Uncategorizedأخبار صور و الجنوب

ندوة فكرية لحركة أمل والجامعة الإسلامية في صور حول السيد المسيح (ع)

 

المفتي عبد الله: “علينا ان نعود الى لحظة الأمل بإلتقاء اللبنانيين مع بعضهم البعض”

المتروبوليت اسكندر: نحن بحاجة الى شريعة المحبة والمسامحة والتضامن في ظل غياب وعجز تام لمؤسسات الدولة

لمناسبة ميلاد السيد المسيح (ع)، نظّمت حركة أمل في إقليم جبل عامل والجامعة الاسلامية في لبنان فرع صور ندوة فكرية تحت عنوان ” ولادة السيد المسيح .. رسالة محبة وسلام” وذلك في مكتبة الجامعة في صور، بحضور مطران صور وتوابعها للروم الكاثوليك سيادة المتروبوليت جورج اسكندر، مفتي صور وجبل عامل العلامة القاضي الشيخ حسن عبد الله، مدير الجامعة الاسلامية فرع صور الدكتور غسان جابر،  ووفد ملتقى الجمعيات الاهلية في مدينة صور و منطقتها عضوي قيادة اقليم جبل عامل الشيخ ربيع قبيسي وعلوان شرف الدين، مسؤول المنطقة الأولى في حركة أمل حسين قطيش، الأب جان يونس، الأب ماريوس خير الله، طلاب وفعاليات سياسية ودينية وحركية واجتماعية وفكرية ومهتمين.

قدّم للندوة الدكتور محمد خليفة، ثم تحدث الدكتور غسان جابر قائلاً: ” ولكم هو جميلٌ أن يتلاقى الزمان بالمكان.. فولادة السيد المسيح (ع) مخلص البشرية، وروح الله وكلمتهُ والداعي إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، والمبشرُ برسول الإنسانية محمد عليهما السلام، والمكان مدينة السلام والتسامح والألفة والعراقة والمحبة صور، وتحديدًا في هذا الصرح التربوي الذي أرسى دعائمه الإمام المغيب السيد موسى الصدر (أعاده الله)، إيمانًا منه بأن تغدو الجامعة منارةً للفكر والعلم والثقافة والإبداع، وأن تسهم بصيانة الفكر وتجدده وتطوره ورقيه، وصونًا للمعرفة بما يخدم التقدم العلمي ونشر ثقافة التعلم المستمر، وجسرًا للعابرين والطامحين والحالمين من جيل الشباب بغدٍ مشرق ومستقبل أفضل”.
وتابع: “بهذه المناسبة المعطرة بأريج النبوة وشغف الرسالة تؤكد الجامعة الإسلامية باسم معالي رئيسها الأستاذ الدكتور حسن اللقيس، بأنها لن تدخر جهدًا في سبيل تحقيق الغاية التي أنشأت لأجلها، وسنسعى بكل طاقاتنا البشرية والعلمية والإدارية للإسهام في نشر ثقافة التعلم والمعرفة وجعلها أسلوب حياة لكافة الفئات والأعمار، بالتعاون والتآزر مع كافة النخب والطاقات من مكونات شعبنا ومجتمعنا، يدًا بيد، وجنبًا إلى جنب في سبيل بناء المجتمع وخدمة الوطن والإنسان”.

بدوره تحدث المطران جورج اسكندر عن معاني الميلاد في هذا الزمن الذي يشهد فيه العالم تحولات مصيرية على المستويات كافة، قائلاً: “في هذا الزمن المشحون بالنزاعات والأنانيات يتفجّر العنف وتندلع الحروب في أماكن عديدة من العالم مخلفة وراءها أبشع الصور عن همجية الإنسان ونزعته الفطرية الى ممارسة السيطرة ويذهب الإنسان بعيداً عن مشيئة الخالق تائهاً في غربة المعصية والفساد.. ويطلع فجر جديد يحمل الخلاص للبشرية، إنه فجر المحبة التي تجترح المعجزات والتي تفوق حسابات العقل”.

وأكمل أن الله محبة والمحبة وحدها قادرة على أن تشرح لنا عمق السر العظيم الذي سوف يكون عهداً جديداً بين الله والبشر نحو طريق الخلاص.

وأضاف ان فرحنا في العيد هو لعلمنا أنه ولد لنا مخلّص سوف يجدد عهد الإنسان مع الله بالمصالحة والمسامحة، أمّا البُعد الثاني في الحدث الميلادي فهو العلاقة مع الإنسان الآخر مؤكداً أن فعل المحبة لا يتجسّد إلا بوجود طرف ثانٍ ومن خلال الأعمال والأفعال والقيم الميلادية التي تتمثل بالتواضع والبساطة ومحبة القريب عندها نكون في الميلاد.
وختم بضرورة التحرر من نظرتنا التقليدية لنعيش قيم الميلاد مع ذواتنا وعائلاتنا ومحيطنا خاصة في هذه الأيام التي تمر على لبنان، ونحن أحوج ما نكون الى شريعة المحبة والمسامحة والتضامن من أجل مساعدة العائلات المنكوبة والمرضى والمعوزين في ظل غياب وعجز تام لمؤسسات الدولة.

ثم تحدث المفتي عبدالله عن أهمية العيش المشترك في بناء الإنسان، قائلاً: “ما بين عيسى ومريم نموذجان إنسانيان متميزان نتعلم منهما الدروس والعبر من أجل بناء مجتمع في كل العصور والأزمنة، وما أحوجنا اليوم الى أمل بالرغم من كل مظاهر اليأس في هذه الحياة، هذا الجشع الإنساني الخطر الذي يريد ان يأخذ الإنسان الى العبودية المقنّعة والى الرذيلة وهنا يكون أهل الإيمان أمام تحدِ مباشر مع ذلك، فنتعلم من عيسى الإصرار ومن مريم الثبات ونذهب معاً لمواجهة كل هذه التحديات”..

وأضاف اننا اليوم في ذكرى ولادة السيد المسيح مسلمون ومسيحيون مدعوون جميعاً الى تكريس القيم الأخلاقية والاجتماعية والدينية في المجتمعات والى تكريس الفضائل ونبذ الرذائل، وأن الرسالات السماوية تشكل اليوم صداً منيعاً في وجه هذه القيم الأخلاقية الفاسدة التي تضرب مجتمعنا وسننتصر على الرذيلة كما انتصر الانبياء على الرذائل في التاريخ.
وأكمل أن ما نشهده في فلسطين المحتلة وما يمارس عليه من جريمة منظمة بحق الإنسان من قبل العدو الاسرائيلي، فيما الإعلام الغربي ينظر الى المظلوم على انه ظالم، لهو أمر يتطلب التكاتف، “ومن صور نقول للعالم أجمع آن الأوان لإيقاف هذه الجريمة وان يتكاتف العالم لمواجهة العدو الذي يزداد طغيانه يوماً بعد يوم”.

وتابع بالحديث عن الوضع الداخلي في لبنان الذي يعيش حالة من التخبط وسط أزمة مستدامة، وتخبط سياسي وسط فراغ في رئاسة الجمهورية، قائلاً أن ما نسمعه من هنا وهناك ليس بخطاب جدي للوصول الى انتخاب رئاسي، وما نسمعه من الداخل اللبناني لا يبشّر بالإيجابية وما نسمعه من الخارج يجعلنا ندرك ان لبنان ليس من أولى أولوياتهم السياسية، لذلك علينا ان نعود الى لحظة الأمل بإلتقاء اللبنانيين مع بعضهم البعض وإجتماع السياسيين مع بعضهم البعض للوصول الى نتائج محمودة.

وختم بالإشارة الى حادثة اليونيفل التي وقعت في العاقبية منذ عدة أيام، مؤكداً ان قوات حفظ السلام تشكل اليوم جزءًا من النسيج اللبناني وهي واحدة من مفردات الوجود اللبناني على مساحة الجنوب بشكل خاص، مشدداً على الالتزام التام بقرار مجلس الامن 1701 .

زر الذهاب إلى الأعلى