بأقلامنا

فرنسا ذاهبة إلى رعب التقنين المعيشي! بقلم// جهاد أيوب

على ما يبدو تقشف الحياة اللبنانية وصل إلى فرنسا بكل حرية وجرأة، صحيح لن يصل حتى الآن إلى التعتير اللبناني في عيشة أقل ما فيها أن الحيوان يرفضها، ولكن أن يدخل الفرنسي والأوروبي المعتاد على معيشة مرفهة خدماتياً، وإذا قورنت بحياتنا الخدماتية نعتبرهم يعيشون بالجنة لولا الضرائب التي يدفعونها، بينما نحن خلاص اعتدنا على العيش في الجحيم، وبعضنا يجزم بأننا نعيش داخل النار وما بعد الجحيم مع إننا ندفع الضرائب بطرق النصب، والغش، لا بل نسرق لهذا الزعيم وإلى كلابه أكثر مما يدفع الفرنسي من ضرائب لدولته!
منذ أكثر من شهر ، ومن أجل تحضير الشعب الفرنسي ليتأقلم بسرعة مع متغيرات الحياة المقبلة، طلبت أجهزة الدولة الفرنسية من الإعلام العام والخاص أن ينطلقوا بحملة إعلامية ناعمة لكنها تصيب في صميم التقشف الذي سيعتاده المواطن الفرنسي ما بعد رأس السنة هذه!
الإعلام الفرنسي أخذ يسوق طلبات الدولة بالتقنين في كل الأمور الحياتية المعنية باستهلاك الطاقة، خاصة في الكهرباء والغاز والبنزين!
وطلب من القنوات التلفزيونية الأرضية أن يكون خطاب التقشف المقبل مباشرة، وقد بدأت بذلك من الشهر الماضي إلى حين الذهاب إلى رعب التقشف في حياة الرفاهية ما بعد شهر 12، وقد بدأت فرنسا في تمرير هذا التقشف من خلال ما يلي:
– تقطع الكهرباء في باريس لمدة ساعتين صباحاً، وساعتين مساء، ومع بدايات العام المقبل سيتم زيادة هذا التقنين ( هكذا بدأت أمور التقنين في لبنان إلى أن ظهرت سمسارات زعامات لبنانية لشراء الموتيرات ومن بعدها الاشتراكات!)!
– تم توقيف إشارات المرور من أجل توفير الكهرباء في كثير من الطرقات ( نحمد الله، نحن في لبنان سبقناهم بذلك، ولا نعرف إشارات المرور)!
– طلب من المحلات الكبيرة والدكاكين، والمولات عدم فتح الباب الرئيسي كهربائياً، والاكتفاء بالأبواب اليدوية، مساهمة في انطلاق التقنين الأكبر!
– في وقت التقنين الكهربائي المتبع في باريس تنقطع التلفونات الأرضية، وبذلك ينقطع الإنترنت( تخف الثرثرات، فالنساء الفرنسيات يشهد لهن بكثرة الثرثرة فيما بينهن)!
كل هذا حدث في باريس بعد الحرب الأوكرانية التي ساهموا بإشعالها بأوامر أميركية، وها هي أوكرانيا دمرت، وتشتت سكانها وشعوبها إلى دول أوروبية، وهذه أوروبا تعيش بدايات الحياة الصعبة، وهكذا حياة تصنع تحركات شعبية ضد الدولة والنظام، وما حدث في ألمانيا بداية لأعمال الشغب السياسي والشعبي رغم حجب الحقيقة في إعلام مستأجر، وكل العالم أصبح يدرك بعد التجربة أن تحركات الشعوب الاوروبية فيها من الفوضى والتخلف والسرقات والاجرام والقمع المتبادل بين المتظاهرين والدولة ما لم نجده في بلادنا حيث يتهموننا بتخلف العالم الثالث، والادلة كثيرة!
أوروبا مرغمة في أن تكون تابعة وعبدة لدولة الإرهاب أميركا، وها هي أميركا تبيع الغاز والوقود بأسعار خيالية إلى أوروبا التي ارتضت أن تكون في الصفوف الأولى بالحرب الروسية الأميركية في اوكرانيا، والحياة في أميركا داخلياً شبه مستقرة اقتصادياً، بينما في أوروبا أخذت بالتعتير كما حال الحياة في نار لبنان الصغير، وأفعاله كبير خاصة في دنيا الفساد!
فرنسا أخذة بالتقنين، وشارعها لن يقبل لتقنين حياته وهو اعتاد الرفاهية بعد أن يدفع ضرائب كبيرة ليرتاح في حياته الخدماتية، ومهما جمل الإعلام الحياة الكذبة، والإعلام الغربي يشهد له تلفيق الحقيقة، وتسويق سموم الكذب والدجل!

زر الذهاب إلى الأعلى