Uncategorizedبأقلامنا

جورج حبش الوعي الثوري والرؤيوي القومي – بقلم رفيق نصرالله

جورج حبش الوعي الثوري والرؤيوي القومي – رفيق نصرالله

المكتب الاعلامي للجبهة الشعبية لتخرير فلسطين – لبنان
.
عندما سئل فيدل كاسترو عن تعريفه لماهية المناضل الحقيقي قال:”هو الذي يملك النظرية، وكذلك البتدقية، ويعرف كيف تتلاءم البتدقية مع النظرية”.
الدكتور جورج حبش كان يملك الصفتين معا، كرجل مؤدلج وجد النظرية في أن مقارعة الاستعمار وبناء مستقبل الأمة، ومواجهة ما خطط لفلسطين، إنما ينطلق من رؤيوية قومية عروبية، استنهض الأمة عبر بث الروح القومية المستندة على ايديولوجيا واضحة، وأن يتلاءم ذلك مع التفاعل النضالي الثوري.
وجد الدكتور جورج حبش المعادلة باكرا، وكان من الطبيعي أن تترجم هذه المعادلة مع انطلاقة الكفاح المسلح، لتكون خيارا واضحا في تحديد المسار.
كانت انطلاقة الحبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي المحطة الأساس في التاريخ النضالي لهذا القائد الفلسطيني تماما كما خياره القومي الرؤيوي والحداثوي، وشكل ذلك محطة أساس في تاريخ النضال الفلسطيني كما كان له بعده الأممي ايضا .
عرفت الرجل مباشرة عندما أجريت معه مقابلة على وقع الغارات الإسرائيلية خلال الاجتياح الاسرائيلي عام ١٩٨٢. كانت الطائرات الإسرائيليه تقصف ما تشاء من مباني بيروت الغربية، وكان القصف المدفعي على مقربة من المكان الذي أجرت فيه المقابلة. أعترف أني كنت أشعر بشيء من الارتباك خشية تعرض المكان لغارة ليست بالحسبان، لكن ابتسامته الواثقه والهادئه كانت تعطيني شيئا من القوة.
يومها كان النقاش ساخنا بين القيادات الفلسطينية حول كيفية مواجهة خيار ترحيل المقاتلين. شعرت من فحوى كلامه أنه كان يشتم رائحة شيء ما يعد، وأنه كان من أصحاب الرأي بأن يتمترس المقاتلون في المخيمات، وفي بيروت مع القوى الوطنية، ومقاتلة الإسرائيليين ومن معهم حتى الأنفاس الأخيرة، لأن خيار الرحيل يعني ضرب المقاومة وخسارتها لكل نضالاتها. شعرت بشيء من المرارة في كلامه، الذي تأكدت مصداقيته فيما بعد، قبل وبعد أوسلو وغير أوسلو.
امتلك د جورج حبش الصفة الكاملة للمناضل الثوري الذي لم يتراجع يوما عن منظومة القيم التي آمن بها كخيار استراتيجي لا يتعلق فقط بالنضال لتحرير فلسطين، بل على المستوى النضالي القومي والأممي، وتحول إلى أحد أبرز الرموز لهذا النضال.
كانت فلسطين بالنسبة إليه قريبة، وكان خياره الأول هو البندقية بكل ما كان النضال الثوري يفرضه في تلك المرحلة.
بدا الرجل بأنه قارئ تاريخ جيد، ولهذا جاء طرحه القومي العربي من خلال ما اختزنه من وعي لما واجهته الأمه وتحديدا مع بداية القرن العشرين حيث ظهرت الخديعة الكبرى عبر رسائل حسين – مكماخون إلى الانتداب البريطاني الذي مهد لاغتصاب فلسطين انطلاقا من وعد بلفور، وما قامت به بريطانية من دور مباشر في المساعدة على تأسيس الكيان
د جورج حبش مناضل ثوري ومقاوم شكل نقطة مشرقة في تاريخ النضال الفلسطيني وسيظل اسما لن ينسى.

المركز الدولي للإعلام والدراسات

زر الذهاب إلى الأعلى