بأقلامنا

مسؤولية الإنسان وخاصة في شهر الصيام بقلم السيد هاشم فضل الله

تحمل المسؤولية واجب وطني وأخلاقي وديني فالفرد مسؤول عن نفسه أولا وعن الآخرين بدرجات متفاوتة
والتخلّي عن هذه المسؤولية هو هروب وعجز وقصور نفسي وعقلي
وعبادة الله تعالى لا تكون فقط بالامتناع عن الطعام والشراب بل في خدمة الناس والتخفيف عنهم
ومساعدتهم إن أمكن ماديّا ومعنويّا ،واذا كان هذا مطلوب من الافراد
بشكل عام فانه واجب ومفروض من المسؤول والحاكم
اكثر لقدرته ونفوذه وتمكنه من القيام وتحقيق الخدمة المرجوة للناس
والأصول هو مواجهة ما يتطلبه الحدث من مواقف طبيعية وأداء المهام والواجبات الملقاة على عاتق المسؤول
مهما تكن الظروف قاسية وصعبة والتخلي عنها هو إهمال واستهتار بالواجب وله تبعات تترتب على المتخلي عن مسؤولياته
وهي مطالبته ومحاسبته على تقصيره وإهماله ولو طال الزمان
وتبدأ المسؤولية من تحمل الرجل مسؤوليات بيته وأسرته وتنتهي بالمجتمع والوطن فالإنسانية
وكل تخلف عن القيام بالواجب هو تقصير وإهمال يجب على الآخرين معاقبته عليه
أمّا الفوضى والفساد الذي يعم بعض المجتمعات نتيجة الظروف والطغيان وضياع الحق والمسؤوليات
فهو خراب ودمار وهذا ما حصل في بلدان كثيرة تركت الواجب وحكمت الناس بالمزاج
والتسلط فوقع فيها الدمار والخراب واندثرت في التاريخ
وبقيت اثرا بعد عين
والخلاصة لا بد لكل مسؤول صغير أو كبير أن يتحمل مسؤولياته
ولا يلقي تبعاتها على الآخرين ثم يتنصل من مسؤولياته كأنّ الأمر لا يعنيه
والمسؤوليات متعددة مختلفة منها إجتماعي ومنها أخلاقي ومنها ديني
وغير ذلك وهناك واجبات إجتماعية أخلاقية والتخلي عنها هو هروب وتقصير وعجز
وكل من يتصدّر المسؤولية واجباته القيام بها والا فليترك الأمر للآخرين فهم أولى منه بذلك
وعليه أن يتحمل ذلك بأمانة وإخلاص لا أن يستغل منصبه للشخصانية
وحبّ الذات وخدمة من حوله ويترك الآخرين في مهب الرياح
وإننا اليوم أحوج ما نكون لتحمّل المسؤولية اتجاه الناس وخاصة الفقراء منهم
وقد أصبحوا كثيرين في هذه الأيام بسبب الأوضاع الراهنة والغلاءات المختلفة
فلنتكافل ونتعاون من أجل خدمة الآخرين وخاصة في هذا الشهر الكريم
لعلّ الله يهدينا الى الأقوم ويسدّد خطانا ويخلّصنا من الأعظم من البلاء
والمسؤوليات مشتركة بين الجميع وأحسن الأقوال في هذا المجال حديث شريف
كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،””
زر الذهاب إلى الأعلى