاق ومزوري التاريخ”.

ورأى أن “البعد الإنمائي فهو غاية أساس من نشاط جمعيتكم. اذ ومذ تأسست عقدت ميثاقا غليظ الحبل مع التنمية، وشرعت الأبواب عريضة أمام بناء الإمكانات البشرية واستثمارها في بناء الغد الأحلى وفي اجتماعي مؤخرا مع رئيس الجمعية الشيخ حسام الدين قراقيرة فند أمامي حجم التقديمات التي تكتسب معنى إنسانيا بليغ الدلالة في سعي الجمعية الى تعزيز تشبث أبنائها في أرضهم وانتمائهم وهويتهم، في ظل الأزمات الكبيرة التي نجتازها، بسبب حصار دبر له ويقوده علنا كيان الشر المتربص بنا هو ومن وراءه” .

وقال:” أيها الأحبة تجتمعون لتحتفلوا بقرب حلول شهر الخير والبركة شهر رمضان”، معتبرا  ان “شهر رمضان برمزية يومياته هو جزء اساس من الموروث الثقافي اللبناني كما هو شهر الصوم الذي نعيش آفاقه هذه الأيام عند ابناء المحبة المسيحية . هذه المحبة التي تتلاقى مع الرحمة الإسلامية وسماحة الاسلام العظيم. وتعلمون أنه في شهر  رمضان يأخذ الزمن بعدا جديدا، ويسمو الوقت بين يدي الله حتى تكون الأنفاس فيه تسبيح ويكون النوم فيه عبادة والدعاء فيه مستجاب، والصلاة منفتحة على الجنان بكل ما تحمله من عناوين الرحمة والقبول. ولذلك فإننا عندما نحتفل بقرب حلوله ، نكون في مركز المستبشرين المتفائلين على الرغم من كل ما يحيط بنا من هموم وغموم ومشاكل وأزمات”.

واعلن ان “شهر رمضان هو وقت التجدد، وزمن الوعي وفضاء الحب والتواصل والتفاعل مع الناس، كل الناس، بعيدا من كل العناوين الطائفية او السياسية التي تخنق وعي النور في الخواطر الطيبة”ـ لافتا الى ان “شهر رمضان،  يرمض الذنوب ويزيلها، في ثقافته الروحية وأدعيته التي تبني وتصنع شخصية الإنسان الرسالية والايمانية والتقوائية ما يجعلنا كوزارة ثقافة معنيين بهذه التربية الرمضانية الروحية للإنسان كله كي تستقيم أمور حياتنا كلها، لاسيما أن علة الصوم تحقيق التقوى بما لها من اثر على الصلاح الفردي والصلاح العام في المجتمع”.

وختم:”نسأل الله تعالى أن يهله علينا وعليكم بالأمن والإيمان والخير والبركات، وأن يعيننا جميعا على صيامه وقيامه  متضامنين متآلفين متحابين في الله عز وجل. بوركت فعاليتكم وبوركت جمعيتكم وبورك الوطن كله، ببركة صمود اللبنانيين وتضحيات المقاومين”.

زر الذهاب إلى الأعلى