أخبار لبنان

سفير إيران في احتفال في ذكرى مصطفى شمران: نجدّد دعوتنا إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وفق الأسس المعروفة لبنانيًا بمعزل عن التسميات

وطنية – أحيت بلدية الغبيري الذكرى السنوية الـ42 لاستشهاد الدكتور مصطفى شمران، في احتفال أقامته على “جادة الشهيد شمران” – بئر حسن، حضره سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجتبى أماني، النائب الدكتور علي المقداد، الوزير السابق محمود قماطي، النائب السابق محمد برجاوي، المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد كميل باقر، رؤساء بلديات الغبيري معن خليل وبرج البراجنة المحامي عاطف منصور، عضو الهيئة التنفيذية ومسؤول العمل البلدي في حركة “أمل” بسام طليس، عضو المكتب السياسي في الحركة حسن قبلان، رئيس الجمعية اللبنانية لمقاومة التطبيع” الدكتور عبد الملك سكرية، بالإضافة إلى ممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والإسلامية والفصائل الفلسطينية.

البداية مع النشيدين اللبناني والإيراني، ثم كلمة رئيس بلدية الغبيري معن الخليل الذي قال: “القائد شمران الذي اختصر بنفاذ بصيرته وبفكره الوهاج تلك المسافة الزمنية ما بين فجر الثورة المباركة وبين حاضرنا من خلال تعاليمه التي زرعت عزماً وأسّست نهجاً علمياً نتفيأ اليوم ظلاله في ميادين العلم والمعرفة والتقدم نحو الغد الأفضل، نحو انتصارات اليوم والانتصارات القادمة.   شمران راح يجول الدنيا منذ الستينات وعينه على كلِّ محروم ومستضعف في هذا العالم، مُلبياً نداء سماحة الإمام المقدس وهو يقول أنا لم آتي كي أحصل على شيئ، ولم أسعى وراء حطام الدنيا الفانية.. راح يجول مقتدياً وباحثاً عن النموذج الذي نادى به أمير المؤمنين عليه السلام (أعينوني بورع واجتهاد، وعفَّةٍ وسداد..) فكان مظهراً لهذا المعنى في سُمُوِّه وتواضعه حتى نالَ كَلتا الحسنيين: النصر والشهادة”.

ختم: “انا من جيل رأى وشاهد شمران بعد شهادته، نحن جيل شاهده مع الامام القائد السيد موسى الصدر عام 1982 عند مثلث خلدة، ثم شاهده مع الشيخ راغب حرب يطارد المحتل الإسرائيلي حتى طرده عن تراب لبنان عام 2000 وبعدها شاهدناه مع السيد عباس الموسوي في حرب تموز 2006 ثم شاهدناه مع الفريق قاسم سليماني مدافعا عن مقام السيدة زينب وشاهدناه حتى شاهدناه في فلسطين مع الحاج عماد مغنية في معركتي سيف القدس عام 2021 وثأر الاحرار هذا العام وصولا الى اول امس مفجرا في جينين و امس شاهدناه مع فدائيي عملية مستعمرة عيلي”

قبلان

بدوره، قال قبلان: “في ذكرى الثأر المسلم الأممي العابر للحدود من ايران إلى أميركا إلى مصر عبدالناصر إلى لبنان في ذكرى المثقف والعرفاني والأكاديمي والمقاتل وعلى اسمه أنشأت المؤسسات في الجمهورية الإسلامية في ايران وفي لبنان، الشهيد شمران كان مؤمناً شأن إمامه السيد موسى الصدر وشأن إمامه القائد الخميني أن في هذه الأمة وفي هذه الشعوب إرثاً وحضارة وديناً عبر مئات السنين، دين يستطيع تحريك الجماهير وقيادة الحياة، دين في آياته وموروثه وتجربته خيار تحرير فلسطين. وها نحن اليوم نشاهد ما حفره شمران عميقاً في وجدان هذه الأمة ورفاقه واخوته في لبنان وفلسطين، في جنين ونابلس والضفة”.

قماطي

وقال قماطي: “الشهيد القائد مصطفى شمران كان يعمل للبنان كما كان يعمل لإيران، للمقاومة في لبنان وللمحرومين والفقراء في مشروع الإمام موسى الصدر، وأيضاً كان يعمل في ايران مع رفاق درب والعاملين في الثورة تحت عباءة الإمام الخميني، كان يعمل لمشروع واحد هو مشروع المقاومة التي نؤكد أنه ليس مشروعاً وطنياً فقط ولا مشروعاً إقليمياً أو إسلامياً أو عربياً فقط، بل هو مشروع مقاومة على مستوى العالم لتحقيق العدالة الإنسانية في مواجهة كل الظلم والطاغون في العالم”.

أضاف: “على الصعيد الفلسطيني برزت نتائج مشروع المقاومة في فلسطين التي تتطور فيها المقاومة يوماً بعد يوم في عمليات نوعية استثنائية متطورة تقض مضجع العدو الإسرائيلي. نرى اليوم أن الضفة الغربية تشتعل بالعمليات. هذا نتاج ما زرعه الشهيد شمران في نفوس جيل الشباب”.  

تابع:”وعلى الصعيد الإيراني، ايران اليوم التي أعطاها الشهيد شمران روحه وجسده، أصبحت الدولة المؤثرة والرقم الصعب على مستوى العالم وليس فقط على مستوى الإقليم وفي القضية المركزية للأمة الإسلامية أي فلسطين. اليوم ايران هي التي تقود المحور العالمي والإنساني في تبني القضايا المحقة للشعوب، لذلك نراها في كل أنحاء العالم تتبنى العدالة والحق الإنساني والعمل لأجل تقدم الإنسان باسم الإسلام الحيوي الذي يقود الحياة”

وقال: “عمل الشهيد شمران في ضوء توجهات الإمام الصدر على موضوع التقارب بين المذاهب والعيش المشترك في لبنان، ونحن اليوم نؤكد أننا من نفس مدرسة الإمام الصدر التي تتبنى العيش الواحد وتتبنى التقارب بين المذاهب وتعتبر هذا الوطن رسالة وأمثولة لكل العالم في التعايش بين المذاهب والتوافق. ونحن اليوم ضجرنا ومللنا من الدعوة إلى الحوار ودائماً ندعو أبناء الطوائف والقوى والأحزاب السياسية المختلفة للحوار لأن هذا البلد بني بصيغة التوافق وعمل على أساس الديمقراطية التوافقية. هكذا بني لبنان وهذا نظامه”.

السفير الإيراني

وكانت كلمة لسفير إيران قال فيها:” في البداية، أقدم العزاء والتبريك للشعبين الإيراني واللبناني ولجميع الشعوب المسلمة وأحرار العالم، بمناسبة ذكرى شهادة مربي الإنسان، القائد العظيم، والمجاهد المؤمن والواعي، الدكتور مصطفى شمران”.

أضاف: “الكثير قيل عن الأدوار التي لعبها القائد الشهيد مصطفى شمران في البناء السياسي والثقافي والإجتماعي، وحتى التنظيمي في تأسيس حركة المحرومين جنباً إلى جنب مع الإمام المغيب السيد موسى الصدر وبالتنسيق مع الإمام الخميني ، وكيف كان الدكتور شمران الركن الأكثر موثوقية من بين عدد كبير من القادة المحترمين والمجلين في الجمهورية الإسلامية في إيران”.

تابع: ليس من المغالاة إسقاط حالة شمران على العديد من الشخصيات الفذّة والريادية العابرة للأزمنة والأمكنة، من خامة الشهداء القادة قاسم سليماني وعماد مغنية، الذين خرجوا من رحم الثورة الإسلامية الإيرانية وفكرها، فأدبيات هذه الثورة العظيمة، علّمت هؤلاء عشق الأرض والناس والجهاد وأن الحق ليس محصورا بنظام، وحدود، ودول، بل نصرته والوقوف بوجه المشاريع الإستكبارية، واجب أخلاقي، قبل أن يكون واجبا عسكريا”.

وأكد “تضامن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الشعب اللبناني ومع كل الشعوب التي تحارب من أجل التحرير والإستقلال الناجز والحرية والكرامة والعدالة”، وقال:”نحن مستمرون بتقديم كل ما بوسعنا لدعم هذه المسيرة الثورية والمقاومة، ولن نتوانى في دعم الشعوب العربية والإسلامية في كل مكان”.

أضاف:”لو كان شمران اليوم حياً لكان يدافع عن لبنان لأن قضيته قضية الحق والمظلومين، ولكان يدافع عن التوافق على الساحة اللبنانية للوصول في أسرع وقت ممكن لانتخاب رئيس. ومن هذا المنطلق، نجدّد دعوتنا إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وفق الأسس المعروفة على الساحة اللبنانية، بمعزل عن التسميات المختلفة فهذا شأن لبناني، ولبنان لا يتحمل أن تطول هذه الأزمة”.

وختم: “نسأل الله أن يكون انتخاب الرئيس بداية حل الأزمة اللبنانية المختلفة، ونحن واثقون بأن الشعب اللبناني بقدارته الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعلى رأسها المقاومة سيفتحون هذا الباب لدخول لبنان مرحلة جديدة”.

زر الذهاب إلى الأعلى