بأقلامنا

النكبة ليست قدراً.. معركة فلسطين معركة أمة تسعى لنهضتها بقلم: صلاح بسيوني

15\5\2023
ما يحدث في فلسطين اليوم كنت اتوقعه دائماً وفي كل لحظة ، لأنني مؤمن بوعد الله ،او ربما لقناعتي بأنه لن يموت حق وراءه مطالب، او فهمي لحقائق التاريخ السياسي ودورته، خاصة في الزمن الذي تتصارع فيه مصالح الامم من اجل البقاء.
في حالتنا نحن العرب ، وفي ظل الانهيارات الكبرى التي نعيشها . منظومة سياسية عربية عاجزة متناحرة ومفككة ، لا تنمية حقيقية انتجت فقراً، خامات طبيعية منهوبة وسياسات يرسمها الغير، ثروات مبددة على استهلاك غير مجدي ،اقتصاد ريعي غير منتج في كل مكان ،تفشي الامية وسط العامة، حروب عبثية بين ذوي القربى،تفاقم الشعور بأنعدام العدالة و تفشي مرض الاصولية والاستغلال السياسي للدين بشكل غير مسبوق، غياب الديمقراطية السليمة ،ازدهار المزاج القطري على حساب المزاج القومي التوحيدي ،انتشار التغريب وسط النخب الشابة، تدمير شامل للطبقة الوسطى المنتجة … هذا حال كل اقطار العرب وأكثر و أكثر.
معركة فلسطين والقدس اليوم واحتضان شعوب الامة العربية من اقصاها الى اقصاها لشعب فلسطين ماهو، الى دليلاً على اهمية العروبة الجامعه في اي مشروع تغييري للواقع المأزوم الى واقعٍ مزدهر. مئة سنة ونيف مرت واتفاقية سايكس بيكو سارية المفعول بامتياز. سنيين مرت وفلسطين محتلة باستعمار استيطاني احلالي.
15 ايار(مايو) من كل عام الصهاينة يحيون يوم اعلان الكيان و العرب يستذكرون “النكبة” يوم التهجير القسري لشعب فلسطين، والتي تعتبر واحدة من أكبر المآسي الإنسانية على مر التاريخ، هُجّر أصحاب الأرض، تم الاستيلاء على أراضيهم ومنازلهم وحرقت مدنهم وقراهم. الذي حصل لم يكن صدفة انما نتاج تراكم سلبي من ممارسات سلاطين وامراء ذاك الزمان واطماع الغرب الاستعماري. اليوم نعيش ذات الممارسات و ذات الاطماع بنكهة هذا الزمن .فلسطين اليوم تقاتل لتصحيح التاريخ و الشعوب العربية تلتف حولها لتحميها.. امل جديد يلوح في الافق، و من دون الغوص في اسباب الانتكاسات وما شابه، فقد كُتب الكثيرفيها ، منها الموضوعي العميق ومنها السطحي الملغوم، الا ان الفرصة قد اتت … تحميها زغردة الصواريخ وغضب الشوارع ..فلنتلقف اللحظة ونعيد التواصل بين الاجيال خاصة بعد قطيعة فُرضت وقطع معرفي سوقت له مؤسسات الرجعية العربية و الغرب .
ان اعادة فتح النقاش على مصرعيه وسط النخب حول المشروع القومي النهضوي بطريقة اكثر ثورية فوق التعصب الفئوي و الحزبي الضيق، يسهل عملية الوصل ويفتح آفاق التحرير وما بعده ،على ان يبدأ في ان الدولة القطرية مهما امتلكت من ثروات لا يمكن ان تحمي نفسها من سياسات الفضاءات الكبرى. حذار ان تتوقف الهبة التضامنية مع فلسطين فور اعلان وقف اطلاق النار . ليكن كل يوم هبة وفي كل المجالات لنجعل معركة فلسطين معركة كل العرب نحوالتحرير و التغيير الشامل لأمة تبحث عن نهضتها …

زر الذهاب إلى الأعلى