شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
أخبار العالم العربي

اللبناني الدكتور عماد سعيد: الربيع العربي فكك البنيان السياسي للدول.. والرهان على المثقفين

اللبناني عماد الدين سعيد الربيع العربي فكك البنيان السياسي للدول والرهان على المثقفينعماد الدين سعيد
حوار – منة الله الأبيض

تتجه الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، إلى تعويض وسد الفجوات الناتجة عن تقاعس السلطة أو الإدارة السياسية عن تبني أدوار اجتماعية وثقافية حقيقية تختلط بالجمهور وتتفاعل معه، وتُعد جمعية “هلا صور” الثقافية في لبنان، إحدى الجمعيات التي تأخذ على عاتقها منذ التدشين هذا الدور، التقت “بوابة الأهرام”، برئيس الجمعية الكاتب الدكتور عماد الدين سعيد، سفير النوايا الحسنة للشؤون الثقافية والاجتماعية في لبنان، للحديث عن “هلا صور”، وقضايا أخرى ثقافية.

قال د.عماد الدين سعيد، مؤسس جمعية “هلا صور” الثقافية في لبنان، إن الجمعية أخذت على عاتقها منذ التأسيس أن تسهم قدر إمكانياتها المادية والمعنوية وقوة عناصرها وطاقاتها الإبداعية على القيام بمنظومة ثقافية تصل ثقافة المناطق والأرياف بالعاصمة “بيروت”، إيمانًا منها بتعزيز دور المثقف والإنسان الذي يعي معنى حريته وسلوكه الوطني والإنساني.

ويعتبر سفير لبنان للنوايا الحسنة، أن لجمعية “هلا صور” وكافة الأعضاء دورا متكاملا في العمل على وحدة الطوائف والمذاهب في لبنان المنوع من خلال تأسيس صيغة عيش مشترك حيث يوجد في لبنان 18 طائفة ومذهبا تحمكها رغبة كبيرة في العيش المشترك وبناء الوطن المنوع المتعدد المشارب والأفكار بالاحتكام للدستور والقانون.

يري أن المقولة الشهيرة “مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرأ” قد تغيرت على مستوى السطح لكنها في العمق ما زالت تحافظ على تاريخها وحيويتها، فإن مصر تبقى عاصمة للحضارة العربية وهذا ما يؤمن به وله مستنداته التاريخية إلا أن لبنان بعد الحرب تعرض لهزة أمنية أثرت بشكل سلبي على طباعة الكتب كما أن العراق الذي يسبح في بحر من الدم قد تغير واقعه مع المطالعة، بينما تستمر الشبكة العنكبوتية ووسائل الاتصال الاجتماعي في انقلاب الصورة وتغيير هذه المعادلة التي كانت تشكل خزان المعلومة والكتاب والمجلة والصحيفة والتواصل الثقافي بخاصة في مطلع الستينيات من القرن الماضي في لبنان، وقال: “آمل في أن تعود لبنان والعراق لكن التاريخ غالبًا، لا يعود إلى الوراء”.

الصحافة الثقافية في لبنان- كما يستعرضها – مرت بحالة ممتازة في زمن مجلات شعر والآداب وفكر والفكر المعاصر وكتابات معاصرة ودراسات عربية وغيرها من صفحات الثقافة في الصحف والمجلات الدورية والشهرية والأسبوعية لكنها تراجعت وأصيبت بنكسة وسقطت إلى حد كبير في باب النقد الذاتي الاستهلاكي وبعدت كثيرًا عن النقد الموضوعي.

ويروي د.سعيد ذكرياته وانطباعاته عن لقاءاته المتعددة مع عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، قائلًا: “لي معه ذكريات حيث استمعت له في زيارته للبنان وفي محاضرات ولقاءات حيث ظهرت لديه ملامح شخصية دبلوماسية عميقة حكيمة تتصف بموسوعة عالمية على مستوى الفكر السياسي، وأهم ما يميزه سعة الافق السياسي وعروبته وقوميته الصادقة ومحبته للبنان والدول العربية وايمانه بالسوق العربية المشتركة والأمن القومي العربي والصداقة بين الشعوب، وحلم عمرو موسى بالتواصل بين العرب حلم كل العرب في العالم، أتمنى أن تتحقق آمال عمرو موسى”.

ورغم ملاحظاته على حرية الرأي في العالم العربي وشروطها وطرق حمايتها وشرعنتها، فإنه يعتبر لبنان من البلدان العربية التي تؤمن بحرية الرأي والتعبير والديمقراطية، وقد صدق الرئيس نبيه بري حين قال: “أنا مع الصحافة ظالمة أو مظلومة”، ويُشير مؤسس “هلا صور” إلى رفضه النقد الهدام، كذلك ضد توجيه الملاحظات على الدول والأنظمة السياسية من خلال وسائل الإعلام، بحد رأيه.

فالطريقة الصحيحة، كما يفنّدها، هي أن تسمع الدوائر السياسية صوت الكاتب والصحافة الحرة وتأخذ بالنقد الموضوعي من خلال جلسات مصارحة تتم بالتراضي بين الكاتب والسلطة.

وفي حين يقول إن لبنان من البلدان العربية التي تؤمن بحرية الرأي والتعبير، فإنه يعترف بوجود رقابة على الكتاب في لبنان لكنها بشكل معقول، يجعل المجتمع اللبناني قابلا للتكيف مع الرقابة والكتابة في إطار لا يزعج المسؤول، وفي كل الأحوال هناك صداقة ومحبة بين الجميع لما فيها دوام حرية التعبير ونظافة توجهه في إطار البيت الوطني الواحد الموحد والمحصن بالوحدة الوطنية ومصلحة الوطن، بحد قوله.

ويتصور صاحب “الربيع لا بالأبيض والأسود”، أن ما سمي بالثورات العربية والربيع العربي يحتاج إلى الكثير من الجدل والنقاش، ويحسب أن “الفوضى” – كما يصنفها – التي حصلت في العالم العربي تركت آثارها السلبية على الواقع الأمني والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والفكري وعليه، أن ما حدث أنتج تخريبا واضحًا في ميادين عدة، ولم تعط الثقافة أي تقدم إيجابي للثورة، كما أن الثورات بدلت مفاهيم ثقافية عدة، حيث فككت العالم العربي في إطار بنيانه السياسي والوحدوي وشرذمته بشكل صاعق يبعث على اليأس والهزيمة والإحباط، بحسب قوله.

ويؤمن مؤلف “خواطر في السياسة والوطن”، أن الكلمة كانت وما زالت موضع رهاننا على التغيير في كافة الدول العربية، وقد عظمت ولم تضمحل، ونراهن أيضًا  على دور الكلمة ونشاط المثقفين والنخبة في المجتمع المستقبلي لما بعد الزلزال السياسي والأمني الذي يجتاح الدول والمؤسسات في هذه الأيام العصيبة.

ويتعرض د.سعيد لقضية الإسلام السياسي أو سياسة الإسلام، بأنها قضية تحتاج للجدل والمراجعة، مضيفًا: “نحن مع الإيمان والأخلاق والقيم الدينية لكننا نؤمن بحرية الأديان ووسائل عدم إدخال الدين في السياسة، فالإسلام الحقيقي يزيد من فرص الحوار والحداثة على عكس التطرف، وكلنا نؤمن بالله ورسله وتعاليمه لكن المطلوب أن لا يكون الدين موضع خلاف بين البشر بل موضع لقاء وتلاق ومحبة وتعاون من أجل خير الإنسانية”.

واختتم حديثة لــ”بوابة الأهرام”، بأن تجربة مصر تجربة حضارية في هذا المجال، قائلا: ننصح عددا من الدول بقراءة فكر الأزهر الشريف الذي يجمع ولا يفرق، كونه قمة في الاعتدال بل قمة في الانفتاح والازدهار القيمي والفكري السائد في جوهر الإسلام وشمولية رحمته.

زر الذهاب إلى الأعلى