بأقلامنا

ماذا سيحدث بين الحربين لو أخذ القرار بفتح جبهة “مزارع شبعا” بعد تسلل “شيحين”؟ بقلم //جهاد أيوب

بعد عملية ” مجدو” في فلسطين المحتلة حيث لا تزال تربك العدو الصهيوني، والتداعيات السياسية والعسكرية التي حدثت من بعدها، ولم تستغل إعلامياً، ولم يتم إلقاء الضوء عليها من قبل المقاومة ومن قبل إسرائيل تعني أن النيران تحت التراب حامية، وأن العدو يدرك بأزمته الصعبة مع حزب الله، لا بل هو قبل غيره يعلم أن المعادلات قد تغيرت بين الطرفين كلياً، وهي سلبية في إسرائيل، وإيجابية عند المقاومة وفي عمق سياسة الحزب والمحور!
والمؤشرات تدل أن المعركة بين حربين لم تعد مقتصرة على العدو الصهيوني، وكل الدلائل تشير بأن المعادلات تغيرت، والمراقب لتصريحات قادة محور المقاومة يتلمس أن ما سيتوقع من هذا المحور في المستقبل القريب جداً جداً مختلف عن ما كان يحدث، وقد أُخذ القرار بالضرب حيث تسمح الفرصة، والخروج من صيغة فعل ورد الفعل!
وللتوضيح، نشير أن ما حدث في الجنوب اللبناني، ومن ثم في شمال فلسطين بعد عملية ” مجدو” من رسائل بين الطرفين كانت أشد خطورة، وقد حاول الإسرائيلي أن يرد العملية بعملية تسلل إلى نقطة تابعة لحزب الله، وهي مخزن قديم في ” شيحين”، ولم يعد يستعمل من قبل رجال الله، وهناك وضعت إسرائيل ثلاث عبوات منها واحدة كبيرة لم تنفجر، وعبوتين صغيرتين انفجرتا، كما ترك العدو كيساً سليماً خاصاً بمفاتيح التفجير لعملية “مجدو”، ليقول من خلال ذلك أن “بضاعتكم قد ردت لكم”!
بعد تسلل “شيحين” تم الرد من قبل المقاومة خارج الإعلام، ولم يذكر في خطاب السيد حسن نصرالله الأخير قصداً، وقد نقل شباب المقاومة العبوة الكبيرة التي لم تنفجر إلى الداخل الفلسطيني حيث الوجود الصهيوني في موقع “الضهيرة”، وتم بجانبها زرع وتفجير عبوتين صغيرتين كرسالة مضادة وواضحة ما بين الرد والرد المضاد، رافق ذلك رسالة الرد بالصواريخ من داخل الجنوب اللبناني!
وللعلم، أن زمن الفعل ورد الفعل لم يعد متاحاً عند المقاومة، بل الرد المتاح سيكون حسب الظرف واليد الطائلة، وبطريقة تعبيرية أوضح أن العدو يضرب في سوريا والعراق وغيرها من الساحات عندما تسمح له الفرصة بوجود أهداف يعتقد بأنها مهمة، والمقاومة ذاهبة إلى ضرب العدو حيث تتاح لها ثغرة دون مبرر أو دون وجود لعمل عدائي سابق، وهنا تتعادل الكفتين، وتصبح المعركة بين الحربين ليست مقتصرة على طرف واحد!
المرحلة ليست هادئة كما يتصور البعض بين العدو ومحور المقاومة خاصة بين حزب الله وإسرائيل، والإنتقال من مرحلة إلى مرحلة، ومن مستوى إلى مستوى أوضح من الوضوح عند المتابعين السياسيين، والخبراء العسكريين بين الطرفين، وأن الصراع ارتفع سقفه حتى لو هو مغيب في إعلام مرتزق يشهد معركة البقاء بعد الانفتاح السعودي الإيراني، وفي إعلام المقاومة حيث اتخذ الحرب بسلاح الصمت!
وماذا سيحدث من تغيرات عميقة في المواجهة المقبلة لو أن قيادة حزب الله أخذت القرار بفتح جبهة “مزارع شبعا” في الجنوب اللبناني ضد جيش العدو الصهيوني، علماً أن تلك المزارع هي الجبهة الوحيدة غير خاضعة للقرار 1701، يعني من حق المقاومة خوض عملياتها المقبلة من هناك، وفتح معركة قد لا تقفل بسهولة، وستفتح لأن الإجراءات الميدانية من قبل المقاومة جاهزة حول ذلك!

زر الذهاب إلى الأعلى