الشيخ الديراني متحدثا في ديوانية ابي الفضل العباس في بريقع عن دور الإعلام
بدعوة من سماحة الشيخ احمد مراد وفي بلدة بريقع ديوانية ابو الفضل العباس عليه السلام اقيمت ندوة حاضر فيها مدير البرامج في قناة المنار العلامة الشيخ خضر ديراني استهلت مجلس عزاء بمناسبة وفاة عقيلة بني هاشم السيدة زينب الكبرى عليها السلام بعده كانت قصيدة شعرية للشاعر اللبناني الاديب الشيخ علي الجرمقي من وحي المناسبة .
الشيخ الديراني قال في محاضرته :
إن الحديث عن البرنامج الثقافي الاجتماعي يحتاج إلى تمعُّن فيما ورد على لسان السيد القائد دام ظله حول الموضوع لأنه بوصلتنا في هذا الزمان لمعرفة الاتجاه الصحيح والسليم. لذلك سوف أسرد بعضاً مما ذكره واعتبره مداميك أساسية في تحديد الوجهة للعمل الإعلامي عموما والثقافي الاجتماعي خصوصا.
أولاً: يعتبر سماحته أن المخاطب الأول في الإعلام هم الشباب، ويجب أن تخاطب كل البرامج فئة الشباب، وأن تلبي احتياجاتهم، وأن تكون منبرا لهم، وتعبر عن همومهم آلامهم وآمالهم الحقيقة لا المزيفة، وهنا سماحته يلفت إلى أمر غاية في الأهمية؛ هي أن الشباب إما أن ننمي فيهم روح العلم والمعرفة والاخلاق والقيم ونصنع منهم رجال الغد وهذا هو الواجب، وإما كما يفعل الغرب والإعلام الغربي إفساد الشباب ودفعهم للغرق في الشهوات والمجون والفساد إلخ.. وتركيز سماحته على الشباب، لأن الفئات العمرية الأكبر سناً تأثرها وتفاعلها أصبح لا يذكر، ولأن تلك الفئات العمرية قد حددت اتجاهاتها مسبقا، لذلك فإن إمكانية التأثير فيها شبه معدوم، وهنا لا بد من التوجه إلى الشباب لأنهم الحاضر والمستقبل وهم الأرض الخصبة والعجينة القابلة للتطويع أكثر من غيرهم
ثانياً: يعتبر القائد أن الإعلام والتبليغ والنبيين والدعوة ألفاظ لمعنى واحد هو كما التبيين ووظيفته إيصال المعرفة والمعلومة الى الناس الذين يبلغون رسالات الله..} { داعيا إلى الله..} { هذا بيان للناس..} لاقامة الحجة وعدم التذرع بالجهل لأن القاعدة الفقهية تقول: لا عقاب بلا بيان، والله يقول: { ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا
ثالثاً: الهداية إلى الله وهذا لا يكون إلا بالنموذج الصالح وبشدة على السلاح وأن يكون ذات قيمة حقيقة وأن لا يروج لنماذج وسط ولا ضعيفة لأنها تضرب أصل الفائدة منها، وهذه الفكرة مأخوذة من قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين). فالهداية تكون بالنموذج الأعلى من أهل الاستقامة وهم آل محمد والتحذير من اتباع النموذج الأسفل وهم أهل الكتاب، وهذا أيضا مذكور في القرآن الكريم مفصلا من خلال القصص القرآني الذي يقدم نماذج طيبة وسيئة وما يترتب على الصلاح والفساد وهذا أيضا من استخدام القرآن للنموذج والقدوة، وأيضا استخدم القرآن الأمثال فقال ضرب الله مثلا …} ليقرب الأفكار إلى الوجدان، لأن مخاطبة العقول توصل إلى الإقناع ولكن قد لا توصل إلى الهداية، فالهدية تقوم على النموذج والقدوة، ولقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } . وأعظم ما عرف به النبي قبل الإسلام، وكان له الأثر الأكبر في الاتباع والتصديق بعده هو نموذجيته فهو الصادق الأمين والقرآن يعبر { وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً مُنيراً ) أي مبين للحق والسراج هو القدوة الهادي إلى الحق {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) (الأنبياء:73) {فبهداهم اقتده} (الأنعام:90)، لأنهم قدوة وأسوة أمرنا الله باتباعهم لأنهم يوصلون إلى الهدى .
رابعاً: يعتبر أن وظيفة الإعلام هي إضافة إلى التبيان وتقديم النموذج وأن يكون الاعلام جريئاً في تقديم المشروع الإسلامي، وأن لا تكون في موقع الدفاع بل أن تكون في موقع الهجوم والمبادرة، ويذكر أمثلة على ذلك رسل النبي إلى كسرى والمقوقس والحبشة حيث ذهب إلى عقر دارهم ليطرح مشروعه ويفند انحرافاتهم، بكل عزة وجرأة ويدعوهم للالتحاق بمشروعه.