أخبار لبنان

غريب: سنحرر لبنان من سلطته الفاسدة ونظامها الطائفي

وطنية – أكد الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، في المهرجان المركزي بمناسبة الذكرى ال41 لانطلاقة “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية”، “اننا على العهد مستمرون، فكما حررنا الأرض من الاحتلال الصهيوني، سنحرر لبنان من سلطته الفاسدة ونظامها الطائفي”.

وقال: “نحتفل اليوم بالذكرى الواحدة والأربعين لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية “جمول”، هنا في هذه الساحة امام صيدلية بسترس كانت الرصاصات الأولى التي اطلقها على قوات الاحتلال الصهيوني الحاضر دوما في الضمير والوجدان المقاوم البطل الرفيق مازن عبود مع رفاقه الآخرين. أطلقها تلبية لذلك الموقف التاريخي الذي اقره حزبكم واعلنه ووقعه الرفيق الشهيد جورج حاوي مع رفيقه محسن إبراهيم في 16 أيلول عام 1982. فالسادس عشر من أيلول يمثل مجد تاريخ لبنان الوطني العربي التحرري. جمول هي درة الكفاح المسلح لشعبنا وحزبنا وتجاربه في المقاومة من الحرس الشعبي الى قوات الأنصار، مقاوموها جاؤوا من كل لبنان ولكل لبنان. هو يوم ننحني فيه امام تضحيات الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين وكل المقاومين من مختلف القوى، الذين قدموا دماءهم وضحوا بأرواحهم، هو يوم الانتصار لسيدة العواصم، لبيروت العروبة والوطنية التي قاتلت واستبسلت ولم ترفع الرايات البيضاء، قالها يومها فقيدنا الغالي الإعلامي المناضل طلال سلمان، وأعطاها من فكره المتوهج ومن وروحه  قوة  وعزيمة لا حدود لهما شهيدنا الكبير المفكر مهدي عامل يوم اطلق مقولته الشهيرة  “لست مهزوما، ما دمت تقاوم”. فتحية لشهداء هذه الجبهة وكل الشهداء الذين سقطوا على درب التحرير الى الجرحى والأسرى وعذاباتهم، إلى الجنود  الشهداء- والاحياء المجهولين بأسمائهم، والمعروفين بانجازاتهم، إلى العائلات التي قدمت التضحيات وعانت من التعسف والقمع والتشريد وقاومت بالزيت المغلي وصمدت. الى شهداء صبرا وشاتيلا، والى ثوار فلسطين وكل المقاومين الذين لبوا النداء ونفذوا العمليات البطولية وفرضوا على العدو الانسحاب في أيام معدودة، لتبدأ مسيرة التحرير، وكانت أولا، بيروت”.

أضاف: “ماذا يعني بالنسبة لنا هذا الاحتفال بعد مرور احدى وأربعين سنة على انطلاقة المقاومة الوطنية ؟ أي مضمون سياسي تحمله الينا هذه الذكرى في مثل هذه الظروف . كيف نكون أوفياء لدماء الشهداء وتضحيات المناضلين؟ كيف نتابع مسيرتهم للحفاظ على ما حققوه في التحرير المهدد اليوم بالتطبيع وبما يتعرض له اللبنانيون من معاناة ومآسي وما يواجهه لبنان من أخطار وجودية ومصيرية. أية مقاومة نحتاجها لأنقاذه من كل هذه الأخطار التي أغرقته بها أطراف السلطة السياسية الفاسدة بتمسكها بنظامها السياسي الطائفي القاتل، وبرأسماليته التابعة للامبريالية؟ اية مقاومة تنقذ لبنان وتخرجه من هذا الانهيار وهذا الخراب المريع الذي لم يتعرض له أي شعب من شعوب العالم؟ قالتها جمول منذ انطلاقتها: التحرير والتغيير الديمقراطي قضية واحدة لا تتجزأ. فلا يكفي تمجيد الماضي وهو واجب وضروري لحماية هذا التاريخ وعدم تزويره، لكننا مسؤولون ومطالبون بمتابعة المسيرة من اجل تحقيق ما لم يتحقق حتى الآن، وهو التغيير، وبالتغيير نقاوم. ومشروع مقاومتنا يتجسد اليوم في الكفاح من اجل قيام دولة علمانية وطنية وديمقراطية، دولة للعدالة الاجتماعية دولة مقاومة بكل المجالات الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية. نسأل ومن حقنا ان نسأل ونحن حزب مقاوم، نحن من أولياء الدم الرافضين ان تذهب تضحيات المقاومين هدرا لتحكم هذه السلطة المجرمة. نسأل، ترى لماذا ننتصر في الميدان ونخسر بالسياسة؟ مع العدو يحصل التطبيع الاقتصادي، وفي الداخل يحصل الانهيار وهذا الدمار”.

وتابع: “قلنا ونردد، لا يمكن مواجهة الامبريالية برأسمالية قابعة في احضانها. فلا يوجد نصف معركة مع الامبريالية والصهيونية. أليس ما حصل في توالي حلقات التطبيع الواحدة تلو الأخرى من مؤشرات بدايات المساومة: من اتفاق الاطار الى ترسيم الحدود البحرية الى توريد الغاز اللبناني عبر انابيب منتدى المتوسط الذي يضم الكيان الصهيوني، نحن لا نعفي أي طرف من اطراف السلطة من المسؤولية، السياديون كانوا في طليعة المشجعين الداعمين لكل هذه الاتفاقات. والممانعون ايضا، سمعناهم يتنافسون في المهرجانات، على من كان الأول الذي وقع على اتفاقات التطبيع؟ هل هو رئيس المجلس النيابي نبيه بري؟ ام رئيس الجمهورية السابق ميشال عون؟ ان مقاومة هذا الأميركي وكل أوصياء الخارج لا تكون تحت سقف الحفاظ على هذا النظام الطائفي الافقاري وحمايته، وهو المولد لكل أزمات البلاد. ولا تكون، بتقديم المزيد من التنازلات التي نحذر منها، وسط ما يبشرنا به هوكشتين  من “استقرار” مع الآتي الأعظم في اخضاع خط الهدنة للمفاوضات التي بدأت تحت مسمى ترسيم الحدود البرية مع الكيان الصهيوني، ولا تكون بالتحالف مع وكلائه مرتكبي الفساد ونهب المال العام تحت عنوان العيش المشترك والميثاقية ووحدة الطائفة التي يجب ان تكون فوق كل اعتبار. ولا تكون باعادة انتاج تسوية طائفية جديدة تحمي منظومة السلطة الفاسدة من المحاسبة والتي يجري “طبخها” في الخارج  على وقع التسويات الإقليمية والدولية، عبر زيارات هوكشتاين المتزامنة مع زيارة عبد اللهيان ولقاءات سلطنة عمان، وزيارات لودريان  وصولا الى المبادرة القطرية. ولا تكون  بقمع الحريات العامة والفردية ، ونهب تعويضات العمال والموظفين وصناديق المهن الحرة والودائع وفرض زيادات على الضرائب والرسوم  غير المباشرة في الموازنة التقشفية التجويعية وفي خصخصة مؤسسات الدولة وطرد موظفيها ومعلميها ومعاقبتهم  بحسم رواتبهم لمجرد الدفاع عن حقوقهم ، وقد نهبت السلطة السياسية والمالية من رواتبهم في السنوات الأربع الماضية ما يقارب ال14 مليار دولار. انها تكون بالنضال لتغيير هذا النظام وسلطته المرتهنة المتمسكة به، على درب من سبقونا”.

وختم غريب: “اننا على العهد مستمرون، فكما حررنا الأرض من الاحتلال الصهيوني، سنحرر لبنان من سلطته الفاسدة ونظامها الطائفي، لنرسي أسس الدولة الوطنية الديمقراطية وندين نهج التضليل والتطبيع السلطوي نهج التوتير الأمني المتنقل، الكامن في مخاطر التوظيف السياسي المشبوه لموجة النزوح السوري الجديد الى لبنان وفي اشتباكات مخيم عين الحلوة التي لا تخدم الا  الكيان الصهيوني وضرب حق العودة ما يستوجب وقفها. فالى الاستمرار في نهج المواجهة ضد الخطاب المذهبي والعنصري، والى اطلاق كل أنواع المواجهات السياسية والنقابية والاجتماعية، فلا خيار امام شعبنا الا المواجهة، وتحرير شعبنا من أعباء تكاليف الحياة المعيشية وتأمين الحياة الحرة والكريمة بضمان الحقوق في الرواتب والأجور والتعويضات ومعاشات التقاعد والكهرباء والمياه وقسط المدرسة وفاتورة الاستشفاء وحبة الدواء وكلفة النقل واسترجاع المال المنهوب ومحاكمة المسؤولين عن انفجار المرفا وتوفير فرص العمل ووقف الهجرة. ولتكن الذكرى ال41 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية مناسبة لحشد الطاقات وتوحيد القوى لانتاج كتلة شعبية قادرة على تغيير موازين القوى وتوليد جبهة وطنية ديمقراطية تخوض الصراع مع هذه المنظومة الحاكمة ونظامها. عاشت الذكرى ال41 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والمجد والخلود للشهداء الأبرار”.

زر الذهاب إلى الأعلى